زكريا رمزى
من بداية تكون وعيى فى الدنيا وجدت أن هناك عقدة تسببها الكنائس لبعض الاخوة المسلمين ودائما ما تأـى بناء الكنائس بالمشاكل الطائفية والقتل والحرق والنهب ، سألت نفسى هذا السؤال كثيرا على مراحل عمرى المختلفة ولم أجد له اجابات ، المسلم المتطرف دائما ما يقاوم بناء الكنائس ويعتبر ذلك جهاد مقدس ولا أدرى لماذا ، فبعض المشايخ الذين لا يعترفون بالأخر ويعتبرون غيرهم كفار يبثون أفكارهم الهدامة فى العامة والرعاع من الناس وهى أن بناء  كنيسة حدث جلل لا ينبغى أن يوجد فى الدول الاسلامية . فلو سألت المسلم البسيط الذى يعارض بناء الكنيسة لماذا تخاف من الكنيسة لا يمكن أن يجيبك على السؤال لأنه ليس له اجابه الاجابة الوحيدة التى يمكن ان تتلاقها هى أن الشيخ ( فلان ) قال له ذلك . وكثير من المسلمين لا يعلمون أن الكنائس تعلم أبنائها السلام والمحبة فأواشى القداس الالهى تبدأ بعبارة " السلام لكم " والعظات التى يلقيها الأباء تقتبس أياتها من الانجيل المقدس التى جميعها تحض على المحبة . " احبوا أعداءكم " سمعت كاهن فى احد العظات يقول أن الكتاب قال أحبوا أعدائكم وهنا ليس المقصود المسلمين فالمسلمين ليسوا أعدائنا فهم اصدقائنا واخوتنا وشركائنا فى الوطن ، هذا الدرس كان يلقى لمجموعة من المسيحيين لا يوجد فيهم مسلم واحد حتى ينافقه الكاهن .

أخى المسلم فى الكنيسة يصلى المسيحيون من أجل سلام العالم فهى أوشية ضمن صلوات القداس يطلبون فيها من الله ايقاف الحروب والنزاعات المنتشرة فى العالم .

كما يصلون أيضا من أجل سلامة المدينة التى يصلى فيها القداس ليس المسيحيون الذين فى المدينة فقط ولكن كل المدنية ( مسلموها ومسيحيوها ) ويرتفعون بالصلاة الى مستوى أعلى للصلاة من أجل مصر وسلامتها وشعبها ورئيسها وحكومتها . أعتقد أنك أول مرة تعلم ذلك لأن من قال لك لا تسمح ببناء كنيسة لم يقل لك الحقيقة ولكن عكسها .

ويصلى المسيحيون يا صديقى فى الكنيسة من أجل النيل ومياهه والهواء والزروع والعشب والأرامل والفقراء ، صلاتهم ليست طائفية تختص طائفة بعينها وانما يصلوا من أجل الجميع .

لن تجدهم يدعون على أحد بالشر والهلاك والموت والطاعون ، ولن تجدهم يدعون للكراهية ويعلمون اولادهم العنف .

صديقى المسلم أعتقد أنك لم تدخل كنيسة قبل ذلك لتسمع صلاة المسيحيين فيها لذلك فالكنيسة بالنسبة لك مجهولة وكل مجهول هو مخيف ومقلق.

انتبه لو حاولت دخول الكنيسة لتجرب وتختبر هل هذا الكلام صحيح ستجد من يحرضوك على هدم الكنائس وعدم السماح ببنائها يمنعونك ويضعون أمامك الحرومات .

لأنك ياعزيزى المسلم لو أنك عشت فى تسامح وتصالح مع المسيحيين ستهدم امبراطورية هؤلاء المحرضين فامبراطوريتهم مشيدة فوق براكين الفتنة واحتقار الأخر .

أدعوك يا أخى الذى تقاوم بناء الكنائس أن تزور احدى مبانى الخدمات التابعة للكنائس وستجد الخدمات تقدم للجميع دون تمييز ، لكن تجنب مروجى الفتن السابقين الذين سينصحونك بالابتعاد عن هذه المراكز واهمين اياك بأنها تنشر التنصير ، هم يريدون أن تظل هذه المراكز والكنائس شىء مجهول لك كالطاحونة القديمة المهجورة التى توجد فى احد زوايا القرية التى لم يدخلها احد منذ عشرات السنين ولكن تنسج حولها الاساطير والروايات التى يتناقلها الجميع .

هل ممكن أن أقول لك يا صديقى المسلم أن لا يقلقنى ولا يستفزنى بناء مسجد فى كل شارع وازيدك من الشعر بيت أن ميكرفون الجامع بجوار نافذتى وهذا لا يسبب لا أى مضايقة أو حرج ليس ضعفا ولكن احتراما لمشاعرك وشعائرك .

وان كنت ترى أن بناء الكنائس سينشر التنصير فى مصر فنحن المسيحيون نسمع القرأن والآذان والتراويح فى الشارع والبيت والتليفزيون والميكروباص والمترو منذ وعينا على الدنيا ومازلنا مسيحيين .

صديقى واخى المسلم الكنيسة هى بيت المحبة ادعوك لزيارتها لكى تقييم كلامى السابق وبعدها أنت صاحب القرار فى موقفك من الكنائس .