عرض / سامية عياد
عذاب ، ألم ، سجن ، جلد ، دماء تسيل حتى الموت ، هكذا كان حال الشهداء الأبرار الذين قبلوا كل هذا بفرح عظيم دون تذمر أو تراجع لأنهم أحبوا المسيح حتى الدم ، ولكن لماذا يسمى شهادة الدم عيدا أى احتفالا وفرحا وابتهاجا؟
نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية فى مقاله "عيد الشهداء" اكد على أن الشهداء نرى فيهم المثال والقدوة فى محبة المسيح حتى الدم ، فشهادة الدم أقوى شهادة ، نتعلم منها فضائل ضرورية تساعدنا على احتمال الآلام وهى شركة آلام المسيح إذ يقول القديس بولس "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه ، متشبها بموته" لقد حول الشهداء السجون الى كنائس للصلاة ولم يروا فى الراحة الجسدية هدفهم بل فى بذل الجسد ليشتركوا بفرح فى آلام المسيح وهو ما ينم عن محبة صادقة لشركة آلام المسيح وهذا المنطق جعل المعذبين أقوى من الذين عذبوهم .
أيضا انشغل الشهداء بالسمائيات وتشبهوا بالعريس المحب لعروسه ، فتطلعوا الى المصلوب وتهافتوا على التعبير عن محبتهم بكل الطرق شاخصين الى جمال هذا العريس الروحى ، فاللص اليمين وبخ زميله على تجديفه وطلب من الرب أن يذكره حين يجىء فى ملكوته ، هكذا ينبغى أن ننشغل بمن نحب فنحتمل لأجله كل الصعاب ، كما أن الكنيسة تنمو بقوة حب أعضائها لمسيحهم وملكوته وعمل روحه فيهم ، أن بركات الآلام تؤكد عكس ما يظنه البعض من أن قتل الشهداء يخيف المسيحيين أو يقلل إيمانهم أو يجعلهم ينكرون الإيمان على العكس تماما ، فالآلام تزيدهم قوة وتجذب البعيدين للإيمان وتقوى إيمان الضعفاء .
نتذكر ما قاله القديس مار إغناطيوس الثيؤفورس "لا تشفقوا على جسدى بل ليطحن بين أنياب الوحوش الضارية لأنى أنا حنطة الله" ..