الأقباط متحدون - وفاة طبيعية أم اغتيال.. سؤال لا يزال يأرق العالم بعد 12 من رحيل ياسر عرفات
  • ٢٠:٠٧
  • الجمعة , ١١ نوفمبر ٢٠١٦
English version

وفاة طبيعية أم اغتيال.. سؤال لا يزال يأرق العالم بعد 12 من رحيل "ياسر عرفات"

٠٠: ٠٨ م +02:00 EET

الجمعة ١١ نوفمبر ٢٠١٦

ياسر عرفات
ياسر عرفات

كتب: هشام عواض
يعد ياسر عرفات من أبرز القادة في حركة النضال الفلسطيني، الذي تولي رئاسة منظمة التحرير الفلسطينية ومن بعدها رئاسة السلطة الفلسطينية، وكان أبرز أعداء إسرائيل وأيضًا على خلاف كبير مع حركة حماس، لعدة أسباب منها انتهاج الطريق السياسي لحل القضية الفلسطينية وهو الذي كانت تعارضه حماس التي  تنتهج العمل المسلح، فكان ياسر عرفات أو كما يكنى بأبو عمار هدفًا للعديد من الجهات مما أثار الريبة عندما توفى سنة 2004 بعد سنتين من حصار للجيش الإسرائيلي له داخل مقره في رام الله، وهو مريض ودخل في غيبوبة، مما أدى في الأخير لوفاته إلى طبيعة وفاته وهل هي طبيعية أم اغتيال. وفي الأسطر التالية نستعرض عن وجهات النظر في  وفاة أبو عمار.

"عرفات" الإرهابي الخطير في نظر إسرائيل
 شغل "عرفات" منصب القائد العام لحركة فتح أكبر الحركات داخل المنظمة التي أسسها مع رفاقه في عام 1959، وعارض منذ البداية الوجود الإسرائيلي ولكنه عاد وقبِل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 في أعقاب هزيمة يونيو 1967، وموافقة منظمة التحرير الفلسطينية على قرار حل الدولتين والدخول في مفاوضات سرية مع الحكومة الإسرائيلية، وكرس معظم حياته لقيادة النضال الوطني الفلسطيني مطالبًا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. ولهذا كان يُعتبر عرفات دائمًا في إسرائيل كإرهابي خطير، يطمح إلى قتل الإسرائيليين بشكل جماعي. حتى الاتفاقات مع إسرائيل لم تحسّن كثيرًا من صورة عرفات في أوساط عامة الناس في إسرائيل. الأمر الوحيد الذي حسّن من صورته في إسرائيل هو برنامج ساخر من الدمى، سُمّي "هاحارتسوفيم" وسخر من السياسيين في إسرائيل. تم تقديم عرفات في البرنامج كعجوز محبوب ومرتبك ولكنه ماكر، وقد تحسّنت صورته في أوساط الإسرائيليين في السنوات التي تم بثّ هذا البرنامج فيها.


وفاة أبو عمار
كان يعانى عرفات من أمراض مختلفة، منها نزيف في الجمجمة ناجم عن حادثة طائرة، ومرض جلدي (البرص)، ورجعة عامة عولجت بأدوية في العقد الأخير من حياته، والتهاب في المعدة أصيب به منذ أكتوبر 2003. وفي يوم الثلاثاء 12 أكتوبر 2004 ظهرت أولى علامات التدهور الشديد لصحة ياسر عرفات، فقد أصيب عرفات كما أعلن أطباؤه بمرض في الجهاز الهضمي، وفي السنة الأخيرة من حياته تم تشخيص جرح في المعدة وحصى في كيس المرارة، وعانى ضعفًا عامًا وتقلبًا في المزاج، فعانى من تدهور نفسي وضعف جسماني.

وتم الإعلان الرسمي عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر2004. وقد دفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله بعد أن تم تشيع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن عرفات في مدينة القدس كما كانت رغبه عرفات قبل وفاته.

الفلسطينيين يعتقدون باغتياله
ما أن تم الإعلان عن وفاة أبو عمار حتى تضاربت الأقوال كثيرًا حول وفاته، إذ يعتقد بعض الفلسطينيين والعرب بأن وفاته كانت نتيجة لعملية اغتيال بالتسميم، أو بإدخال مادة مجهولة إلى جسمه، فيقول طبيبه الخاص الدكتور أشرف الكردي إن وفاة عرفات نتجت عن تسميمه، وطالب بتشريح الجثة، مؤكدًا أن تحليل عينات الدم لا يكفي وحده للكشف عن الإصابة بالتسمم، مشيرًا إلى أن الأمر في حاجة إلى تشريح للجثة وتحليل عينات الأنسجة، للتأكد من السبب الحقيقي على وجه اليقين.

طبيبه الخاص: الأرعاض التي ظهرت عليه ربنا تكون ناتجه عن الإصابة بالسم
قال الدكتور أشرف الكرد، الذي كان الطبيب الخاص للرئيس الراحل ياسر عرفات، حول تفاقم النزيف الدماغي لعرفات، إن هذا النوع من النزيف ينتج عما يعرف بتكسر الصفائح الدموية، الذي يسببه التسمم، أو الإصابة بالسرطان، أو الاستخدام الطويل والمتكرر للأدوية. واعتبر أن الأعراض التي ظهرت على عرفات أثناء مرضه ربما تكون ناتجة عن الإصابة بنوع من السم الطويل الأجل.

أطباء فرنسون وتونسيون يؤكدون عدم دخول سموم لجسده
وقام أطباء فرنسيين بإجراء البحث عن سموم في جثة عرفات بعد موته في باريس، وبحسب التقرير الطبي الفرنسي فقد وردت به أنه بعد الفحوصات الطبية الشاملة التي كانت سلبية بما فيها دخول سموم للجسم. كذلك رجح بعض الأطباء من عاينوا فحوصاته الطبية ومنهم الأطباء التونسيين وأطباء مستشفى بيرسي المتخصصون بأمراض الدم، أن يكون عرفات مصابا بمرض تفكك صفائح الدم، وتجدر الإشارة إلى أن زوجة الرئيس الفلسطيني السيدة سها الطويل هي المخوَّلة الوحيدة بحسب القانون الفرنسي بالإفصاح عن المعلومات الطبية التي وردتها من مستشفى بيرسي والأطباء الفرنسيين، وهي لا زالت ترفض إعطاء أية معلومات لأيَّة جهة حول هذا الموضوع.

محمود عباس: أعلم من قتله
أعلن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس الخميس 10 نوفمبر الجاري، أنه يعلم من قتل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، لكنه دعا إلى انتظار لجنة التحقيق المكلفة بهذه القضية للكشف عن المتورطين. وقال عباس خلال كلمته أمام المهرجان المركزي في مدينة رام الله، لإحياء الذكرى الـ12 لرحيل عرفات: "لا يزال التحقيق في استشهاد الأخ الشهيد أبي عمار مستمرًا، حتى نعرف من الذي فعل ذلك، ولو سئلت لقلت أني أعرف، لكن لا تكفي شهادتي، لابد للجنة التحقيق أن تصل لتنبش من الذي فعل هذا؟، وفي أقرب فرصة ستأتي النتيجة وستدهشون منها ومن الفاعلين، لكنهم سيكشفون". وشدد عباس على أنه لن ينهي 81 عاما من عمره، بتخاذل أو تنازل أو بيع، قائلا: "نحن لن نقبل ببقاء الاحتلال، ولن نقبل بالاستيطان، ولن نقبل بدولة الحدود المؤقتة، ولن نقبل بدولة بدون القدس عاصمتنا الأبدية".