الأقباط متحدون - ما أحوجنا إلى «على» و«نازلى»
أخر تحديث ١٧:٠١ | الأحد ٣ يوليو ٢٠١٦ | ٢٦ بؤونة ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٧٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

ما أحوجنا إلى «على» و«نازلى»

خالد منتصر
خالد منتصر

 جذب مسلسل «جراند أوتيل» الأنظار إليه، وحصد نسبة مشاهدة كبيرة، وأشاد به جميع النقاد، تعددت الأسباب مابين نوستالجيا الماضى وجمال الأولد كاتاراكت وروعة الديكورات وفخامة الملابس وجودة التمثيل، لكن أحداً لم يتطرق إلى سبب أعتقد شخصياً أنه من أهم أسباب انجذابنا للمسلسل، وهو عودة قصة الحب إلى الشاشة المصرية مرة أخرى بعد أن كنا قد نسينا كجمهور مصرى أن هناك اختراعاً اسمه الحب والرومانسية لا بد أن تتناوله الشاشة بجانب مناقشة البلطجة والقتل والخنق والسحل والسرقة والرشوة.. إلخ،

جاء «جراند أوتيل» لينفخ الروح فى حفرية مدفونة اسمها الحب وأظهرها على السطح بعد أن نفض عنها تراب الإهمال والنسيان والتشويه، شاهدنا «على» وهو يغازل «نازلى» بكلمات الحب والرومانسية بكل عذوبة ورقة، اندهش الابن المراهق الذى تربى وجدانه على «بحبك يا حمار»، وتذكر الأب المحبط فيلم «حبيبى دائماً» وروايات يوسف السباعى وإحسان عبدالقدوس وأغنيات العندليب، وشاهدنا «نازلى» وهى تستمع لكلمات الغزل بخجل لذيذ وسعادة حائرة وعين تريد تثبيت اللحظة وإغلاق الجفون عليها وحفظها فى أرشيف السعادة وخزانة البهجة وشغاف القلب الراقص على أنغام الغرام، حب «على» و«نازلى» فى «جراند أوتيل» ليس هو حب «على» «وإنجى» فى «رد قلبى»، التشابه فى تفاوت المستوى الاجتماعى والفرق الطبقى، لكن الحكاية مختلفة والقصة ليست «فوتوكوبى»، وليست لها ظلال هاتفة أو أبعاد وطنية زاعقة، إنما هى علاقة حب بسيطة تنمو على ضفاف النيل ودرجات سلم الكاتاراكت، برغم أنها تنمو خلسة وأوراقها لا ترى ضوء الشمس إلا أن جذورها كانت تتعمق فى التربة وتتشبث بالأرض، كنا قد نسينا الحب، بل قل بصراحة وتحديد أكثر كنا قد كرهنا الحب الذى كان كلاماً فسلاماً فلقاءً، فصار مسلوقاً «متصربع» سابق التجهيز ديليفرى معلباً بالـ«إس إم إس» و«هات م الآخر»، شاهدنا على الشاشة اختراعاً لا يعرفه جيل الواتس آب اسمه رسالة الحب يكتبها «على» إلى «نازلى» لتقرأها فى لهفة، تحتضنها، وتشم عطره منها، شاهدنا خوف الحبيب على حبيبته، وشوق الحبيبة إلى حبيبها، مشاعر كنا قد تخيلنا أنها قد صارت فى متحف الأنتيكات مع الطربوش والجرامافون، لنفاجأ بأنها استيقظت من جديد، شكراً «على»، شكراً «نازلى» ، ونتمنى أن يهبط الحب درجات سلم «جراند أوتيل»، بعد أن ينهى رحلته هناك فى ختام رمضان بين ردهاته الرحبة وغرفه الفخمة وأجنحته الملكية، ليستقر فى قلوبنا، ويلمس بعصاه السحرية وجدان المصريين، فيفتحوا قاموسه الذى اصفرت أوراقه من طول الهجر والصد والإهمال، ويدخلوا محرابه الذى اسودت جدرانه وصدأت أعمدته، من قاموس الحب نستعير الفرحة، ومن محراب الحب نقتبس الحياة، فالكراهية موت، والحب حياة.

نقلا عن الوطن

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع