هند صبرى: «زهرة حلب» تكريم للمرأة التونسية.. وجرس إنذار ضد اللعب بعقول الشباب
فن | الشروق
السبت ١٢ نوفمبر ٢٠١٦
ــ اللفيلم مغامرة قاسية.. وعدد الشباب الذين يلحقون بالجماعات الجهادية فى سوريا ارتفع فى الجتمع التونسى
ــ أعود للمنافسة الرمضانية مع تامر حبيب.. وأبدأ تصوير «الكنز» قريبًا
ــ حزينة لخروج تونس من المنافسة على الأوسكار بهذا الشكل
حالة من السعادة تعيشها الفنانة هند صبرى نتيجة لردود الفعل الإيجابية، التى حققها عرض فيلمها «زهرة حلب» فى افتتاح أيام قرطاج السينمائية، وهى التجربة التى تحمست لها منذ البداية، وتراها مهمة فى مسيرتها السينمائية.
وفى أول عودة سينمائية لها بعد غياب دام سبع سنوات، تميزت الممثلة هند صبرى فى أداء شخصية أم تونسية تفعل المستحيل من أجل إنقاذ ابنها الوحيد، الذى ذهب للجهاد فى سوريا، وعن فيلمها الجديد وعودتها للمشاركة فى دراما رمضان تفتح هند صبرى قلبها لـ«الشروق»، التى ألقتها فى كواليس أيام قرطاج السينمائية.
< لماذا اخترتى أن يكون فيلم زهرة حلب هو أول إنتاج لشركتك الجديدة؟
ــ أنا مشاركة فى الإنتاج وتحمست لأننى كنت أفتقد سينما بلادى بعد غياب ثمانى سنوات عنها، خصوصا مع تغير الموضوعات التى تتناولها السينما التونسية وكنت أريد العودة بفيلم اقرب للشارع والتغيرات، ولأنه مغامرة قررت أن أساهم بجزء كبير من أجرى فى ميزانية الفيلم، وهو إنتاج شركات خاصة وبدون دعم من أى جهة.
< هناك مغامرة أخرى هى لعب دور أم لشاب عمره سبعة عشر عاما ألم تخافى؟
ــ أعترف أنها مغامرة خصوصا أن الممثل الذى لعب دور ابنى لا يفرق كثيرا عنى فى السن، ولكنها أفادتنى فنيا، فكثيرون كان تعليقهم أننى كبرت نفسى لأجل الفيلم.
< ما أدواتك التى استخدمتيها لتقمص شخصية هذه الأم؟
ــ حاولت مقابلة مجموعة من العائلات التى تورط أبناءها فى هذا الوهم والخداع الكبير، وتابعت مجموعة من القصص مثل قصة، الطبيب التونسى الذى قتل فى انفجار بأسطنبول، بينما كان فى طريقه لجلب ابنه الذى ذهب للجهاد فى سوريا، وأتمنى أن يجعل هذا الفيلم السلطات تفكر فى مرافقة هذه العائلات، لأن عدد الشبان، الذين يسافرون للانضمام للجماعات الجهادية ارتفعت كثيرا فى المجتمع التونسى، ولا خيار أمام السلطات التونسية سوى التعامل معها بجد لمواجهة هذه الظاهرة.
وتقابلت مع أمهات كثيرات فقدن أبناءهن وشعرت بالفعل بمأساة هذه الأمهات من خلال جمعيات وفقدان أحد الأبناء بأى شكل من الأشكال تجربة قاسية جدا، وحاولت أن أنقل أحاسيس كل أم فقدت وليدها كما نقول نحن بالتونسى.
< يبدو أن الفيلم صرخة أنثوية تونسية ضد هذا الفكر وأنه فى نفس الوقت تكريم المرأة فى حماية الأسرة خصوصا مع جعل الأم هى من يذهب لاستعادته الابن وليس الأب؟
ــ الفيلم فعلا تكريم للمرأة التونسية، المناضلة من أجل حريتها، والتى فرضت نفسها فى المجتمع، المثابرة على كسب قوتها، والمتكفلة بابن غاب الأب عن تحمل مسئولياته، والمثقفة التى تتمسك بالكتاب كسلاحها حتى لحظاتها الأخيرة، فهى المرأة الشجاعة التى ترفض الرضوخ لأشخاص يتاجرون بأبناء التونسيين باسم الدين، فتحمل السلاح، وتتعرض للاغتصاب، ولكنها ترفض الاستسلام والخضوع.
< على ذكر الاب فارق كبير فى العمر بينك وبين هشام رستم الذى لعب دور طليقك بالعمل الم تخافى الا يصدقكما الجمهور؟
ــ بالطبع كنا متخوفين ولكن هشام أدى الدور ببراعة، واستطعنا إقناع الجمهور والناس بإمكانية حدوث هذا الزواج وهو ما أسعدنى كثيرا.
< ألا ترين أن مبرر ذهاب «مراد» ابنك فى الفيلم إلى سوريا لدى التكفيريين لم يكن قويا؟
ــ هذا هو اختيار المخرج، فأحيانا يذهب شباب ولا يوجد لديهم مبرر قوى، وهناك أطفال وشباب مرفهون وعائلات مستقرة جدا وبيوت مثقفين من الطبقات العليا من المجتمع وذهبوا إلى سوريا، ولذلك فليس هناك دائما مبرر، وفى الفيلم اخترنا زاوية معينة ربما تهم وتخص 1% من الذين ذهبوا لسوريا، وهذا اختيار المخرج والمؤلف، ولا بد أن نحترم اختياره ونحن هنا فى التجربة لا نعمم ولا نبرر ولا يوجد أيضا حكم.
< ما خطة عرض فيلم «زهرة حلب» بعد عرضه الأول فى افتتاح مهرجان قرطاج؟
ــ الفيلم بدأ عرضه اعتبارا من 6 نوفمبر فى تونس، وسيتم عرضه فى مصر وفى لبنان والكويت والأردن، ويهمنى عرض الفيلم جماهيريا لأنه فيلم جماهيرى، وأنا دوما أحترم جمهورى واضعه فى المقام الأول.
< ماذا يمثل لك عرض فيلمك فى افتتاح أيام قرطاج السينمائية وفى دورة مميزة تحتفل بخمسينية إنشائها؟
ــ سعيدة وفخورة بالطبع فأيام قرطاج السينمائية من أهم المهرجانات فى قارة أفريقيا، وكان بالنسبة لى حلما، وكنت أذهب صغيرة للمهرجان وأشاهد أفلامه حتى كبرت، ودخلت عالم السينما وحصلت على أول جائزة فى هذا المهرجان، وبعدها أصبحت عضوا بلجنة من لجان تحكيمه، وهو بالنسبة لى أكبر خطوة مهمة فى حياتى، ووجودى فى المهرجان حاليا فى احتفال الخمسينية واختيار فيلمى للافتتاح اعتبره تتويجا لمسيرتى كلها.
< من وجهة نظرك ما أهم القضايا التى يطرحها الفيلم؟
ــ الفيلم يطرح عديد التساؤلات لعل اهمها مصير 5000 شاب تونسى فى سوريا وكيف سيتم التعامل معهم فى صورة عودتهم إلى ارض الوطن، وهذه القضية الاجتماعية لا تهم الشعب التونسى فقط بل العربى والغربى أيضا، وتجربتى كسفيرة لبرنامج الغذاء العالمى، وزياراتى إلى مخيمات اللاجئين فى سوريا ساعدتنى كثيرا فى تقمص الشخصية.
< ماذا حدث فى الأوسكار.. ولماذا هذا التضارب.. ألا ترين أن من خسر فى النهاية هى تونس التى خسرت وجودها فى محفل كبير مثل الأوسكار؟
ــ للأسف تم استبعاد تونس بشكل عام من مسابقة الأوسكار وتم إقصاء البلد، وليس فقط الأفلام، لأننا أرسلنا أكثر من فيلم، وللأسف تونس خسرت لأنه تم إرسال فيلمين ولكنى دائما أقدم فيلمى للجمهور، وليس للمهرجانات.
< متى ستبدأين تصوير فيلمك المقبل «الكنز»؟
ــ الفيلم من المتوقع أن نبدأ فى تصويره خلال شهر ديسمبر المقبل، وأتعامل فيه مع المخرج شريف عرفة والنجوم محمد رمضان ومحمد سعد.
< هل ستغيبين عن الدراما الرمضانية أم أن هناك مسلسلا جديدا؟
ــ بالفعل هناك مسلسل جديد سيتم عرضه فى رمضان مع المنتج محمد مميش والمخرج حسين المنياوى، ويكتبه تامر حبيب، وهو نوعية جديدة بالنسبة لى حيث نعمل على فورمات أجنبى، وأتمنى أن يحبها الجمهور، وسنبدأ التصوير على شهر يناير المقبل.
< المنافسة هذا العام ستكون قاسية وفيها كل النجوم كيف ترينها؟
ــ أعلم أنه سيكون موسما قاسيا جدا، وأعتقد أنها ستكون نقطة فارقة فى مشوار كل نجم يشارك به، وستحدد من سيستمر فى تقديم البطولة المطلقة تليفزيونيا، وعلى الجميع أن ينتبه، وألا يغالى فى أجره كى نحمى الصناعة، ولا تحدث نفس الأزمة التى حدثت فى السينما.