الأقباط متحدون - في مثل هذا اليوم.. توفي الزعيم سعد زغلول رئيس حزب الوفد المولود سنة 1860 م
أخر تحديث ١٦:٥٧ | الثلاثاء ٢٣ اغسطس ٢٠١٦ | مسري ١٧٣٢ش ١٧ | العدد ٤٠٢٩ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

في مثل هذا اليوم.. توفي الزعيم سعد زغلول رئيس حزب الوفد المولود سنة 1860 م

 سعد زغلول
سعد زغلول

في مثل هذا اليوم23 من اغسطس عام 1927..

و قد ساهم زغلول في المقاومة المصرية ضد الاحتلال الإنجليزي وقد نفاه الإنجليز خارج مصر أكثر من مرة. ..

ورغم ذلك فهناك انتقادات شديدة لسعد باشا ..

سامح جميل
فقدذكر المؤرخ عبدالرحمن الرافعي وهو من ابناء الحزب الوطنى الذى لايعترف بدور حزب الوفد في كتابه «مصطفى كامل.. باعث الحركة الوطنية» ص 239، و431 متحدثًا عن سعد زغلول: «لقد بدأ الزعيم حياته السياسية صديقًا للإنجليز، وختمها كذلك صديقًا للإنجليز، وبدأها بمصاهرة أشهر صديق للإنجليز عرفته مصر في تاريخ الاحتلال من أوله إلى آخره وهو مصطفى فهمي باشا، أول رئيس وزراء في مصر بعد الاحتلال».

وقال الكاتب محمد محمد حسين في كتابه «الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر» ص 373، و393: «اختار اللورد كرومر سعد زغلول وزيرًا للمعارف، فحاول بمجرد تعيينه إحباط مشروع الجامعة المصرية، وتصدى للجمعية العمومية حينما طالبت الحكومة في مارس 1907 بجعل التعليم في المدارس الأميرية باللغة العربية، وكان وقتئذ بالإنجليزية، وكان الاحتلال هو الذي أحل اللغة الإنجليزية محل العربية في التدريس».ويضيف «حسين» في كتابه: «عُين سعد زغلول ناظرًا للمعارف، وقال كرومر في تعليل هذا التعيين: (إنه يرجع أساسًا إلى الرغبة في ضم رجل قادر ومصري مستنير من تلك الطائفة الخاصة من المجتمع المعنية بالإصلاح في مصر)».

وقال «كرومر»، حسبما جاء في الكتاب نفسه: «كما أن سعد من تلاميذ محمد عبده وأتباعه الذين أطلق عليهم (جيروند) الحركة الوطنية المصرية، الذي كان برنامجهم تشجيع التعاون مع الأجانب لإدخال الحضارة الغربية إلى مصر، الأمل الذي جعل كرومر يحصر فيهم أمله الوحيد في قيام الوطنية المصرية».وجاء في كتاب «الإسلام والحضارة الغربية» للكاتب محمد محمد حسين، نفسه ص 75: «ذكر كرومر في تقرير سنة 1906 م أن (في مصر جماعة صغيرة العدد آخذة في الازدياد، هي الحزب الذي يمكن أن أسميه على سبيل الاختصار بأتباع المفتي الأخير محمد عبده)، وذكر في خصائصهم أنهم غير متأثرين بدعوة الجامعة الإسلامية ويتضمن برنامجهم، إن كنت قد فهمته حق الفهم، التعاون مع الأوربيين لا معارضتهم في إدخال الحضارة الغربية إلى بلادهم، ثم أشار كرومر إلى أنه تشجيعًا لهذا الحزب، وعلى سبيل التجربة، قد اختار أحد رجاله وهو سعد زغلول وزيرًا للمعارف».

وذكر كتاب «رجال اختلف فيهم الرأي» للكاتب أنور الجندي، أن «لورد كرومر قال في تقريره السنوي عن تعيين سعد زغلول ناظرًا للمعارف: (لم يكن السبب الرئيسي في تعيينه كما يظن أحيانا أنه استياء من الحالة التي كانت تسير عليها مصلحة المعارف العمومية، فلا زالت قاصرة في أن توفر أية بادرة لتغير جذري في السياسية التعليمية، إنه يرجع أساسا إلى الرغبة في ضم رجل قادر ومصري مستنير من تلك الطائفة الخاصة من المجتمع المعنية بالإصلاح في مصر)»...

وقال «الرافعي» في كتابه «مصطفى كامل.. باعث الحركة الوطنية» ص 75: «من هنا فلا تعجب إذا رأيت مصطفى كامل يعلق على تصرفات الوزير سعد زغلول قائلا: (إن الناس قد فهموا الآن أوضح مما كانوا يفهمون من قبل، لماذا اختار اللورد كرومر لوزارة المعارف العمومية صهر رئيس الوزراء مصطفى فهمي باشا الأمين، الخادم لسياسته، ألا إن الذين كانوا يحترمون الوزير كقاضِ ليأسفون على حاضره كل الأسف وليخافون على مستقبله كل الخوف ويفضلون ماضيه كل التفضيل ذلك لأن الوزير قائم الآن على منحدر هائل مخيف».

ويضيف «الرافعي» في كتابه: «كتب (زغلول) عن اللورد كرومر في مذكراته (مذكرات سعد زغلول) كراس 28، ص 1516: (كان يجلس معي الساعة والساعتين ويحدثني في مسائل شتى كي أتنور منها في حياتي السياسية».وقال «الرافعي» في كتابه إن «من المعروف أن كرومر في تقاريره السنوية كان حريصا على أن يذكر أنه يعد جيلا جديدا من الشباب المصري المتحضر والمتنور الذي يعجب بالغرب ويحرص على التفاهم مع البريطانيين وقبول العمل معهم، ومن هنا كانت صلة كرومر بسعد زغلول عن طريق صهر مصطفى فهمي، الذي كان أول رئيس وزراء بعد الاحتلال، الذي قضى في الحكم ثلاثة عشر عاما، وكان أثير الإنجليز محبوبا عندهم، وقد أصهر إليه سعد زغلول فأعد نفسه ليكون أول وزير مصري»...وذكر الكتاب نفسه أن «(زغلول) قال في مذكراته، (كراس 6، ص240): (وقع خبر استعفاء كرومر من منصبه عليه في 11 أبريل 1907، وكان يجلس وقتها في منزله مع كل من حسن باشا عاصم، ومحمود باشا شكري عندما تلقوا خبر الإعفاء)، بقوله: (أما أنا فكنت كمن تقع ضربة شديدة على رأسه أو كمن وخز بآلة حادة فلم يشعر بألمها لشدة هولها) وكتب في موضع آخر (كراس 6، ص246) : (لقد امتلأت رأسي أوهاما وقلبي خفقانا وصدري ضيقا)».

وجاء في كتاب «رجال اختلف فيهم الرأي» للكاتب أنور وجدي، أن « زغلول كان في مقدمة الداعين إلى إقامة حفل لتوديع اللورد كرومر، وفي هذا الحفل سخر كرومر في خطبة الوداع الذي أقامها له رجال حزب الأمة من أولياء النفوذ الأجنبي من المصريين جميعا، ولم يمدح في خطابه إلا رجلا واحدًا، هو سعد زغلول»...وأوضح الكتاب نفسه أن «سعد أعلن في مذكراته ضيقه بالذين انتقدوا كرومر عقب استعفائه، وقال في (كراس 6/245): (إن صفاته قد اتفق الكل على كمالها)، وأشار إلى علاقة جورست خليفة كرومر به، وأنه لما زاره قام فأوصله إلى باب حديقة دار الوكالة البريطانية».

في أبريل عام 1925، صدر كتاب «الإسلام وأصول الحكم» للشيخ علي عبد الرازق، وأثار ضجة واسعة، وأدى إلى محاكمة دينية لمؤلفه، انتهت في أغسطس 1925 بقرار نصه: «حكمنا نحن شيخ الجامع الأزهر بإجماع 24 عالمًا معنا، من هيئة كبار العلماء بإخراج الشيخ علي عبد الرازق، أحد علماء الأزهر، والقاضي الشرعي بمحكمة المنصورة الابتدائية الشرعية، ومؤلف كتاب (الإسلام وأصول الحكم)، من زمرة العلماء».

كان الكتاب صدر عقب إلغاء مصطفى كمال أتاتورك الخلافة العثمانية عام 1924، واتجاه عدد من ملوك العرب إلى العمل على وراثة لقب الخليفة، ووصل «عبد الرازق» في نهاية كتابه إلى نتيجة تقول: «الخلافة ليست أصلًا من أصول الإسلام، وليس في القرآن أو السنة النبوية ما يُشير إلى الإمامة والخلافة».

كان سعد زغلول آنذاك هو زعيم الأمة، ويتفاخر بأنه «ليبرالي يؤمن بحرية الرأي والتعبير»، إلا أنه كان معارضًا لكتاب «الإسلام وأصول الحكم».في كتاب «سعد زغلول.. ذكريات تاريخية طريفة»، يقول محمد إبراهيم، الذي كان سكرتيرًا خاصًا لـ«سعد»: «كان سعد زغلول معارضًا للكتاب، وقال عنه (لقد قرأت هذا الكتاب بإمعان لأعرف مبلغ الحملات عليه من الخطأ والصواب، فعجبت كيف يكتب عالم ديني بمثل هذا الأسلوب في مثل هذا الموضوع؟، وقد قرأت كثيرًا للمستشرقين ولسواهم، فما وجدت ممن طعن منهم في الإسلام حدة كهذه الحدة في التعبير، على نحو ما كتب الشيخ علي عبد الرازق، لقد عرفت أنه جاهل بقواعد دينه، بل بالبسيط من نظرياته، وإلا كيف يدعي أن الإسلام ليس مدنيًا، ولا هو نظام يصلح للحكم».

ويضيف «سعد»: «قرار هيئة كبار العلماء بإخراج الشيخ علي من زمرتهم قرار صحيح، ولا عيب فيه، لأن لهم حقًا صريحًا بمقتضى القانون، أو مقتضى المنطق والعقل، أن يخرجوا من يخرج على أنظمتهم من حظيرتهم، فذلك الأمر لا علاقة به مطلقًا بحرية الرأي».

وختم «سعد» رأيه في كتاب «الشيخ علي»، بقوله: «كم وددت أن يفرق المدافعون عن الشيخ بين حرية الرأي، وبين قواعد الإسلام الراسخة التي تصدى كتابه لهدمها»...وكان موقف سعد زغلول هو نفس موقف الإسلاميين، الذي هاجموا الكتاب.

ومن أبرز من هاجم الكتاب أيضًا، مفتي الديار المصرية الأسبق، محمد بخيت المطيعي، في كتابه «حقيقة الإسلام وأصول الحكم»، وعبد الرازق السنهوري، في كتابه «أصول الحكم في الإسلام».

اعترف سعد زغلول في مذكراته، أنه «أدمن لعب القمار، وشرب الخمر»، إذ يقول: «كنتُ أتردد بعد عودتي من أوروبا على الكلوب، فملت إلى لعب الورق، ويظهر أن هذا الميل كان بداية المرض، فإني لم أقدر بعد ذلك أن أمنع نفسي من التردد على النادي ومن اللعب، وبعد أن كان بقليل أصبح بكثير من النقود وخسرت فيه مبلغًا طائلًا».

ويضيف: «كنت قبل 12 سنة (1901) أكره القمار وأحتقر المقامرين وأرى أن اللهو من سفه الأحلام واللاعبين من المجانين، ثم رأيت نفسي لعبت وتهورت في اللعب وأتى عليّ زمان لم أشتغل إلا به ولم أفتكر إلا فيه ولم أعلم إلا له ولم أعاشر إلا أهله، حتى خسرت فيه صحة وقوة ومالًا وثروة»...!!


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter