الأقباط متحدون - حدود الله
أخر تحديث ٠٠:٠٩ | الثلاثاء ١٢ يوليو ٢٠١٦ | ٥ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٨٧ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

حدود الله

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 أشرف دوس 
جلست تبكى وتتذكر يوم أن صارحها بحبه وارتياحه لها وطلب منها أن يذهب لخطبتها،رغم أن مستواها الاجتماعي أقل منه بكثير وأخذ والدته واسرتة وذهب إلى بيتها وتقدم لخطبتها، ووافق والدها على الفور فقد رأى أن ابنته فُتحت لها أبواب الجنة ولمَ لا وهى جميلة الجميلات وهو مثقف وصاحب شهرة واسعة لعملة في مجال الأعلام وامتلاكه أموال طائلة؟!

وذهبا لشراء الشبكة فاشترى لها طقم ذهب كامل بـخمسة وأربعون ألف جنيه من محل اختاره بعناية وأصر علية ، وسألته لماذا اختار شيئاً غالى جداً على مستواها وأوضحت أنة يكفيها اقل من هذا كثيرا؟!

وكان رده أنتي غالية عندي وتحت أقدامك الدنيا كلها وتمت الخطبة في احتفال عائلي بسيط وأصبحت في منتهى السعادة وباتت تحلم بحياتها الجديدة وكيف أنها ستعيش كالملكة المتوجة وأصبحت معه طوال الوقت، يأخذها أجمل المطاعم.. يذهبا معا إلى أغلى المحلات ويشترى لها أجمل الملابس، فجعلها تتمادى في حلمها وترتبط به ارتباطاً وثيقاً.

لم يعكر صفو علاقاتهم إلا جرأته الجمّة في التعامل معها، ، ولكنه كان يتجاهل ويتمادى وهى دائمة الصد فبالرغم من فقرها إلا أنها تخاف كل الخوف على نفسها وتعرف حدود الله.

وتكررت محاولاته الجنسية بصورة واضحة وهى ترفض وفى إحدى مقابلاتهما طلب منها أن تصعد معه إلى شقته.. رفضت، ولكنه تجاهل واستمر في طلبه وحاولت أن تثنيه عن طلبه وبلطف،

ولكنها صممت على عدم الذهاب معه.. فصفعها على وجهها وصرخ فيها وتركها وذهب ..

مضت أيام دون أن يكلمها وبدأت تشعر بالحيرة والقلق، فبالرغم من قسوته و اهمالة في التعامل معها إلا أنها أحبته بصدق ، اتصلت به عدة مرات فوجدت الموبايل مغلقاً، ذهبت إلى بيت أهله وجدت بواب العقار وسألته عنه، فأخبرها بأنه غير موجود.. طلبت منه مقابلة أمه أو اى من أفراد اسرتة فأخبرها بأن المنزل لا يوجد به أحد...

ترددت كثيرا ولعدة أيام متواصلة على مكان اقامتة وفى أوقات مختلفة عسى أن تراه أو تعرف اخبارة

وصعب حالها على البواب فذهب إليها يطيب خاطرها وأخبرها بالحقيقة..

قال لها إنه معتاد على فعل ذلك مع الفتيات البسطاء، يذهب إليهن ويخطبهن ليدخل ويخرج ويفعل ما يريد معهن من ممارسات جنسية باسم الحب، ثم يتركهن بعد أن يفقدن أغلى ما يملكن و يدمر حياتهن،

وأخبرها أن بعض الفتيات نسين أن هناك فرقاً بين الخطوبة والزواج ونسين كرامتهن، فقضى على مستقبلهن وتركهن.

وأخبرها أيضاً بأن والدته تذهب معه، لأنه كل مرة يقنعها أنه سيتمم الزواج "وهو خسران إيه؟! فالذهب صيني من إحدى المحلات التي تربطه بصاحبها صداقة وشراكة تألمت وبكت كثيرا ولكنها نجت وأصبحت قوية.. جُرحت كثيرا ولكنها تعلمت أن " الحياة رحلة قاسية والوجوه الغادرة كثيرة و يختفي تحتها كل حقير".. رحلت أحلامها ولكنها ما زالت تعيش...


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع