الأقباط متحدون - علّمنى زمانى ومازال يعلّمنى!
  • ٠٧:١٧
  • السبت , ٥ نوفمبر ٢٠١٦
English version

علّمنى زمانى ومازال يعلّمنى!

مقالات مختارة | مفيد فوزي

٣٣: ٠٧ ص +02:00 EET

السبت ٥ نوفمبر ٢٠١٦

مفيد فوزي
مفيد فوزي

■ يعلمنا الزمن أكثر مما تعلمنا المدرسة والمعهد والجامعة، فى المدرسة نتلقى «النظريات» وفى الحياة نواجه «الواقع»، فى المدرسة لا نريد تخمينات، بينما فى الحياة «نتعلم كل الأسلحة».

■ولما كان دائماً بينى وبين «الكبار» مساحة ومسافة، فقد ضمنت أنى لن «أزرع الشوك» وسوف «أشم الياسمين»، بالتجربة.

■ وعندما طالت براءتى «وصدماتى» فى الآخرين، قررت أن أودعها فى بنك الحياة وأسحب منه قطرات لا أكثر، وأمارس رياضة النسيان.

■ حين كان «مهماً» كان الناس حوله بالمئات، وعندما فقد الأهمية صار الناس حوله بالعشرات، ثم انفضوا بعد قليل، واحداً واحداً، وفهمأن هذا دستور الحياة، وأنك تكسب أهميتك من ذاتك لا من منصب أو مال.

■ كل امرأة مهما بلغ رشدها، تحتاج لكف صديق يحميها من «نفسها».

■ كوارث الطبيعة، الزلازل والبراكين والعواصف الثلجية والسيول أكبر «معلم» للإنسان. إن «الستر» بكل معانيه هو طوق النجاة و«نعمة» لا نعرف قيمتها إلا حين تضربنا الطبيعة وتزمجر.

■ لا يذل الأعناق غير المال، مع أن الله يضع الكثير فى القليل، ولكن كم من يرتضى بنصيبه فى الحياة.

■ الاعتذار عن الخطأ، لا يهز كينونة إنسان، بل نقدره على «تحضره».

■ المصريون - لحظة المصائب والمحن - يتكاتفون ويتكافلون أكثر من أى شعب من شعوب العالم. كانوا يحملون موتاهم أثناء بناء الأهرام بيد ويبنون باليد الأخرى حجراً فوق حجر.

■ المصرى فراز - وهى مقولة ليحيى الجمل - يعرف كما أردد دائماً الخسيس أو النفيس وتثبت الأيام صدق الرؤية.

■ تستمر مؤسسة الزواج طويلاً بقليل من «التنازلات» وبعض «العتاب» وكثير من «الصفح».

■ إذا اقتربت منى «امرأة» دون ظروف طبيعية تمهد هذا الاقتراب فإنى «أرتاب»، والريبة، هى ثانى أكسيد الكربون.

■ يتكلم ويكتب عن الفضيلة من مربع «الرذيلة» ولهذا لا أصدقه.

■ «نعمتان» تستوجبان الشكر الدائم لله عز وجل: أنى لا أدخن وأكره التدخين، ولا ألعب القمار وأنبذ القمار ولو كان على سبيل التسالى.

■ كيف أرد على «الوقح»؟ بتجاهل «وقاحته»، لأن الرد يعطيه قيمة، حيث لا يستحق هذا الاعتبار، وهكذا علمنى زمانى.

■ تعلمت أن الحياة مثل أصابع البيانو «بيضاء وسوداء» ويتطلب العزف السليم الضغط على كليهما. لأن الضغط على الأصابع البيضاء طيلة الوقت هو نشاز. وهذا قانون الحياة أيضاً. عشنا أياماً حلوة وعذبة ومتفائلة مع الشباب فى مؤتمرهم بشرم الشيخ ولم يفارقهم رئيس مصر الشاب، ثم - فى حفل الختام - ضربتنا السيول وضربتنا إساءات لفظية من قريب، جغرافياً وسياسياً، ثم عادت الشمس تشرق وعمال مصر ينظفونها من «الوحل».

■ هذه الحياة لا قاعدة لها ولا منطق. يموت فيها شاب فى الثلاثين يعيش فيها شيخ بعد المائة، والكل راغب فى طول العمر. وعلمنى زمانى أن الصحة شىء والموت شىء آخر.

■ لا تعطينا الحياة كل شىء. هناك دائماً ما ينغص كل إنسان. فلكل إنسان «وجعه» الخاص، الذى لا يفصح عنه.

■ منقوشة كلمات يحيى حقى فى رأسى: لا تتواكل بل «اعقلها وتوكل». هل هى بلاغة صوفية؟ ربما.

■ لابد من مساحة ذهنية للترفيه والتريض والخروج للطبيعة وإمتاع العين والأذن، حين نكون من ذلك النوع «المهم الذى يشقى بعقله»، وفى حالة تفكير دائم. الأفضل أن تعيش حياتك وتتأمل قليلاً. لقد ثبت لى أن التأمل قد يحجب عن الإنسان لذات الحياة.

■ كل القطارات فى سائر محطات الأرض تعلن عن مواعيد القيام والوصول ما عدا قطارات الحياة فى محطات الزمن لا تعلن عن مواعيد «المغادرة» من محطة «الحياة».

■ علمنى زمانى أن لكل شىء «آوان» حتى صدور قانون الإعلام الموحد.

■ بالتجربة، لا تأتمن أحداً على أسرارك سوى نفسك.

■ من تجاربى الحياتية، أستفتى «إحساسى» لأنه الأصدق، وأدخل غرفة العقل والمنطق حتى لا أجنح نحو الاندفاع والتهور والإحساس يعطينى إشارات والمنطق يعطينى معادلات.

■ الفرق بين التكبر والكبرياء أن التكبر يدمر الشخصية فهو تصور افتراضى ذاتى بالاستعلاء، أما الكبرياء فهو إحساس عاقل بالذات وتقدير لأدواتك فى تواضع لا يقلل مطلقاً من كينونتك.

■ كانت نصيحة أمى لى «ماتبصش فوق كتير» ومازلت أتعلمها وأحفظها عن ظهر قلب.

■ بعض البشر يصدر لك سلوكاً مختلفاً عن «حقيقته» نكتشفها بالمعاملة الحياتية. أظن أنها جينات وقد علمنى زمانى ألا أكون «مهندس إنسانية».

■ الجدل عقيم يمشى دائماً فى طريق مسدود مع «شاب ينايرى» ولا طائل منه ولذلك أنجو برأسى من صداع مزمن. الشباب الينايرى لا يصدق نفسه وتتغلب عليه صفة الزعامة، فاحذروا النقاش الثرثار بلا فائدة والعناد الذى يورث الكفر.

■ متهم بإحراز مخدرات ويستحق عقاباً بالحبس. متهم بقتل عمد يستحق عقاباً بالحبس. متهم بإصدار شيكات بدون رصيد يستحق عقاباً بالحبس. فاطمة ناعوت «متهمة بالتفكير» فهل - عفواً - ارتكبت «جريمة» مثل من يستحقون العقاب والحبس؟ علمنى زمانى ألا «أخاف» من رأسى إذا جلست «أفكر». ذلك الشرف الذى لا يحظى به إلا الإنسان.

فى الشأن العام
1- كامل الوزير مهندس و«رئيس وزراء» تحجيم أضرار السيول الشرسة التى اغتالت مدن مصر.. تعظيم سلام للحزم والحسم.

2- هناك أموال طائلة تنفق لتشجيع الخطاب الوهابى فى «المشيخة». رأى عمار على حسن الباحث فى شؤون الحركات الإسلامية. استوقفنى.

3- ذهبت إلى مؤتمر الشباب فى شرم الشيخ كصحفى متابع وليس «متحدثاً» على منصة، وفى ندوة الإعلام كنت ضيفاً عليها لا أكثر.

4- كل شىء يتقزم أمام كارثة السيول، تصور أمواجاً من المياه تقتحم بيتك بضراوة وتحطم أثاث بيتك وقد تقتلك ويموت صوتك فى حلقك حين تصرخ طالباً الاستعانة. لكن قوات مصر المسلحة - بقلب - سمعت الصرخات.

5- فى عام 1976 صدر كتاب عن روزاليوسف ضمن سلسلة «الكتاب الذهبى» وعنوانه «المسيح بين الإنجيل والقرآن» للشيخ محمود البرشومى. كم كان الفكر - بالأمس - راقياً لا يقود صاحبه إلى المثول أمام المحكمة.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع