الأقباط متحدون - محتملين بعضكم بعضا فى المحبة
  • ٠٦:٢٦
  • الخميس , ٢٤ نوفمبر ٢٠١٦
English version

محتملين بعضكم بعضا فى المحبة

سامية عياد

مع الكرازة

٥٤: ٠١ م +02:00 EET

الخميس ٢٤ نوفمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
24/11/2016
 
عرض/ سامية عياد
يتعامل الله معنا بصبر وطول أناة يحتمل خطايانا وضعفاتنا الكثيرة حتى نتوب إليه ونرجع الى معرفة الحق "تأنى علينا ، وهو لا يشاء أن يهلك أناس ، بل أن يقبل الجميع الى التوبة" ، وكما يعاملنا الله بطول أناة وصبر يجب علينا أن نحتمل الأخرين ...  
 
القمص بنيامين المحرقى فى مقاله "فضيلة الصبر" يدعونا الى التحلى بالصبر مثل إلهنا ، فالصبر صفة مرتبطة بالله الهدف منها هو أن يقودنا الى التوبة ، وكما يقول سليمان الحكيم : "وأنت يا إلهنا رؤوف صادق طويل البال ، تدبر كل شىء بالرحمة" ، وتتضمن فضيلة الصبر احتمال الآخرين والصفح عنهم "محتملين بعضكم بعضا فى المحبة" ، كذلك احتمال الضيقات والتجارب بفرح وصبر كما يوصينا القديس يعقوب الرسول "احسبوه كل فرح يا إخواتى حينما تقعون فى تجارب متنوعة" ، الثبات على الإيمان شرط للخلاص "الذى يصبر الى المنتهى فهذا يخلص" .
 
كما أن الصبر وطول الأناة من ثمر الروح القدس "وأما ثمر الروح القدس فهو محبة فرح سلام ، طول أناة" ، الصبر فى حياة الإنسان المؤمن يفوق الإنسان الطبيعى "كثيرة هى أحزان الصديقين ومن جميعها يخلصهم الرب؟" ، فالصديق يمتحن بالأحزان كما يمتحن الذهب بالنار ، ونتعلم الصبر من حياة الآباء بالاقتداء بهم وبتعاليمهم، أبونا إبراهيم انتظر بصبر حتى نال الموعد ، كما أن الضيقات مجال لتدريب المؤمن على الصبر "عالمين أن الضيق ينشىء صبرا" ، كذلك يقتنى الصبر بالصلاة ، كما أن الصبر ليس فضيلة سلبية فقط أى احتمال الشدائد التى تصادف المؤمن ، بل هو فضيلة إيجابية أى هو جهاد لمقاومة الشر والصراع ضد الخطية.
 
قال القديس مقاريوس الكبير ( إن طول الروح هو صبر ، والصبر هو الغلبة ، والغلبة هى الحياة ، والحياة هى المكوت ، والملكوت هو الله )