الأقباط متحدون - لا تخف أنا معك
  • ١٧:١٨
  • السبت , ٢٢ اكتوبر ٢٠١٦
English version

لا تخف أنا معك

سامية عياد

مع الكرازة

٠٦: ١٢ م +02:00 EET

السبت ٢٢ اكتوبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

عرض/ سامية عياد
تذكروا ثلاث عبارات فى كل ضيقة تصيبكم ربنا موجود ، كله للخير ، مسيرها تنتهى فلا توجد ضيقة تستمر مهما طال زمنها لابد ستنتهى ، بالنظرة المتفائلة أى الرجاء تتأكد أن الله سيتدخل ...

هكذا حدثنا المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "نظرة تفاؤل" مؤكدا إن الله يمكن أن يحول كل حزن الى فرح ، فالإنسان الذى يحيا فى فرح الرجاء ، لا يتعب أبدا والتاريخ يعطينا أمثلة كثيرة عن هذا الرجاء فالإنسان لما أخطأ طرد من الجنة ولكن كان معه وعد الله له بالخلاص والموت أيضا مرحلة لا يقف الإنسان عندها لأنه بعد ذلك سوف تكون القيامة ثم الأمجاد الأبدية ، لو أن الإنسان فى قلبه إيمان سيرى الخير فى كل شىء ، سوف لا ينظر الى الظلمة الحالية بل الى النور الذى سيأتى نتأمل حياة أيوب الصديق فقد ضاع منه كل شىء بنيه وبيته وصحته وكل أملاكه ، ومع ذلك كان الله يعد له خلاصا وعوضه ضعف ما كان له "وبارك الرب آخرة أيوب أكثر من أولاه" ، يوسف الصديق الذى تعرض لحسد أخوته وباعوه كعبد ثم اتهامه فى شرفه ظلما فى بيت فوطيفار ، ولننظر ما فعله الرب معه لقد صار الثانى فى المملكة وأتى إليه أخوته وسجدوا ما بين يديه .

نحميا النبى أعطاه الرب نعمة فى عينى أرتحشستا ملك الفرس وسافر نحميا وبنى أسوار أورشليم وأعاد السلام والبر لأهلها ، فكلما ترى أسوارا مهدمة قل فى قلبك لابد أن الله سيرسل لنا نحميا جديدا لكى يبنيها ولا نصير بعد عارا ، ايضا داود النبى كان لديه رجاء ونظرة تفاؤل أن ينتصر على جليات الجبار وينقذ الكل من تهديداته فقال عبارته المملؤءة اطمئنانا "لا يسقط قلب أحد بسببه" ، لا تيأس ولا يفارقك الإيمان ، ثق أن الله قادر أن يشق لك طريقا فى البحر وستخرج سليما "البار فبالإيمان يحيا" لعله بهذا الإيمان أخذ إبراهيم اسحق ابنه لكى يقدمه محرقة للرب ، من كان يظن أن الطفل موسى المحكوم عليه بالموت قبل أن يولد ، يصير نبيا عظيما وكليم الله ، من كان يظن أن مريم المجدلية التى كان فيها سبعة شياطين تكون تلميذة للرب ومبشرة لتلاميذه بالقيامه ، من كان يظن أن شاول الذى كان يضطهد الكنيسة يصير أعظم رسول فى المسيحية .. الخ ، إنه الرجاء الذى يجعل كل إنسان ينظر الى المستقبل نظرة متفائلة ، مؤمنة بعمل الله .

فلنتذكر قول الرب "لا تخف ، أنا معك" ، وقول داود النبى فى المزمور "انتظر الرب ليتشدد قلبك وانتظر الرب" ، إن عمل الله قادر أن يغير القلوب ، وأن يبنيها من جديد ، إنه قادر أن يخرج من الجافى حلاوة ومن الآكل أكلا ، وقادر أن يحول الخاطىء الى قديس..