الأقباط متحدون | كيف تتوقعون أن تكون ردة فعلنا ؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:١٣ | السبت ٨ يناير ٢٠١١ | ٣٠ كيهك ١٧٢٧ ش | العدد ٢٢٧٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

كيف تتوقعون أن تكون ردة فعلنا ؟

السبت ٨ يناير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مرثا فرانسيس
مع تكرار أحداث العنف التي تعرٌض لها مسيحيو العالم العربي وخاصة الأشوريون في  العراق و الأقباط في مصر. أحداث عنف أقل مايقال عنها انها لاتمت للانسانية بأي صلة من قريب أو من بعيد. والتي تبين كم مشاعر الكراهية والعداء التي تمكنت من نفوس المعتدين، أحداث نجع حمادي يناير 2010 وأحداث الأسكندرية  اول يناير 2011، والتي قُتل فيها ابرياء؛ أطفال وأخوة وأمهات، أحداث يدمى لها الجبين وتنفطر لها القلوب، أقسى المناظر التي اُشفق على كل انسان من مشاهدتها وخاصة الأطفال؛ مشاهد اعضاء آدمية متناثرة والدماء تلطخ كل شئ في الكنيسة ، كما ان أقسى النتائج كانت اسئلة اطفالنا التي توجع القلب ولا نجد لها اجابة، خاصة ان اطفالنا لهم اصدقاء من خلفيات اخرى في مدارسهم وفي سكنهم؛ اسئلة نحتار امامها، فهل نقول لهم الحقائق كما هي، علما بأن الحقائق مؤلمة وبكل يقين ستسبب  انفصاما في العلاقات بينهم وبين الآخر المختلف ، كما انها ستسبب لهم خوفا و ذعرا من التعامل معهم في مجالات الحياة المختلفة، ام نجمل لهم الحقائق ونقول جزء من الحقيقة ونقوم بتأليف باقي الإجابة حتى لا نسبب لهم جروحا ورعبا في طفولتهم الغضة ،وهذا ما لانستطيع ان نفعله لأنه ضد الصدق الذي نعيش به كمنهج حياة.
هل نُلام اذا كانت ردة فعلنا تجاه هؤلاء القتلة؛ هي الكراهية ؟ هل نلام اذا حذرنا اولادنا من التعامل مع المختلف عنهم وبناء اسوار عالية بينهم حتى يسلموا من شرهم؟ هل نُلام اذا حرضنا اولادنا على معاداتهم وتجنبهم ؟
صدقا لن نفعل؛ والاسباب حقيقية  رغم ان الكراهية أسهل من الحب؛ الكراهية تتفق مع طبيعة الانسان الشريرة اكثر من الحب؛ كما أن الحب مُكلِف ليس ماديا ً بالطبع ولكنه يحث صاحبه على تحمل امور صعبة كثيرة جداً هو في غنى عنها، لكن لدينا أسباب تدفعنا لعدم كراهية هؤلاء الجناة قساة القلوب، واول واهم هذه الاسباب هي أن لدينا معرفة مسبقة بأن هذه المجازر ستحدث، ومهما طال الوقت فنحن نتوقعها ،ومن الآيات الواضحة في الكتاب المقدس في هذا الشأن (بَلْ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُقَدِّمُ خِدْمَةً للهِ) يوحنا 16: 2 
وايضا يقول (وَقَبْلَ هذَا كُلِّهِ يُلْقُونَ أَيْدِيَهُمْ عَلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، وَيُسَلِّمُونَكُمْ إِلَى مَجَامِعٍ وَسُجُونٍ،
وَتُسَاقُونَ أَمَامَ مُلُوكٍ وَوُلاَةٍ لأَجْلِ اسْمِي) لوقا 21 : 12
ولهذا فنحن مستعدون  وغير خائفين  وهذا هو السبب الثاني ؛ لأنه قال لنا أيضاً (وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهَا) متى 10 : 28، كما اننا نعلم جيداً من تعاليمنا وكتابنا ان ليس لنا اعداء من البشر ، عدونا واحد وهو الشيطان والشر الذي يسببه ، ويقول الوحي لأن مصارعتنا ليست مع دم ولحم ولكن مع أجناد الشر الروحية ، و أما السبب الثالث فهو أن كل تلميذ يتشبه بمعلمه ونحن نتشبه بمعلمنا الذي أحب من كرهوه وحاربوه ورفضوه ، لهذا يا اخوتي نحن نصلي أن تتبدل القلوب الحجرية التي لم تعرف المحبة،  ولم تذق طعم الأمان والسلام إلى قلوب لحمية آدمية انسانية تشفق وتحب وترحم ، ولهذا ايضا نحن لن نكره من يكرهوننا فمعلمنا ايضا قال( وَإِنْ أَحْبَبْتُمُ الَّذِينَ يُحِبُّونَكُمْ، فَأَيُّ فَضْل لَكُمْ؟ فَإِنَّ الْخُطَاةَ أَيْضًا يُحِبُّونَ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُمْ لوقا 6 : 32 ) ، ستكون ردة فعلنا تجاههم هي الحب؛ و الحب من قلب طاهر بشدة، ولن نفكر او نحاول الانتقام بل سنطلب من الله ان تلين القلوب وان يدركوا ان الحب رائع، ولن يمنعنا هذا الحب من المطالبة بحقوقنا كمواطنين لنا الحق في الحياة والأمان في وطننا مصر، لن نخفض اصواتنا بل سنعليها بالحق ، وليس بالتخريب او التدمير ، ليتهم يدركون كم يختلف العالم وتختلف الحياة اذا ساد السلام وامتلأت أرضنا بالحب.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :