"الخميسي" يروي تفاصيل انتخابات الرئاسة الأمريكية.. "ترامب" كلامه فارغ و"كلينتون" نالت دعم رسمي والأمريكيين ليس لديهم وعي بالعالم
هشام عواض
الاربعاء ١٦ نوفمبر ٢٠١٦
كتب: هشام عواض
منذ أن أعلن فوز دونالد ترامب بمنصب الرئاسة الأمريكية، يوم الأربعاء الماضي 9 من الشهر الجاري، والعالم يشهد حالة الغليان حول الملياردير الذي شغل العالم بتصريحاته المثيرة للجدل والغضب من الكثيرين، والتي كانت سببًا لعداء فئات كثيرة ومنها الإعلام الذي وقف في وجه بشكل صريح وروج ضده، وحتى أعضاء حزبه الجمهوري تنصله له، ورغم من كل ذلك فإنه فاجئ الجميع بفوزه بالمنصب، وهنئه بالفوز دول حول العالم، إلا أن الهاجس من ترامب وعنصريته قائمة، ومنها دول الخليج لتصريحاته ضد المسلمين، وإيران التي تتخوف من أن يتراجع ترامب عن الاتفاق الذي أبرمه سابقًا باراك أوباما، ويدور الحديث عن ما سوف تشهده السياسة الأمريكية الخارجية في عهد ترامب في ظل أغلبية من الجمهوريين في الكونجرس الأمريكي. ويتحدث في هذا الشأن الكاتب والروائي خالد الخميسي، لبرنامج "ممع إبراهيم عيسى"، الذي تواجد في أمريكا خلال فترة الانتخابات، ويلقي الضوء على خبايا الانتخابات الرئاسية.
ما حدث للطالب الإيطالي "ريجيني" أثار القلق لدى الأكاديميين الأمريكيين
قال الكاتب خالد الخميسي، إنه أقام في الولايات المتحدة خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لمدة 70 يومًا، في ولاية أيوا التي تعد معقل ومركز تأييد لدونالد ترامب، كان برفقة 36 كاتب ينتمون لـ 30 دولة حول العالم، وذلك لإلقاء المحاضرات الأدبية حول الأدب المصري والعربي للطلاب الأمريكيين في أقسام الأدب، وكانت شكل المحاضرات إلقاء حر مع أسئلة وإجابة، وتم تواجدنا في أيوا بالأخص لأنها تعتبر عاصمة الأدب الأمريكي، وأكد إن الساحة الأكاديمية الأمريكية تشهد حالة من القلق على البحث الأكاديمي في مصر، لأن تداعيات ما حدث للطالب الإيطالي "ريجيني" كان له آثار كبيرة في الوسط الأكاديمي. وأيضا سردوا أن هناك العديد من الوقائع لباحثين أكاديميين أجانب في مصر منعوا أو واجهوا معوقات.
الأجهزة المصرية تغلق أبواب البحث الأكاديمي بوجه الأجانب
أكد "الخميسي"، أن قضية البحث الأكاديمية قضية محورية في الغد والتطوير والغد ولا وجود للتنمية بدون بحث علمي، والأجهزة المصرية تغلق أبواب البحث الأكاديمي، في وجه الباحثين الأجانب، وأتصور أنها تتخوف من أن تعرف وتكشف أسرار البلد للخارج. وأهم نقطة في تطور الفكر البشري هي إيجاد فكرة نيرة تفتح الباب للمعرفة ومن ثم تفتح الباب لحياتنا، ولن يتم التقدم بدون تكوين شبكة معرفية مع الآخرين، وفتح كل قنوات البحث والتفكير، وشبكة من اللقاءات والعلاقات بين المصريين وغيرهم.
النظام الأمريكي يهتم بالعباقرة والأغنياء فقط
قال "الخميسي"، إن البعض يرى أن البحث الأكاديمي أصبح مستحيلًا في مصر رغم أن قيمته محورية، مؤكدًا أن الواقع التعليمي المدرسي في الولايات المتحدة سئ جدًا على عكس ما يعتقد البعض، وأغلب التلاميذ ليس لهم وعي بالعالم الخارجي ولا بمصر حتى، وقد سألت قبل ذلك الطلاب حول موقع مصر الجغرافي في أي قارة لم يعرفوا، بل إنهم لم يعرفوا أبرز معالمها . والنظام التعليمي بأمريكا يهتم بالعباقرة والأغنياء فقط، والطلبة بالنسبة لهم مجرد أعداد سيقومون لتحولهم لمستهلكين فقط، فالولايات المتحدة جذبت عدد كبير من عباقرة العالم نظرًا لما توفره لهم من إمكانيات ضخمة.
المؤسسات الكبرى الإعلامية والرسمية والمالية الأمريكية دعمت هيلاري كلينتون
قال الخميسي، إن هناك يأس كامل من الوضع القائم في الولايات المتحدة والمؤسسة الرسمية الرئاسية، وهيلاري كلينتون بنت المؤسسة الرسمية، وترامب كان يلعب على وتر إنه من خارج المؤسسات الرسمية وكان هذا في صالحه، والمؤسسات المالية الكبرى والإعلامية الكبرى والأجهزة الرسمية كانت تدعم هيلاري كلينتون بشكل كبير جدًا، وكانت في إنجلترا تقف مع بقاءها في الاتحاد الأوروبي، وفي الحالتين حدثت خسارة للنخبة المالية والسياسية والإعلامية.
"ترامب" شعبوي ويقول كلام فارغ.. وثلث الأمريكيين يتصوروا "أوباما" مسلمًا
قال الخميسي إن أولويات المواطن الأمريكي داخلية ومرتبطة بمستوى المعيشة والدخل والضرائب، منوها بأن ثلث الشعب الأمريكي كان متصورًا أن باراك أوباما مسلمًا، مشيرًا إلى أن 54.2% من الشعب الأمريكي أدلوا بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، موضحًا أن الأمريكان في حالة يأس كامل من النخبة السياسية، والمتعلمون صوتوا لصالح هيلاري أكثر من ترامب لكن النسبة متقاربة، وأن دونالد ترامب رجل شعبوي ويقول كلام فارغ، فهو غير مستند على أي معرفة ومن المؤكد أنه سيبدأ سياسة انغلاق، مؤكدا أن نتيجة الانتخابات الأمريكية لم تكن نجاح لترامب لكنها فشل لهيلاري كلينتون. كما أن هناك تراجع كبير في ثقة الأمريكيين المثقفين في الإعلام الأمريكي.
ترامب لعب على مشاعر الناخبين.. وسيطبق سياسيات مونرو الانعزالية
أشار الكاتب أن أغلب التيارات الحاكمة في أوروبا حاليًا هي تيارات شعوبية التي تعني عدم الاتساق المعرفي، بقول فكرة وعكسها والهدف هو الوصول لمشاعر الشعب واللعب على الأحاسيس والخوف، هذا التيار هو الغالب في العالم عمومًا، وهذا التيار ينتمي له ترامب، وهناك انجراف يميني، والشعب لديه مخاوف وأيضا أمل للخروج من الأزمة الاقتصادية، وتعهد ترامب أنه سوف يقلل الضرائب وهذا ساعده أفضل في جذب الناخب الأمريكي له، بالإضافة للحديث عن المناخ والبيئة. لكن كلامه غير جاد ويعيد سياسيات مونورو الانعزالية، وسيترك فراغات في العالم، وتلك الفراغات سيملئها روسية والصين.