الأقباط متحدون | أشلاء الوطن
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:١٧ | الجمعة ٧ يناير ٢٠١١ | ٢٩ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٦٩ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

أشلاء الوطن

الجمعة ٧ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : زكريا رمزى زكى 


أشلاء الوطن عندما تجد نفسك غير آمن وأنت تصلى الى الله , فستشعر بأنك ممزق الى أشلاء يمكن أن تكون مبعثرة هنا وهناك . ويمكن أن تكون مجتمعة فوق الرصيف ، اختلطت باشلاء من قتلك . دماء القتيل امتزجت بدماء المقتول , فصار الاثنين بوتقة واحدة , لكن ارواحكما ليست كذلك فمن قتل وان هرب من الحكم الارضى لن يهرب من الحكم السمائى ، لكن الأصعب أن تجد الوطن ممزق الى أشلاء متناثرة هنا وهناك ، أشلاء متباعدة كل التباعد وان اقتربت بالاجساد فهى بعيدة بالقلوب والعقول .

والاجتماع فيما بين اشلاء الوطن هو اجتماع ظاهرى بين غاضب ومغضوب عليه ، المغضوب عليه دائما هو الجانى حتى ولو كان الضحية . انها قضية فجرت نفسها فى الدقائق الأولى من بزوغ فجر هذا العام , حين فجر الارهابى او المتطرف أو الطائفى نفسه او عربته أمام الكنيسة المقدسة ، فتناثرت أشلاء الضحايا الأبرياء حينها شعرت أن الوطن هو الذى تناثرت أشلاؤه المهترئة بعد فواصل من الطعنات والتفجيرات اللانارية الداخلية . حينها شعرت بأننى مقيد لا أقوى على الحركة وانا الذى كنت أملأ الدنيا ضجيجا وحراكا ، شعرت أن الأرض تهتز تحت أقدامى ثم تنسحب منى , حتى وجدت نفسى اطير فى الهواء بدون أجنحة . لكى أهرب من عالمى الذى لا يريدنى أن أعيش بداخله .

وقتها قلت ياريتنى كنت معكم لكى انهى هذا الحلم المزعج والكابوس المرير الذى انا أعيشه كل يوم . عندما وجدت أشلاء وطنى ممزقة على الرصيف صرخت بصرخة خافتة لأنى صوتى قد بح بداخلى من هول الموقف , صرخت أين انت ياربى لماذا تختبىء فى وقت الضيق ؟ عندما وجدت هذه الاشلاء المدمرة من الوطن قلت الا يوجد منقذ لنا من هذه الفتن والمحن التى تهدد كيانى وكيان وطنى .

حينها عرفت اننا كلنا تحت السيف كتهديد من فعلوها وليس لنا حما الا بك يا اله الانوار . فوجدت نفسى لازما على أن ألملم أشلاء وطنى لكى اجمعها وارسلها الى حيث مبعثها ، فلملمتها وانا اغالب دمعى وخفوق قلبى . فوجدت بداخلها آلام أب حزين على اختطاف ابنته العروس ، وام ثكلى تبكى قتل ابنها فى ليلة العيد ، وصورة مبنى حزين اوقفته يد الغدر من ان يكون بيت يبارك فيه اسم الله ، وجدت بها الألم وحزن السنين مجتمعة فوق هذه الأشلاء ,، الام ظلم وقهر وتمييز وحقد وبغض وكراهية دفينة ، لا أدرى لماذا كل هذه الأشلاء الممزقة انها أشلاء وطنى الحبيب ، انى اريد ان اجمعها واضمها الى ان تصير جسد وطن جميل فهل اجد من يساعدنى على جمع هذه الاشلاء لبعثها من جديد الى وطن للجميع




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :