تُعد البرازيل من بين الدول القليلة فى العالم التى حققت قفزة ضخمة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، هذه الدولة اللاتينية التى كانت حتى عام ٢٠٠٢ دولة مأزومة يرفض صندوق النقد الدولى منحها المزيد من القروض لشكوك فى قدرتها على السداد، أصبحت فى العام ٢٠١٢ دائنة للصندوق بمبلغ ١٤ مليار دولار، وباتت اليوم، مع الصين والهند وروسيا وجنوب أفريقيا، ضمن دول «البريكس»، وهو تجمع من الدول صاحبة أسرع معدلات النمو فى العالم. حققت البرازيل قفزتها الكبرى بوصول الرئيس السابق لولا دا سيلفا إلى السلطة، ذلك الرئيس المقبل من الطبقة العاملة والذى عمل بيديه فى المصانع وفقد أحد أصابعه، جاء لولا دا سيلفا إلى السلطة والبرازيل فى وضع متوسط، بمعنى أن من سبقه من رؤساء فى حقبة التسعينات عملوا على تحقيق قدر من التوازن فى ذلك البلد الضخم، تمكن من سبق «لولا» من الرؤساء من إرساء أسس الاستقرار، ثم جاء لولا دا سيلفا وبدأ فى تطبيق رؤيته المستندة إلى مبادئ الديمقراطية الاجتماعية، حافظ على اقتصاد السوق الحر، دعم التوجهات الرأسمالية ولكنه تمسك بتطبيق العدالة الاجتماعية التى تمثلت بالنسبة له فى التزام الدولة بمساعدة الفئات غير القادرة وضمان حصولها على أربعة حقوق أساسية هى: المسكن الصحى، التعليم المجانى الجيد، الرعاية الصحية الجيدة، وأخيراً حد أدنى للأجور يلبى احتياجات المواطن الأساسية. نجح الرئيس البرازيلى السابق لولا دا سيلفا فى تحقيق معدلات تنمية عالية مكّنته من معالجة قضايا الفقر فى المجتمع البرازيلى، نجح فى محاصرة ظاهرة مدن الصفيح والعشوائيات، تمكّن من إدخال الأطفال فى العملية التعليمية، نجح فى تحقيق قفزات هائلة فى الرعاية الصحية على النحو الذى جعل البرازيل فى عهده الدولة الوحيدة فى نصف الكرة الغربى التى تُدرج علاج الأسنان ضمن الرعاية الصحية المجانية.