عرض/ سامية عياد
كل شىء مستطاع عند الله ولا يعسر عليه أمر ، فهو إله المستحيلات ، إله المعجزات ، لكنه لا يريد أن يعلن عن نفسه بهذه الطريقة حتى لا يكون الإيمان مبنى على المعجزات ..
القس إبراهيم القمص عازر كاهن كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس ببنى سويف فى مقاله "أين معجزات الله" ، حدثنا عن الإيمان النابع من الداخل الذى يصنع المعجزة ، وليست المعجزة هى التى تصنع الإيمان ، فالله لا يريد أن يكون الإيمان به نابعا من الانبهار بآياته ومعجزاته ، ولا يريدنا نحن أن نتبعه لأجل معجزاته ، ، فلا يكون إيمانا وإنما انبهارا ، فكم من معجزات رائعة صنعها الله حتى نعرف قوته وحبه ، وليس لكى تكون تلك المعجزات هى أساس إيماننا ، الله يريد الحب لشخصه والإيمان بعمله والثقة بعنايته ، مهما اجتزنا من ضيقات فى هذا العالم.
الإيمان المبنى على المعجزات هو إيمان غير ناضج ، لأنه لا ينظر الى الله ولكنه يرجو عطاياه ، فإذا انقطعت عطاياه انقلب الحب الى بغضة ، وهذا النوع من الإيمان سطحى ، فإن حدث شىء غير متوقع أو مخيف يبطل الإيمان وهذا ما حدث من موقف الشعب فى القديم فقد كانوا شهودا على أعظم المعجزات التى صنعها الرب معهم ، ولكن مع أول اختبار ، عندما أرسلهم موسى لتجسس الأرض ونظروا الشعوب الأخرى وقوتها اضطربوا وخافوا وتمردوا ولم يثقوا أن الله قادر على منحهم أرض الميعاد ، أيضا هيردوس الذى وضع صورة معينة عن يسوع ، أنه صانع المعجزات والآيات ، وكان ينتظر أن يرى أى معجزة أو علامة منه ، وحينما لم يجبه يسوع بشىء احتقره واستهزأ به مع عسكره .
الله لم يكن صانع المعجزات للتسلى أو للإبهار ، إنما صانع المعجزات للمحتاجين والطالبين له بصدق وإخلاص ، الإيمان هو الذى يصنع المعجزة ، وليست المعجزة هى التى تصنع الإيمان ..