الأقباط متحدون - هل ينجح العرب والأفارقة فى تجاوز خلافات الماضى؟
  • ٠٩:٠١
  • الاربعاء , ٢٣ نوفمبر ٢٠١٦
English version

هل ينجح العرب والأفارقة فى تجاوز خلافات الماضى؟

مقالات مختارة | يوسف أيوب

٣٥: ٠٣ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٣ نوفمبر ٢٠١٦

يوسف أيوب
يوسف أيوب

تحت شعار «معا من أجل التنمية المستدامة والتعاون الاقتصادى» تنطلق اليوم، الأربعاء، القمة العربية الأفريقية الرابعة بمدينة «مالابو»، عاصمة غينيا الاستوائية، بمشاركة عدد كبير من القادة والزعماء العرب والأفارقة، على رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يزور مالابو للمرة الثانية، بعد مشاركته قبل عامين فى القمة الأفريقية.
 
بداية، فإن تاريخ العلاقات العربية الأفريقية المعاصرة يرجع إلى تأسيس جامعة الدول العربية فى مارس 1945، وما تلا ذلك من تلاق بينها وبين منظمة الوحدة الأفريقية، التى يرثها حاليا «الاتحاد الأفريقى»، حول قضايا تحرير الشعوب المحتلة وحقها فى تقرير المصير وتصفية الاستعمار، بالنظر إلى التشابه القائم فى هذا الشأن بين القضية الفلسطينية من ناحية، وقضايا التحرر الوطنى فى القارة الأفريقية، واضطلعت مصر بدور مهم وتاريخى فى مساندة حركات التحرر العربية والأفريقية، وفقا لما تم ترسيخه من مبادئ منذ ثورة 23 يوليو، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الجنوب/جنوب، الذى نتج عنه عقد مؤتمر باندونج عام 1955، ثم إنشاء حركة عدم الانحياز عام 1961 بمشاركة العديد من الدول العربية والأفريقية، وما صاحب ذلك من استقلال عدد كبير منها، وهو ما ساعد على تقوية العلاقات العربية الأفريقية.
 
وترافق ذلك مع انطلاق القمة العربية الأفريقية الأولى بالقاهرة عام 1977، لكن للأسف الشديد أصيب التعاون الجماعى بين العرب وأفريقيا بسكتة وجمود كان من أثرها تأجيل انعقاد القمة الثانية 33 عاما، حيث عقدت فى 2010 بليبيا، وبالعودة إلى أسباب هذا الجمود سنجد أنها تركزت بشكل كبير فى الخلافات السياسية بين العديد من الدول العربية والأفريقية، فضلاً عن توقيع مصر اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، وما نجم عنها من قطع 17 دولة عربية علاقاتها مع مصر، بالإضافة إلى محاولة بعض الدول العربية نقل خلافاتها مع مصر للساحة الأفريقية.
 
بالتأكيد، فإن الحديث عن أسباب الجمود الطويل فى العمل الجماعى بين الجانبين نستطيع من خلاله استطلاع آفاق المستقبل، خاصة إذا ما ربطنا ذلك باتجاه الجانبين العربى والأفريقى منذ عدة سنوات لتأسيس مرحلة جديدة من التعاون من خلال آلية الشراكات الأفريقية مع العالم الخارجى، وتشمل حاليا؛ آلية التعاون العربى الأفريقى، وعددا آخر من الآليات من بينها مؤتمر طوكيو الدولى حول تنمية أفريقيا المسمى بـ«تيكاد أفريقيا»، ويضاف إلى ذلك أن الجانبين اتفقا على عدد من آليات التنفيذ والمتابعة تؤمن انتظام العمل، من بينها دورية عقد القمة مرة كل 3 سنوات، وعقد مجلس وزراء الخارجية المشترك مرة كل 18 شهرا، وعقد لجنة تنسيق الشراكة الأفريقية العربية على المستوى الوزارى مرة سنويا، وعقد اجتماع لجنة تنسيق الشراكة الأفريقية العربية على مستوى كبار المسؤولين كل ستة أشهر، والاتفاق على مجموعات العمل واللجان المتخصصة، ويتم إنشاؤها كلما دعت الحاجة إلى ذلك، بالإضافة إلى تنفيذ القرارات الصادرة، بالإضافة إلى التنسيق بين سفارات الدول الأعضاء فى الاتحاد الأفريقى بالقاهرة مع جامعة الدول العربية.
 
ورغم هذا النجاح فإن هناك مقترحات لم يتم تنفيذها حتى الآن، من بينها إنشاء محكمة أفريقية- عربية خاصة، ولجنة التوافق والتحكيم وتختص بتفسير النصوص التى تحكم التعاون العربى الأفريقى، وكذلك المعهد الثقافى العربى الأفريقى ومقره باماكو بمالى الذى يواجه الآن تحديات مالية، لذلك فإن قمة مالابو يقع على عاتقها عبء كبير فى تجاوز مشاكل الماضى وحلها، والبناء من جديد لتطوير العلاقات العربية الأفريقية بما يتناسب مع التحديات التى تواجه الجانبين، وتتطلب تكاتفهما وعملهما معا.
نقلا عن اليوم السابع

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع