الخميس ٢٩ سبتمبر ٢٠١٦ -
٣٦:
١٠ ص +02:00 EET
صورة أرشيفية
د. رأفت فهيم جندي
الكثير منا شاهد المناظرة الأمريكية بين ترامب وكلينتون، ومعظم من يؤيد كلينتون أشاد بها في ثباتها ورؤيتها الواضحة للسياسة الخارجية، بينما من يريد ترامب أشاد به وبرؤيته الاقتصادية وابرازه أن خبرة السياسة الخارجية التي تفوقت كلينتون في طرحها هي الفشل الأمريكي المنمق بالأقوال والفاشل في الثمار في محاربة داعش.
الخبرة السياسية لكلينتون جعلتها تهاجم ترامب من اللحظة الأولى لكي تستفزه وتفقده اعصابه ونجحت فيها ولكن بشكل محدود، بينما كان ترامب يناديها بلقبها الرسمي حتى تخلى عنه مؤخرا وناداها باسمها مجردا.
بالرغم من هجوم كلينتون على ترامب شخصيا فانه لم يهاجمها في شخصها غير في استخدامها الخاطئ للأيملات ويعتقد الكثيرون أنه يحتفظ بالهجوم عليها شخصيا وعلى صحتها للمناظرات التالية، اما باقى هجوم ترامب فكان على سياسة أمريكية فاشله تريد كلينتون ان تستكملها لأنها من نفس مدرسة أوباما الفاشلة في الشرق الأوسط وفى غيرها.
المناظرات الامريكية التي بدأت منذ عصر جون كيندي مثمرة للأشخاص الذين لم يقرروا بعد لمن سيعطون أصواتهم. ومهما يكن الرئيس الأمريكي القادم فليس هو الذي يرسم السياسة الامريكية في فترته لأن السياسة الامريكية للدولة العميقة هي من تحكم الرئيس القادم وربما أيضا تشارك في اختياره، بالتأكيد نحن لا نتحدث عن تزوير الأصوات كما يحدث في العالم الثالث ولكن نتكلم عن الدعم الخفي لإبراز شخص معين او انحصار الاختيار في اشخاص، وبالمؤكد الرئيس له اتجاهاته التي قد تؤثر في القرارات ولكن الكونجرس والبنتاجون أيضا لهما ما لهما.
جورج بوش الأب أنهي الجيش العراقي بسحبه لغزو الكويت ثم تحطيمه، وبعدها أتى الأبن لكى يغزو العراق نفسها لكى يدمرها تماما وبعدهما أوباما اتى لكى يترك فراغ القوة العراقية مع أسلحة متقدمة تسقط بسهولة لداعش ويستمر مسلسل تخريب المنطقة وتسليمها للإسلاميين طبقا للمخطط الذى اعد للمنطقة مقدما بغض النظر من هو الرئيس والى أي حزب ينتمى.
وعندما عارض كيندى غزو كوبا فيما عرف بغزو خليج الخنازير قيل له ان لا يستطيع ان يوقفه لأن هذا الغزو كان قد اعد له من أيام الرئيس السابق له ايزنهاور، ثم أتى فشل هذا الغزو في وجه كيندى نفسه وأطلق بعدها قوله المشهور "أن النصر له اباء كثيرون اما الهزيمة فهي يتيمة" بمعنى أن الكل يتنصل من ابوتها.
وفى كل مرة تأتى المناظرة الأخيرة للانتخابات الامريكية يكون هناك سؤال حائر هل كل أمريكا ليس فيها غير هذين الشخصين؟ ومهما اختلفت الشخصيات فأن هذا السؤال يبرز، والكثير من الامريكان سيعطون أصواتهم هذه المرة ليس لمن اقتنعوا به بالأكثر ولكن لمن يكرهونه اقل.