الأقباط متحدون - «مجاهل أفريقيا»
أخر تحديث ١٩:٥٦ | الاثنين ١٨ يوليو ٢٠١٦ | ١١ أبيب ١٧٣٢ش | العدد ٣٩٩٣ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

«مجاهل أفريقيا»

ارشيفية  ياسر مشالى
ارشيفية ياسر مشالى

 لا يحتاج تراجع الدور المصرى فى أفريقيا خلال 40 سنة مضت، إلى دليل، فيكفى أن تعرف أن حجم التبادل التجارى بين مصر ودول القارة السمراء، أقل من نظيره بين إسرائيل وأفريقيا، ويكفى أن تعرف أن الرئيس عبدالفتاح السيسى هو أول رئيس مصرى يزور «رواندا»، إحدى دول حوض النيل الست التى وقعت على اتفاقية «عنتيبى»، فيما ترفض مصر والسودان والكونجو التوقيع عليها حتى الآن.

 
ومع ذلك، فإن مشكلة تراجع الدور المصرى فى أفريقيا ليست عصية على الحل، بشرط أن نعترف بأن جذورها ليست سياسية بل «ثقافية» فى الأساس، وعلينا الاعتراف بأن النخب المصرية تتعامل مع الأفارقة بـ«عجرفة» و«نظرة دونية» فى غالب الأحيان، وهو ما يشكو منه بعض الأفارقة، وفى مقدمتهم سودانيون عرب، والأخطر أن عدوى هذه العجرفة بدأت تنتقل بالتدريج إلى عامة المصريين الذين يتعاملون مع طلاب وعمال أفارقة يقيمون فى مصر، بعد أن بدأت أعدادهم فى التزايد الملحوظ خلال الخمس سنوات الماضية، خاصة فى المدن الجديدة.
 
استمع إلى ما يردده المعلقون الرياضيون على المباريات التى تجمع مصر مع فريق أفريقى، لتعرف كيف أن هؤلاء يزرعون «الأشواك» فى طريق عودة مصر إلى ريادتها الأفريقية التى صنعها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ورجاله، خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضى، لدرجة أن زعيم غانا ومحررها من الاستعمار «نيكروما»، سمى ابنه جمال على اسم الزعيم ناصر، الذى لعب دوراً محورياً فى استقلال معظم الدول الأفريقية، وما زال «نيكروما الابن» يعمل ويقيم فى مصر.
 
روى لى إعلامى راحل عن مصادر موثوقة، أن رئيس نيجيريا، بالمناسبة هى أكبر دولة أفريقية، ورابع دولة فى منظمة أوبك أرسل أكثر من مرة طلباً لزيارة مصر، ولقاء الرئيس الأسبق حسنى مبارك، وكان الرد يأتى فى كل مرة بجملة واحدة مفادها أن: «جدول الرئيس مزدحم ولا يسمح»، لكن المفاجأة التى أدهشتنى، أن سبب تهرب مبارك من تلبية دعوة الرئيس النيجيرى هو خوفه من الإصابة بعدوى مرضية باعتباره مقبلاً من «مجاهل أفريقيا»، هكذا كانت تدار ملفات الأمن القومى، وهكذا كانت النتيجة أزمة تخص مياه النيل شريان حياة المصريين، بدأت بمفاجأة اتفاقية «عنتيبى» فى أوغندا، عام 2010، التى تنص على إعادة تقسيم حصص مياه النهر من جديد بين دول الحوض، ومنها مصر والسودان، وانتهت ببناء إثيوبيا سد النهضة أكبر السدود، وأخطرها على حياة المصريين.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع