نادر شكرى
اعرب الدكتور منير مجاهد منسق مصريون ضد التمييز الدينى تعجبه من صريحات الرئيس عبد الفتاخ السيسى بامريكا اثناء حضوره الجمعية العمومية للامم المتحدة بانه لا يوجد تمييز دينى فى مصر .

وقال مجاهد " أدهشني تصريحكم في نيويورك بأنه "لا يوجد تمييز ديني في مصر، مؤكدا أن جميع المصريين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، حيث لا يتم تعريف أحد في مصر على أساس ديانته"، فالحقيقة أن بطاقة الرقم القومي تتضمن "الديانة" وبالتالي فجميع المواطنين المصريين يصنفون ويعرفون حسب ديانتهم.

أما بالنسبة لعدم وجود تمييز ديني في مصر فالحقيقة أن التمييز الديني متجذر في مصر وتتمحور مظاهره في التالي:
1- التمييز القانوني والدستوري
2- التمييز في التعليم
3- التمييز في التوظف
4- التمييز في الإعلام

وأود أن أذكر في عجالة بعض مظاهر هذا التمييز:

1- التمييز القانوني والدستوري
• توفر المادة الثانية من الدستور التي تنص على أن "الإسلام دين الدولة، ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع" الغطاء الدستوري للتفرقة بين المواطنين على أساس الدين.

• رفض إصدار قانون موحد لبناء دور العبادة، وموافقة مجلس النواب على قانون بناء وترميم الكنائس، وهو قانون يميز بين المواطنين ويضع شروط لبناء الكنائس لا تخضع لها المساجد.

• تديين التعليم بالدستور والقانون

• التمييز القانوني بين المسلمين والمسيحيين فيما يخص الدعوة الدينية، حيث يحظر على المسيحيين الدعاية لدينهم باعتباره تبشيرا كما يعاقب من يتحول من المسلمين إلى المسيحية بالسجن بتهمة ازدراء الدين الإسلامي.

• عدم وجود تشريع يجرم التمييز الديني وهو أمر وإن كان يشترك مع أنواع التمييز الأخرى، إلا أنه أخطر على النسيج الوطني من بقية أنواع التمييز

• قانون الخدمة العسكرية والوطنية الذي يفرق بين المجند المسلم ونظيرة المسيحي فالمجند المسلم الذي يحفظ القرآن كاملا تخفض مدة تجنيده من ثلاث سنوات إلى سنة واحدة، بينما المجند المسيحي الذي يحفظ الإنجيل كاملا لا يستفيد بهذا التخفيض.

2- التمييز في التعليم
• اتسعت ظاهرة تحول مقررات اللغة العربية إلى دروس إجبارية في العقيدة الإسلامية يدرسها المسلم وغير المسلم

• التأكيد على الإسلام مصدرا وحيدا للفضائل

• تأكيد المرجعية الإسلامية لكل شيء وأي شيء، عن طريق حشر النصوص الدينية بدون مناسبة؛ بدءا من اختيار الصديق إلى مشاكل البيئة.

• المسابقات التي تجرى بالمدرسة تدور معظم أسئلتها حول معلومات عن الدين الإسلامي مما يقف عقبه أمام الطلاب أصحاب الديانات الأخرى

• الإذاعة المدرسية تحمل دائما الصبغة الدينية التي تشمل الوعظ الديني الإسلامي

3- التمييز في التوظف
والتي تتميز بانعدام وجود المسيحيين في بعض الوظائف السيادية بالدولة ورئاسة الجامعات، وضعف تمثيلهم في وظائف أخرى ، وليست هذه دعوة للمحاصصة الطائفية ولكنها دعوة لألا يحرم مواطن من وظيفة يستحقها بسبب دينه.

4- التمييز في الإعلام
من المؤسف أن قطاعاً كبيراً من الإعلام المصري - سواء المملوك للدولة أو المستقل عنها - أصبح أداه لإشاعة التمييز الديني والفرز الطائفي في مصر، وذلك عن طريق:

• التحريض المباشر بنشر البرامج والخطب والدروس التي تزدري معتقدات غير المسلمين في أنحاء البلاد، أو السجال الديني الذي تتبناه بعض القنوات الفضائية الدينية

• كما انزلق بعض الدعاة وبعضهم أعضاء في مجمع البحوث الإسلامية في السجال الديني الذي يقوم على تحقير عقائد المسيحيين والطعن فيها

• الكذب الصريح والاختلاق القصدي لأخبار لا أصل لها لإثارة الناس ضد مجموعة معينة من الناس،

• التمييز الديني بين الأغلبية والأقليات الدينية والتقارير والتعليقات بشكل عام،

• التغطية المنحازة لأحداث العنف الطائفي،

ونأمل سيادة الرئيس أن نرى في الواقع بدء التحرك نحو دولة مدنية حديثة تقوم على أساس المواطنة.