بقلم: شريف منصور
كلما رشقني المختلفين معي بموضوعية حول نقطة معينة اشعر بأنني أصبت الهدف في مقتل. موضوع التعليقات يثير في نفس كل كاتب شعور قد يختلف من كاتب لكاتب أخر. أما بالنسبة لي أنا بالذات أشعر بالرضاء التام.. تجاه التعليقات وأصحابها. مع الأخذ في الاعتبار أن بعض المواقع تضع رقابة علي التعليقات تتعدي علي حرية التعبير و أن كانت الرقابة في معظم الأحيان تهدف إلي منع الألفاظ النابية أو الألفاظ الغير مقبولة. وبهذا قد تتسبب في سؤ تفاهم بين الكاتب و القراء أو يظهر تأييد للكاتب لا يتناسب مع الفكرة أو العكس. وهذا موضوع شرحه يطول وقد يجد احد الكتاب فرصة أن يكلمنا عن الديكتاتورية الخفية في عالم الناشرين
تكرر كثيرا في تعليقات مختلفة حول مواضيع مختلفة بعض الجمل التالية:
نحن لا نعرف كيف نختلف ...
المقال ممتلئ بالسباب ومقالك سيئ وبلا أفكار ولغته ركيكة.
أنت حاقد أنت أنت أنت أنت....
في الحقيقة أشعر بأنني لست المقصود بكل التعليقات الهجومية أنما الموضوع الذي أثيرة. هكذا أنظر إلي التعليقات المخالفة للرأي. وبهذه الطريقة نجحت في أن أصل إلي المخالفين في الرأي و اجعلهم يتفاعلون من وجهة نظري وهذا هو أقصي ما أبغاة من الكتابة. أنا لا أكتب لكي ارضي المختلف معهم أنما أكتب لهم لكي أحاورهم في أرائهم وأخرجهم من قوقعتهم أو قل الشرنقة الاختيارية التي يحيطون بها أنفسهم.
تعلمنا أن لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار مضاد له في الاتجاه ، حقيقة وواقع في دنيا الجماد وينطبق أيضا علي الكائنات الحية. الفارق هو سرعة الرد بين الجماد و البشر، الجماد يرد فورا و بنفس المقدار وان كان اقل أو أكثر في مقياس القوة مرجعيته سببها هو كيفية وقوع التصادم . ودرسنا كبشر رد فعل المادة عندما تخضع لقوة معينة وطوعناها لخدمة الإنسان. كمثال الاحتكاك و الاحتمال و الحرارة و البرودة إلي أخره ولا ننسي طبيعة المادة نفسها كأحد عوامل التفرقة في اختيار المناسب منها للوظيفة المطلوبة.
الإنسان لا يختلف كثيرا عن المادة ولكن رد فعل الإنسان يختلف اختلافا كبير من إنسان لأخر، أنما في النهاية رد الفعل مهما تفاوت تجده مشابهة أو متقارب.
كل البشر يشعرون بالألم ولكن سرعة رد الفعل و احتمال الإنسان تختلف من إنسان لإنسان أخر. و في النهاية يشعر الجميع بالألم كرد فعل لما يصابوا به من إمراض أو الم نفسي بسبب الإحباط أو إذلال الخ.
هكذا البشر يتمادون في استغلال الشيء حتى ينتهي ويخلص وهذا شيء طبيعي. تستخدم السكر إلي أن يخلص من الإناء أو الكيس أو الصومعة أو البرميل ورد فعل الجماد أنه سيقول لك بدون كلام وبدون استحياء. لا تستطيع أن تأخذ مني ما هو ليس بي، وبهذا الرد يكون علي الإنسان أن يقرر يملئ الحاوية أي كانت نوعها لكي يستخدمها مرة أخري. أو قد يكون إنسان غبي ويكسر الوعاء لأنه فرغ. و رد الفعل الطبيعي أن الوعاء ينكسر أن لم يحتمل الضربة و يصبح غير صالح للاستخدام مرة أخري. عظيم ونري الإنسان الغبي يكسر الوعاء ويمزق يده التي كسرت الوعاء.
الحال و الواقع هو أن الأقباط كشعب وكنيسة احتملنا الكثير و الكثير جدا من إهانات وذل و اضطهادات وتعديات بالقول و الفعل، نملك ونعامل كأغراب عن ما نمللك يا شارعنا المعتديين في حقوقنا ونظل نحتمل وينكسر وعاء الاحتمال وحتى و وعائنا مكسور يطلب منا المعتدين أن نستمر في العطاء.
وللأخوة المسلمين أقول أن في كل مرة اختلفنا معا قرر الأقباط إقامة دولة جديدة لانقسمت مصر إلي 80 مليون دولة و البيت المنقسم يخرب. فلا تتمادوا في غبائكم الاختياري و لتعرفوا أننا مسيحيين مصريين وسنظل مصريين مسيحيين لنا عاداتنا ولنا عقيدتنا و لنا طرقنا في الحياة تختلف عنكم. لا نتدخل في شؤونكم ولا تتدخلوا في شؤوننا. و القاسم المشترك بيننا هو المصلحة العامة و سلامة وآمن وأمان مصر. الخير و الشر يعموا علينا معا. وان كنا النسبة الأقل، كلما عم الخير عم عليكم الخير أكثر و كلما عم الخراب عم الخراب عليكم انتم أكثر.
ومع كل احترامي للأقباط في كل مكان ممن يسمون انفسهم بقيادات الاقباط او أقباط الداخل ، أكرر ما ذكرته للأخوة المسلمين و بكل محبة لكم واحترام أوضح لا تنسوا أن مصر هي وطننا وعقيدتنا هي الأرثوذكسية حتي لو كنا نعيش بعيدا عن ارضها ونحن من دفع الثمن و تركنا وطننا وانكسر وعائنا ومازلنا نعطي فكفوا عن ضربنا وطعننا فإلي متي نستطيع احتمالكم ووعائنا كاد يفرغ ومن الواجب عليكم ملئه من جديد.
الجدال النافع يصيب الاختلافات في مقتل و الجدل من أجل الجدل يصيب المجادل بسكتة دماغية.