جريمة تشعرك بالاشمئزاز حينما تقرأ تفاصيلها، تتعجب كثيرا وتتساءل هل فعلا هناك آباء من هذه العينة التى نحن بصددها؟، حيث الأب متهم بالاعتداء على ابنتيه، وممارسة الرذيلة معهن تحت تهديد السلاح.

فاجعة أثارت استياء وغضب الجميع، أب استغل خروج زوجته للعمل وانفرد بابنتيه كذئب مفترس ينهش فى شرفه وعرضه بالتناوب على الاثنتين دون رحمة أو مشاعر، حتى حملت منه ابنته الصغرى.

 الجريمة لا بد أن تكون محل دراسة من مراكز الأبحاث الاجتماعية والجنائية ورصدها جيدًا، ووضع سبل للقضاء عليها حتى لا تصبح ظاهرة.. ونسرد تفاصيلها فى السطورالتالية..

الأب المتهم

 كانت دعاء "15 عامًا" تشعر بآلام فى معدتها وينتابها بين الحين والآخر حالة إغماء وقىء مفاجئ، ولكنها كانت تكتفى بالجلوس بمفردها داخل حجرتها؛ متسائلة: "هل ما يصيبنى بسبب ما يفلعه والدى؟".

 وفى أحد الأيام، أصابتها نفس الحالة، لمحتها والدتها "وفاء.س" وسألتها عن سبب تكرار تلك الحالة فهذه ليست المرة الأولى التى تشاهدها فيها متعبة، لم ترد الطفلة واكتفت بالنظر إلى الأرض والخجل يسيطر عليها، بدأت الأم تشك فى ابنتها معتقدة أن ما يصيبها بسبب علاقة غير شرعية بينها وبين أحد شباب منطقتها.

 أمسكت الأم بابنتها وذهبت للطبيب، وبالكشف عليها تبين أنها حامل فى الشهر الثالث، وقع الخبر على آذان الأم بالذهول والصدمة، وفور وصولهما إلى المنزل سألت ابنتها من السبب؟.. الفتاة لا تريد الكلام وتنظر لوالدتها دون حديث، وتصرخ الأم فى وجهها وتهددها بإبلاغ والدها ولكن الفتاة تصمت وقبل أن تنهال عليها ضربًا خرجت الفتاة عن صمتها، وقالت بصوت خافت: "بابا هو السبب".

 تعجبت الأم ونظرت لابنتها، قائلة: إزاى؟، فأجابت الفتاة: " كان يجبرنى من الصغر على ممارسة الرذيلة معى بعد خروجك إلى العمل".

 نظرت الأم لابنتها، الصمت فقط سيد الحوار.. وعلامات استفهام تعلو وجه الأم وبصوت خافت تقول "ليه يعمل كده؟"، ثم تترك ابنتها حائرة ماذا تفعل؟، متسائلة هل هناك أب يفعل هذا فى ابنته؟، يبدو أن القيامة اقتربت.. كلها أسئلة تدور ذهن الأم المكلومة.

 الأم لم تظل على هذا الحال من الاندهاش والتعجب كثيرا، ولكنها سرعان ما كسرت تلك الحالة، وعادت إلى طبيعتها وفكرت سريعا ثم اتجهت وابنتها إلى مركز شرطة الزقازيق وطلبت مقابلة رئيس المباحث.

 بلاغ غريب

 وقالت السيدة أمام المقدم أشرف ضيف رئيس مباحث مركز الزقازيق، "أنا خجولة لا أعرف من أين أبدأ كلامى، أنا وابنتى فى مشكلة بسبب والدها، بنتى دعاء عمرها 15 سنة، اشتغلت من أجل تربيتها وأختها الكبرى فهما كل حياتى وكنت أعمل لأجل تربيتهم لأن زوجى يجلس فى المنزل ولا يريد العمل، فهو مدمن مخدرات ومسجل وعليه العديد من الأحكام، ولكن مع كل ما يمكن وصف زوجى به لم أكن أتوقع ان يرتكب هذا الفعل البعيد تمامًا عن الأبوة والدين والأخلاق".

