الأقباط متحدون - بين المؤلم السعودي والمؤسف القطري تحيا مصر
أخر تحديث ١٩:٣٤ | الاثنين ١٠ اكتوبر ٢٠١٦ | توت ١٧٣٣ش ٣٠ | العدد ٤٠٧٨ السنة التاسعة
إغلاق تصغير

بين "المؤلم السعودي" و"المؤسف القطري" تحيا مصر

هند الضاوى
هند الضاوى

 تابعت أمس كلمة مندوب مصر الدائم في الأمم المتحدة السفير عمرو رمضان في جلسة مجلس الأمن الخاصة بسوريه ،وبضمير مستريح يمكنني القول بأن السفير رمضان عرض موقف مصر بدرجة عالية من الوضوح والقوة محملاً مجلس الامن مسئولية ما يحدث في حلب، واعتبر جلسات مجلس الأمن تكراراً تقليدياً للتنديد والشجب لا يصل تأثيرها خارج البناء محل الحضور واصفاً المناقشات بحوار الطرشان .

أن المتابع لموقف مصر من الازمة السورية منذ اندلاعها في ٢٠١١ يلاحظ أن مصر لم تقترف يدها أي ذنب على الأراضي السورية ، إذا استثنيا القرار الأهوج للمعزول مرسي بقطع العلاقات مع سوريه والدعوة للجهاد في سوريا ، وأذكر هنا أن الاستاذ الهامي المليجي الكاتب الصحفي بالأهرام كشف في اتصال صحفي معي وقتذاك أن الاجهزةُ السيادية تواصلت مع القائم بالاعمال السوري حينها عمار عرسان وجرت حوارات مطوله وبعد أخد ورد وصلت معه في النهاية إلى الاتفاق على استمرار طاقم السفارة ويظل علم سوريا يرفرف على المبنى ما يعني اعتبار تصريحات مرسي العنترية كأن لم تكن ، وهذا ما عاد وأكده لي القائم بالاعمال السوري .

ربما كنت وآخرين ننتظر موقفاً مصرياً اكثر وضوحا وحسماً في دعم الدولة السورية ، لكننا نتفهم صعوبة ذلك إذا ما تذكرنا أن مصر وقت بداية الازمة لم تكن في افضل حالاتها وكانت تتعرض لمخطط تدميري مشابه لما جرى في سوريا لولا تماسك الجيش المصري وإدارة الازمة بحنكة شديدة جنبت مصر مخاطر هذا المخطط الشيطاني الصهيوامريكي .
 
مصر أعلنت تصويتها لصالح المشروعين الفرنسي والروسي تعزيزاً منها لأي جهود تحمل للسوريين الهدنة والاستقرار ولو لبعض الوقت
وتحفظت مصر علي ٦نقاطٍ أساسية أهمها إصرار جبهة النصرة "فتح الشام" علي استمرار ارتباطها بالجماعات الارهابية وهنا أذكر ان هذه النقطة كانت سبب الخلاف وفشل الاتفاق -شبه السري- بين موسكو وواشنطن حيث تراجعت الثانية عن الاتفاق معلله ذلك بعدم قدرتها الفصل بين النصرة والجماعات الارهابية .
 
هنا اتساءل ماهي المعايير التي تستند إليها أمريكا وحلفائها الغربيين في تصنيف الإرهابي والمعتدل من الجماعات المسلحة؟ ا أن الجماعات المسلحة في سوريا بكل تلاوينها مارست الإرهاب ضد الجيش السوري والمدنيين الموالين للدولة .
 
أن جبهة النصرة المغتسلة تحت أسم "فتح الشام" ما هي إلا رهاناً أمريكياً جديداً تستخدمة كبديل عن تنظيم الدولة" داعش " بعد محاربتها له في العراق حيث لا يمكن لامريكا بعد أن شكلت تحالف في العراق لتقاتل داعش تعود لتدعمه في سوريا وتصنفه كجناح معتدل وهنا بيت القصيد فأمريكا خلال فترة ليست بقصيرة بدأت تركز كل دعمها للنصرة وتبرئتها امام العالم من خلال تغيير اسمها التفافاً علي قرار مجلس الامن باعتبارها إرهابية وكأن تغير الاسم يسقط معه الذنب ، و شاهدنامؤخراً الجولاني أمير التنظيم يخرج علينا كباحث سياسي ينظر ويحلل ويقرر علي شاشات الجزيرة والعربية وكأنه محلل سياسي استراتيجي وقريب من صناعة القرار الدولي وليس ارهابياً تتلمذ علي أفكار بن لادن والظواهري والزرقاوي وغيرهم من شياطيين الإرهاب
جبهة النصرة جماعة إرهابية بحكم القانون الدولي وبقرار مجلس الأمن الصادر ٣١ مايو ٢٠١٣ ورغم ذلك تحاول أمريكا إعادة إنتاجها بشكل يحقق مصالحها في الشرق الاوسط من خلال ضمان استمرار التناحر والاقتتال خدمة لمشرعهم لتفتيت دول المنطقة لصالح اسرائيل
.هذا الموقف الامريكي ربما يوجد ما يبرره حيث يخدم سياستها المعادية لشعوبنا .. ولكن المثير للاستغراب مساندة دول عربية لهذا المخطط الخاص بإعادة انتاج جبهة النصرة في شكلها الجديد بل مهاجمة موقف مصر أمس علي دورها بجانب سوريه الدولة والجيش ، حيث وصف مندوب المملكة العربية السعودية السفير عبد الله المعلمي موقف مصر بأنه" مؤلم" ووصفته نظيرته القطرية علياء أل ثاني أيضاً بالمؤسف" وهنا وبعد موقف مصر الداعم المستنير الرافض لتشريع الاٍرهاب أقول أن بين المؤلم السعودي والمؤسف القطري تحيا مصر حره مستقلة في آرائها دون تبعية أو كفالة من أي طرف .
نقلا عن baladnaelyoum

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع