الأقباط متحدون - توبنى يا رب فأتوب
  • ١٨:٢٤
  • السبت , ٣ ديسمبر ٢٠١٦
English version

توبنى يا رب فأتوب

سامية عياد

مع الكرازة

٥٨: ١١ ص +02:00 EET

السبت ٣ ديسمبر ٢٠١٦

البابا تواضروس
البابا تواضروس

عرض/ سامية عياد
هل توبة الخاطىء ترجع الى عمل الله وحده ؟ دون أن تكون لإرادة الإنسان أى دور! هل يتمادى الإنسان فى الخطية بحجة أن الله لا يريد أن يتوبه ؟ ..أن الله يريدك أن تتوب ولكنه لا يرغمك على ذلك بل يريد أن تكون التوبة بإرادتك ، لتنال عنها أجرا..

هكذا حدثنا قداسة البابا تواضروس الثانى فى مقاله "توبنى يا رب فأتوب"  موضحا أن الله يدعونا الى التوبة بواسطة عمل الروح القدس فينا أى عمل النعمة وهو أيضا ينذر بالهلاك الذين لا يتوبون فيقول : "أن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" ، من أجل هذا يطالبنا الكتاب بشركة الروح القدس أى أن نشترك مع الروح القدس فى العمل حتى يعمل فينا ولنتأمل عبارة جميلة فى رسالة الرب الى لاودكية يقول فيها "هنذا واقف على الباب وأقرع إن سمع أحد صوتى وفتح الباب أدخل إليه.." عبارة تدل على أن الأمر يتعلق بإرادة الإنسان فالله لا يقتحم قلب أحد اقتحاما إنما هو حر أن يفتح له أو لا يفتح ، إذا على الإنسان لكى يتوب أن يستجيب لعمل الله فيه لينال منه النعمة والقوة لكى يتوب.

يعطينا قداسته أمثلة لاستجابة الإنسان أو عدم استجابته لعمل الله فيه ، فرعون الذى أراد الرب أن يجذبه الى الطاعة بضربات مع كل ضربة يتذلل الى الله ويعد وعودا لكنه كان يعود الى قساوة قلبه عندما ترتفع عنه الضربة وينسى وعوده ، أغريباس الملك كلمه بولس الرسول كلاما مقنعا فكانت النتيجة أن النعمة قد عملت فيه فقال الرسول "بقليل تقنعنى أن أصير مسيحيا" ولم يصر أغريباس الملك مسيحيا ولم يكمل عمل النعمة فيه ، وفى المقابل نجد أشخاص استجابوا لعمل الله فى التوبة أوغسطينوس آمن وترهب وصار أسقفا بعدما كان شابا بعيدا عن الله ، مريم القبطية صارت واحدة من السواح بعدما كانت فى عمق الخطية ، شاول الطرسوسى صار رسولا تعب أكثر من باقى الرسل فى الكرازة والخدمة بعدما كان مضطهدا للكنيسة والمسيحيين ، وغيرها من الامثلة التى استجابت لعمل النعمة فيهم للتوبة .

ومن المعانى الأساسية لعبارة "توبنى يا رب فأتوب" ، أن الله يقدم لنا وسائل للتوبة مؤثرة فى القلب والفكر كأن يقرأ الشخص كتابا روحيا يغير حياته ، أو يسمع عظة لها عمقها فتغيره أو تحدث له ضيقة فيستيقظ قلبه ويرجع الى الله أو يرسل له الله مرشدا روحيا يتولى قيادته للتوبة ، أيضا معنى العبارة أننا نطلب من الله أن يعيننا ويمنحنا القوة فى جهادنا للوصول الى التوبة وأن يخفف عنا حروب الشياطين ، فلا تقوى علينا .