فى مثل هذا اليوم 27 سبتمبر 1955..
عبد الناصر يزور المعرض الصناعى الزراعى التجارى بالجزيرة..وفجأة يعلن للعالم :

توقيع صفقة السلاح مع الاتحاد السوفيتى..
كلنت الساعة الخامسة بعد الظهر حينما فاجأ جمال عبد الناصر زوار معرض الصوراقامته الادارة العامة للشئون المعنوية بالقوات المسلحة فى مبنى ارض المعارض بالجزيرة ..ولم تقتصر المفاجأة التى وقعت فى مثل هذا اليوم 27 سبتمبر 1955على حضور الرئيس وانما امتدت لالقاء خطاب مفاجىء اعالن فيه قنبلة مدوية..رجت مصر والعالم اجمع..

كانت المفاجأة هى الاعلان عن توقيع مصر لصفقة سلاح مع تشيكوسلوفاكيا ....وكان الخبر بمثابة رفع غطاء السرية عن مباحثات مصر والاتحاد السوفيتى حول امداد القاهرة بالسلاح..

وكانت الصفقة من باب السرية تجرى فى براغ عاصمة تشيكوسلوفاكيا وشكليا مع براغ..

ولكن فى الحقيقة الصفقة كانت بين مصر والاتحاد السوفيتى وقيمتها التاريخية انها "كسرت احتكار السلاح"بالاعتماد على السلاح الامريكى والغربى..كما انها جاءت بعد فشل كل المفاوضات مع امريكا لامداد مصر بالسلاح لفرضها قيودا عليه..اهمها عدم استخدامه ضد اسرائيل ..

وفلى صباح 26 سبتمبر استطاع احد المتعاونيين مع المخابرات الامريكية ان يتاكد من خلال مقابلة مع مسؤل مصرى من توقيع الصفقة ..

وفى ساعات قليلة وصلت معلومات الى فورستر دالاس وزير الخارجية عن طريق شقيقه الان دالاس مدير المخابرات الامريكية وقرر وزير الخارجية دون التشاور مع رئيسه "داويت ايزنهاور "..ان يوجه انذارا الى عبد الناصر بان يوقف الصفقة ..والاتربت على ذلك عوقب وخيمة ..
وكان ايزنهاور يرقد فى مستشفى وقتها للعلاج من نوبة قلبية فاجأته..منذ ثلاثة ايام ..

وكان فى مثل هذا اليوم 27 سبتمبر 1955..مليئا بالمفاجات ومعظمها دار فى الغرف المغلقة وجميعها تؤسس لشكل جديد لمنطقة الشرق الاوسط..كما عن عبرت الادارة المصرية فى التحدى والتمسك باستقلال القرار الوطنى..ففى الواحدة والثلث من صباح يوم 27 سبتمبر اتصل وكما حصلنا على تاكيد اضافى له "..واستطرد" الوزير المفوض فى السفارة الامريكية المستر "ايكلبرجر"..بالاستاذ هيكل وساله بعصبية وانفعال عن تلك الصفقة ..واستطرد"الموضوع خطير جدا وهو بالغ الخطورة فقد تلقت واشنطن

معلومات مؤكده من براغ ..واستطرد "ارجو ان تتصل بمكتب الرئيس فورا الان وتنصحه بالانتظار قبل الاقدام على شىء نهائى ..لان موفدا من الرئيس الامريكى سيصل القاهرة ..ارجوك ان تلح على ناصر ان لايحرق الجسور "..

وفى الصباح الباكر من 27 سبتمبر ابلغ هيكل عبد النتاصر بماحدث فكان اول تعليق "لم اندهش انهم عرفوا ولكن دهشتى من انهم لم يعرفوا قبل الان .."..واستطرد عبد الناصر "نحن امام مشكلة ليست فى اننا عقدنا صفقة مع الاتحاد السوفيتى فذلك امر يخصنا ولانسمح لهم او غيرهم بالتدخل في..وعلى اى حال فحين اتخذنا قرارنا كنا نعرف ان القرار سوف يضعنا فى موقف صدام مع امريكا"..

واستطرد عبد الناصر "المشكلة التى نحن امامها الان هى الرسول الموفد من ايزنهاور فاذا جحاء وسالنى فسوف اقول له اننا نعم عقدنا صفقة سلاح مع الاتحاد السوفيتى وهذا قرار يخصنا ولايخصكم ولكن المسالة لماذ اعطيهم حق سؤالى فيسمعون منى نعم ام لا..ولماذا يكونون هم اول من اقول لهم ماحدث فى حين ان الشعب المصرى لايعرف ..وكذلك لاتعرف بقية الشعوب العربية وهم جميعا سندنا فى الصدام المقبل مع امريكا ..بسبب الصدام المقبل مع امريكا".بسبب صفقة السلاح ..

واضاف ناصر "الحل الوحيد هو هو ان نعلن نحن اليوم نبأ الصفقة وان يجىء النبأ بطريقة تبدو طبيعية ..لانى لا اريد لمبعوث ايزنهاور ان يجىء وان يسالنى حدث ام لم يحدث ؟..وانما اريد ان يجىء ويجد نفسه امام امر واقع فيسال ثم ماذا بعد الان؟"

وبناء على هذا حضر عبد الناصر معرض الصور ليعلن النب؟أ الذى اوقف العالم على حافة ازمة حرجة ..!!

من كتاب ملفات السويس لهيكل..