مولد سيدي السيسي ومستقبل العمل السياسي
سليمان شفيق
الثلاثاء ١ نوفمبر ٢٠١٦
سليمان شفيق
تابعت بشغف واهتمام مؤتمر الشباب ، بعين ايجابية واخري نقدية !!، بالطبع جأت كل توصيات المؤتمر معبرة عن طموحات الشباب المشارك ، ولعل من أهمها :
- تشكيل لجنة وطنية من الشباب، وبإشراف مباشر من رئاسة الجمهورية، تقــوم بإجـراء فحــص شامــل ومراجعة لموقف الشبـاب المحبوسين على ذمة قضايــــا، ولم تصـدر بحقهم أيـة أحكــام قضائيــة وبالتنسيق مـع جميع الأجهــزة المعنيـة بالدولة، على أن تقـدم تقريرها خلال 15 يوماً على الأكثر لاتخاذ مـا يناسب مـــن إجــراءات بحســب كــل حالــــة وفـى حـدود الصلاحيات المخولـة دستورياً وقانونيـاً لرئيـس الجمهوريـة.
- قيام رئاسة الجمهورية، بالتنسيق مع مجلس الوزراء ومجموعة من الرمـوز الشبابيـــة، بإعـــــداد تصــور سياســـى لتدشين مركـز وطنى لتدريـب وتأهيــل الكوادر الشبابيـة سياسيـاً واجتماعياً وأمنيــاً واقتصادياً مــن خــلال نظــم ومناهج ثابتة ومستقرة تدعم الهوية المصرية وتضخ قيادات مصرية شابة فـى كافــة المجالات.
- قيــام الحكومــة بالتنسيــق مــع الجهــات المعنيــة بالدولــة بدراســة مقترحــــات ومشروعــات تعديــل قانــون التظاهـــر المقدمة مــن الشبــاب خــلال المؤتمــر وإدراجهــا ضمــن حزمــة مشروعــات القوانين المخطط عرضهـا علـى مجلس النــواب خـلال دور الانعقـاد الحالي.
- قيــام الحكومــة بالإعــداد لتنظيــم عقـــد حــوار مجتمعى شامل لتطوير وإصلاح التعليم خلال شهر على الأكثر يحضره جميع المتخصصين والخبراء بهدف وضع ورقة عمل وطنية لإصلاح التعليم خارج المسارات التقليدية وبما يتفق مع التحديات والظروف والقدرات الاقتصادية التي تواجه الدولة، على أن تُعــرض الورقــة مدعمة بالتوصيات والمقترحات والحلــول خــلال المؤتمــر الــدورى الشهرى للشباب المقــرر عقــده خــلال شهر ديسمبر القادم.
- قيــام الحكومــة بالتعاون مــع الأزهـــر الشريـف والكنيســــة المصريــة وجميــع الجهات المعنيــة بالدولة بتنظيــم عقــد حوار مجتمعى موسع يضم المتخصصين والخبراء والمثقفين، بالإضافة إلى تمثيـل مكثف من الفئات الشبابية لوضع ورقـة عمـل وطنيـة تمثل استراتيجيـة شاملـة لترسيخ القيم والمبادئ والأخلاق ووضع أسس سليمة لتصويب الخطاب الدينى في إطار الحفاظ على الهوية المصرية بكافة أبعادها الحضارية والتاريخية.
وما بين كفاءة الاعلام في النقل كتابة اوعلي الهواء ، والمشاركة في ادارة بعض الجلسات ، والحوارات الساخنة علي صفحات التواصل الاجتماعي ، وبالطبع جهد مشكور تجلي في حشد حوالي ثلاثة الاف يمثلون قطاعات مختلفة من الجامعات والرياضيين والاحزاب ، واكثر من 300 شخصية عامة وخبراء ومتخصصين ، عقدوا حوالي 25 جلسة عن التعليم والصحة والاقتصاد والاعلام والامن القومي الخ ،ووفق ماصرح بة خالد عبد العزيز وزير الشباب ،أن نسب المشاركة في الاعداد للمؤتمر اختلفت من محافظة لاخري وفق منها ، واشار الي ان النسب بلغت 35% لمحافظات الدلتا ، و24% لشباب الصعيد ، و19% للقاهرة الكبري ، و13% للمحافظات الحدودية و9% لمحافظات القناة .
منذ الوهلة الاولي انتابتني كسياسي عجوز مشاعر متناقضة ، شعور بالحشد والتعبئة "ستيناتي النزعة" ، وكأن هذا الحشد سوف يتولد منة تنظيم الظهير الشبابي للرئيس بديلا او حل وسط عن فكرة حزب الرئيس التي عاقها الدستور"الموسوي" ، وعلي الجانب الاخرفوجئت بالتناقض الثقافي بين القطاعات الشبابية المختلفة تجلي في عدة ثقافات :(شباب المشروع الرئاسي ، شباب الاحزاب ، شباب الجامعات والرياضيين )
شباب المشروع الرئاسي يتحدث أغلبهم باللغة الانجليزية ، وتبدو عليهم حالة من "الاستعلاء" ـ ـ غير المصنوع ـ والاداء الاكاديمي المختلط بلغة التنمية البشرية ، الامر الذي دفع د رفعت السعيد الي تنبههم الي ضرورة مراعاة انهم يخاطبون شباب مصري من فلاحين وعمال ، مما يستدعي اعادة النظر في المنهج والمدربين من أجل تمصير تلك الرؤية .
انعكس ذلك في شعور اغلب شباب الاحزاب بالاغتراب ، وكأننا في لقاء بين شباب الجامعة الامريكية وشباب احدي الجامعات الاقليمية ، الامر الذي انعكس في تعبير شباب الاحزاب عن ارائهم بشكل "حاد" ومعارض من جهة او انسحاب البعض الاخر من الجلسات احتجاجا علي عدم اخذة الفرصة لشعورهم ب"الدونية" تجاة شباب المشروع الرئاسي .. لكننا نري شباب المشروع الرئاسي اكثر ثقة بالنفس وتحققا كرجال دولة و تكنوقراط ، عكس شباب الاحزاب الاكثر تسيسا ، وان كنت اري ان كلاهما لم يدرس تاريخ مصر وينحصر وعية فقط من 2011 حتي 2016،وبرز ذلك في التناقض في الوعي بين جيل الشيوخ واجيال الشباب ، علي الجانب الثالث كانت القطاعات الطبيعية من الشباب(رياضيين جامعيين الخ) الاقل مشاركة في الحوارات السياسية وسائر القضايا العامة والاكثر حضورا في الانشطة مثل المارثون ، مما يعكس ضرورة العمل في تكوين الشباب بطريقة "الاواني المستطرقة" ،وتدريسهم في التنظيم ـ ـ ـالمزمع انبثاقة ـ بطريقة لاتجعلهم موحدة ،والابتعاد عن الرؤية الوظيفية والامنية .
لااخفي كصعيدي وكأحد من يعملون في اوساط الشباب وتكوينهم منذ ربع قرن ، ان شباب الصعيد تم تهميشة رغم كل الجهد المشكورالذي بذل ، ليس علي الصعيد الكمي فحسب بل والنوعي حتي ان احزاب لها وزنها مثل حزب التجمع او المصريين الاحرار علي سبيل المثال لم نجد لها تمثيل مناسب من الصعيد بل وانعدم تمثيل شبابهم من محافظة مهمة مثل المنيا بما تحمل من مشاكل تنمية وتطرف وارهاب ، علي الرغم من انني اعرف اكثر من مبادرة مثل مؤسسات:"حلم جيل" أو "الوانات" او "الرواد الكشفيه" والذين يضمون شباب مسلمين ومسيحيين وبنات وولاد ، وتهتم بالسياسة والفن والادب والعمل الكشفي .. بل ان مؤسستي حلم جيل والرواد نظمتا مؤتمرا عن التطرف والفساد قدمت فية اوراق وتوصيات مهمة وحضرة ممثلين لثماني مبادرات شبابية بالصعيد ووكيلة وزارة الشباب ،والوانات بها مدرسة لتعليم الاطفال فن البالية ولا اريد ان اتحدث عن مؤسسات مثل "حلم الشباب بالقوصية او "انا المصري" و"المصري" في الاقصر وقنا، ورغم ذلك لم يمثل احد من تلك المبادرات ،وسبق لوسائل الاعلام الاشارة الي تلك المبادرات ، كل هؤلاء من ابناء ثورة 30 يونيو وليس لهم اي نشاط معارض !!
ولا اخفي تضامني مع شعور بعض شباب الاقباط بالغبن لعدم تمثيلهم وطرح مشكلاتهم في المؤتمر، ولكن كل تلك الملاحظات لاتقلل من شأن هذة المحاولة الحكومية في التقدم نحو الشباب .