 وتستكمل: "زوجى تجرد من كل مشاعر الأبوة وهرول خلف شهواته وانساق وراء الشيطان واعتدى على ابنته الصغرى، وكان يقوم بفعلته الشيطانية منذ سنوات، وأنا لا أتقدم ببلاغ كيدى لأن هناك مشاكل بينى وبينه ولا أفترى عليه ولكن أمامك صاحبة البلاغ اسألها وستعرف منها الحقيقة كاملة".

 وتروى الأم بكلمات يتخللها البكاء: "لا أستطيع التجول فى الشارع فابنتى ضحية والدها وليست ضحية شاب اغتصبها ولكنه والدها، فماذا أفعل؟، والمشكلة الكبرى أن البنت حامل منه ولا أعرف ماذا أفعل.. هل أجهضها؟ أم أترك الجنين؟ ولكن باسم من يكتب؟، مشكلة كبرى لا أعرف لها حل لهذا جئت الآن لاتهم زوجى بالاعتداء على ابنته ومعاشرتها كزوجة منذ فترة.

 تحرى وتقصى

 وعقب تقديم البلاغ، توجه المقدم أشرف ضيف رئيس مباحث مركز الزقازيق، إلى منزل الأم حيث يتواجد الأب لسؤاله، لكنه لم يجده حيث فر هاربًا فور علمه بمعرفة الزوجة بما حدث وذهابها إلى قسم الشرطة.

 وبسؤال شقيقة المجنى عليها الكبرى "17 عامًا"، أكدت صحة البلاغ ولكنها صرحت بمفاجأة لم تكن والدتها تعرفها، حيث قالت إن والدها كان يمارس معها الرذيلة منذ 5 سنوات، حيث كان يجبرها على ذلك بعد خروج والدتها للعمل، وأصيبت الأم بصدمة فليست ابنة واحدة ولكن الأخرى، وقع كلام ابنتها عليها كالصاعقة وأصيبت بحالة من الغضب وظلت تقول "أبو بناتى.. جردهم من الشرف".

 وعادت الأم وأضافت اتهامًا جديدًا لزوجها بالاعتداء على ابنتيه "دعاء وحنين".

 وقالت الأم: "زوجى مدمن مخدرات، ومتهم فى قضية شروع فى قتل وحيازة سلاح أبيض ومخدرات، وسجله ممتلئ بالقضايا، وكان لا يعمل ويجبرنى على العمل من أجل الإنفاق عليه، لكننى كنت أعمل من أجل الإنفاق على بناتى، فكنت أعمل فى البيوت وفى المصانع، حتى اتعفف عن مد يدى أو طلب المساعدة من أحد، أو نسير فى طريق الحرام بأشكاله المختلفة، ولكن أبو بناتى ليس رجلا ولا يعرف عن الأخلاق شيئًا، المخدرات أذهبت عقله وغيبته عن الوعى وأخذته إلى طريق الهلاوس والسير وراء الشهوات والشيطان، فاعتدى على ابنتيه من أجل متعة فى الحرام".

 وحرر المحضر رقم 8864 إدارى مركز الزقازيق، وإبلاغ اللواء رضا طبلية مدير أمن الشرقية، وأعدت الأكمنة لضبط الهارب "محسن.ا"، وتبين أنه مختبئ فى الأراضى الزراعية وضبط وسط الزراعات، وبمواجهته اعترف بالواقعة.

 وقال الزوج في اعترافاته إنه كان يستغل خروج زوجته للعمل ويجبر بناته على ممارسة الرذيلة معه، وأمر اللواء رضا طبلية بإحالة المتهم إلى نيابة الزقازيق، التى أمرت بالكشف على الفتيات وإجراء تحاليل الـ"D.N.A"، وأمرت النيابة بحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيق.