في فترة الأربعينات ظهرت سيدة مصرية ساهمت بشكل كبير في تغيير مفهوم فنون الطهي لدى المصريين، من خلال كتاب خلق طفرة في عالم المطبخ المصري، وهو كتاب "أصول الطهي"، أو ما يعرف بكتاب "أبلة نظيرة"، الذي توارثته الأجيال وربات البيوت قبل انتشار الفضائيات المتخصصة في هذا المجال.. نورد بالسطور المقبلة أبرز سطور حياة وإنجازات أبلة نظيرة.

 

 

2. في عام 1926 قررت وزارة المعارف إرسال بعثات في كافة التخصصات لاستكمال الدراسة العلمية وكان من هذه التخصصات التدبير المنزلي، فتم اختيار 14 فتاة من كلية التدبير المنزلي كانت من بينهم نظيرة نيقولا للدراسة بجامعة جلوستر بأنجلترا لمدة ثلاث سنوات في فنون الطهي وشغل الإبرة. 

 

3. بعد عودتها إلى مصر استمرت في عملها كمدرسة "تدبير منزلي"، وكانت تبذل قصارى جهدها لتعليم الفتيات فنون وأساسيات الطهي.

4.وفي الأربعينات أعلنت وزارة التربية والتعليم، وزارة المعارف آنذاك، عن مسابقة بين مدرسات التدبير المنزلي على مستوى الجمهورية لتأليف كتاب طهي لتدريسه في المدارس، وكان الفوز حليف كلاً أبلة نظيرة، وأبلة بهية عثمان.

 

5. سمي كتابهما بـ "أصول الطهي"، واعتمدته الوزارة كمنهج دراسي للفتيات في فن التدبير المنزلي، وتم توزيع الكتاب على المدارس بدءًا من عام 1948.

 

6. وبعد توقف الوزارة عن طبعه، أخذ الكتاب الطابع التجاري وتم طباعته لتصل عدد الطبعات إلى الثانية عشر تقريبًا تم خلالها تعديل الكتاب بما يتوافق مع المكاييل الحديثة، حيث أن النسخة الأصلية من الكتاب كانت بمكيال الرطل الذي كان يستخدم في مصر آنذاك، وأصبح الكتاب مكون من عدة أجزاء تصل إلى 18 جزء ليصبح موسوعة شاملة لكافة أشكال الطهي.

 

7.يقول د. صادق، الابن الأصغر لنظيرة، إن تلك البعثة وقتها كانت تعد سبقًا حيث أنه لم يكن من السهل تقبل الأهل فكرة سفر بناتهن لاستكمال دراستهن في الخارج إلا أن تميزهن العلمي والخلقي فرض الوضع الجديد على الجميع.

 

8.وتقول ابنتها عنها أنها كانت شديدة الاهتمام بأناقة الطعام مهما كان بسيطًا، حيث تحرص على الاعتناء بالسفرة وتزينها بالخضروات والفاكهة دائمًا.

 

9.من التدريس وتأليف الكتب انتقلت أبلة نظيرة إلى الإذاعة لينتظرها الكثير من ربات البيوت للاستماع إلى وصفاتها الشهية، هذا بالإضافة إلى مشاركتها بالكتابة في مجلة حواء، التي استمرت فيها لتقديم وصفات أشهى المأكولات حتى بعد توقف برنامجها.

 

10.توفيت "أبلة نظيرة" في عام 1992 عن عمر 90 عامًا، وتخصصت ابنتها نجلاء في ذات المجال، حيث عملت مدرسة لمادة الاقتصاد المنزلي في مدرسة طه حسين بالإسكندرية وتدرجت إلى أن أصبحت مدير إدارة البيئة بوزارة التربية والتعليم بالإسكندرية.