الراتب الكبير والدرجة الوظيفية العالية عوامل تؤثر في اختيار الوظيفة لكنها ليست الأهم على الإطلاق إذ يسبقها الاحترام، الذي من الممكن أن يؤدي غيابه إلى تدمير العلاقات الإنسانية ومن الممكن أن يؤدي للإصابة بأمراض.
الاحترام هو احتياج إنساني، فكل شخص يسعى للفوز بالاحترام في دوره كعضو في عائلة أو شريك حياة أو جار أو زميل في العمل.
وأظهرت دراسة حديثة أجرتها "مجموعة أبحاث الاحترام"، أن الاحترام هو أحد أهم ثلاثة عناصر في العمل بالنسبة للموظف الألماني، بجانب أداء معمل مثير للاهتمام والأمان الوظيفي.
وتأسست "مجموعة أبحاث الاحترام" في مدينة هامبورغ الألمانية، بهدف بحث قيمة وأهمية الاحترام بطريقة علمية في المدارس وأماكن العمل.
وعن هذا الأمر يقول البروفيسور تيلمان إيكلوف، أحد مؤسسي المجموعة، لموقع "أبوتيكين أومشاو": "أوقات الصراعات والنزاعات هي التي تكشف ما إذا كان الاحترام موجودا أما لا، وهو ما يتمثل في احترام رأي طرف النزاع الآخر أو تحقيره".
أما بالنسبة للأمريكيين فقد احتل الاحترام المركز الأول بالنسبة للوظائف قبل الراتب والدرجة الوظيفية، وفقا لما ذكره باحثون من جامعة كاليفورنيا، بعد تقييم نتائج استطلاع للرأي بين طلبة جامعيين.
ويوضح البروفيسور إيكلوف أن الاحترام هو تصرف نابع من الإنسان لا يمكن إجباره عليه، لكن يمكن تعلمه وممارسته إذ أنه يترسخ بالخبرات الحياتية، لاسيما في علاقات الزواج والعلاقات الاجتماعية الأخرى. ويقول الخبراء إن للاحترام العديد من الأوجه المختلفة، من بينها القدرة على الإنصات باهتمام للآخر.
ورصد الباحثون بـ"مجموعة أبحاث الاحترام"، العديد من الحالات التي كان فيها غياب الاحترام السبب وراء تدمير العلاقات الإنسانية، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى الإصابة بأمراض نفسية وعضوية.
فالإنسان الذي لا يحظى بالاحترام في محيطه الاجتماعي يشعر وكأن الجميع يرفض يده الممدودة إليهم بالسلام، وبالتالي يبدأ في الشك بنفسه وبشخصيته.
ونظرا لأن الحاجة للاحترام تولد مع الإنسان ولا يتوقف احتياجه لها مهما تقدم به العمر، لذا يحذر الخبراء من سوء معاملة كبار السن لاسيما في دور المسنين، لأن هذا يفقدهم الثقة بالنفس تدريجيا ويكون له عواقب وخيمة على حالتهم الصحية.