الأقباط متحدون - امسك اشاعة
أخر تحديث ٠٩:٠٦ | الاثنين ١٩ سبتمبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٩ | العدد ٤٠٥٦ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

امسك اشاعة

شارل فؤاد المصري
شارل فؤاد المصري

 تواجه مصر حاليا حربين في منتهى الخطورة. الأولى هي الحرب على الارهاب التي لا يكاد ينطفئ لهيبها إلا وتستعر مرة اخرى، ولكن تم السيطرة على أكثر من 90 % من أسبابها، وخاصة في الفترة الاخيرة، وتحديدًا في سيناء، رغم فداحة الثمن المدفوع من ارواح الشهداء من الجيش والشرطة والشعب.

 
أما الحرب الثانية، حرب طويلة الأمد ممتدة المفعول قديمة متجددة  في وقت واحد، ألا وهي حرب الشائعات التي ما إن فشلت جميع القوى التي تأمرت على مصر في الست سنوات الأخيرة لهدم الدولة وجعلها مثل كثير من دول المنطقة مفتتة متناحرة بلا جيش او مؤسسات، إلا ومالبثت أن عاودت المحاولة مرة اخرى.
 
هذه المرة طرقت بابًا مختلفا وهو بوابة اطلاق الشائعات في إطار مؤامرة محبوكة وممولة لحصار مصر اقتصاديًا .
 
وعلى سبيل المثال لاالحصر الشائعات التي تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي لضرب الاقتصاد المصري، ما نشر ضد الفراولة المصرية، وإنها تسببت في أمراض كذا وكذا، وأنه تم منع استيرادها في أميركا رغم أن هذا الامر إذا فكرنا فيه ببساطة، سنجد أن الاجراءات الصحية في الدول التي تستورد من مصر الفاكهة عمومًا لابد أن يتحقق فيها عدة شروط حسب المواصفات سواء الأوربية أو الأمريكية، وإلا لن يتم السماح بدخولها أصلاً فكيف إذًا كانت غير مطابقة لمواصفاتهم سمحوا بدخولها، وما جرى للفراولة المصرية حدث للبطاطس أيضًا، في اطار محاصرة مصر اقتصاديًا.
 
أيضا ما حدث في أزمة حليب الأطفال "المفتعلة"، وانتشار شائعة أنه تم رفع رفع أسعار العلبة الواحدة إلى 60 جنيهًا، وأنه لا يوجد أيا من أنواع الألبان في الصيدليات أو منافذ الوزارة بغرض إحداث نوع من البلبلة، وضرب الأمن الإجتماعي لمصر، والمجتمع المصري .
 
وكذلك شائعة أنه تم فرض ضريبة على العاملين في الخارج، وانتشار العديد من الصفحات التي تروج لذلك؛ بغرض استعداء المصريين العاملين في الخارج ضد وطنهم .
 
ولا أستطيع نسيان شائعة المواطن الذي قيل أنه انتحر بسبب الفقر والغلاء والضرائب، وتم نشر الخبر مع صورة لرجل معلق من رقبته في "عمود نور"، والحقيقة أن الصورة تعود لعام 2015، وان انتحار الرجل كان لخلاف مع زوجته .
 
كثير من الشائعات التي طالت أيضا وزير الخارجية سامح شكري، وأيضًا نقل تبعية جزيرة تشيوس لليونان، وحقن مزارع الفراخ بمواد من شأنها تقليل خصوبة الرجال للحد من الإنجاب .
 
كل تلك الشائعات كما يقول المثل الشعبي "كوم"، والشائعات التي تستهدف القوات المسلحة المصرية "كوم تاني"، و هو الهدف الأهم لمطلقي تلك الشائعات سواء كانوا دولًا، أو أجهزة، أو جماعات كل غرضها هو القضاء على الجيش المصري، الذي أفشل لهم مخططهم، وأعاد رسم المنطقة من جديد سواء على المستوى السياسي أو الجغرافي.
 
ولابد أن ننتبه إلى أن الهدف من حرب الشائعات التي تواجهها مصر حاليًا هو إفشال المشروع الوطني المصري الذي يقوده الرئيس، والقضاء على أي صوت للدولة المصرية والقرار المصري، وأيضا هو إحدى المحاولات لتركيع القيادة المصرية لتعود مرة أخرى إلى حالة الانبطاح السياسي والاقتصادي للدول العظمي التي عاشتها مصر في فترات سابقة.
 
حرب الشائعات التي تواجهها مصر حاليًا، هي إحدى الحروب النفسية المخططة بشكل دقيق ويتم تمويلها ببذخ شديد سواء من الخارج أو الداخل، ويستخدمون لها عناصر اعتقد انه تم تدريبهم بشكل علمي وممنهج ومختلف؛ للتأثير على آراء ومشاعر وسلوكيات  الشعب المصري الذي تعتبره تلك الجهات عدوا لها وتحاول القضاء عليه، ولكن طالما أن هناك جيش قوي ووطني فهو سيف ودرع، وطالما أن هناك قيادة واعية وطنية تحب بلدها، فلا خوف .
 
وفي النهاية يجب على الشعب ألا يصدق كل ما يقال أو يتم نشره أو بثه سواء كان مكتوبًا أو مرئيًا أو مسموعًا، أو منتشرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، وأن يدقق في كل شيء.
 
أعجبني في الفترة الماضية صفحة علي فيس بوك بعنوان "امسك اشاعة" تعمل بشكل مهني في تفنيد ما يتم نشره وتداوله من شائعات تحاول النيل من الشعب المصري.
نقلا عن دوت مصر

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع