لماذا يصوم الأٌقباط صوم الميلاد ولماذا نحتفل بعيد الشهيد أبي سيفين؟
أماني موسى
الأحد ٤ ديسمبر ٢٠١٦
كتبت – أماني موسى
تناولت صفحة أجراس الأحد بجريدة الجمهورية، عدة موضوعات على رأسها بدء صوم الميلاد للأقباط، وصلوات أوشية السلامة لمصر.
معنى كلمة أوشية:
كلمة أوشية أصلها اليوناني "إفشي" ومعناها صلاة أو طلبة أو ابتهال. وتصلي الكنيسة الأواشي من أجل كل ما يحتاج اليه العالم.
ويوجد نوعان من الأواشي: أواشي كبار وأواشي صغار، تصلى الأواشي الكبار من أجل السلام والآباء والاجتماعات وتقال مطولة في القداس، بينما الأواشي الصغيرة تقال مختصرة كما في دورات البخور حول المذبح وهي أيضًا للسلام والآباء والاجتماعات يضاف اليها أوشية الكهنة والخدام وأوشية المرضي والراقدين والقرابين والمسافرين وأوشية المياه أو الزرع أو الثمر.
وفي باب تذكارات أوردت أجراس الأحد التذكارات التالية:
* الأحد 25 هاتور- 4 ديسمبر: استشهاد القديس مرقوريوس الشهير بأبي سيفين.
* الاثنين 26 هاتور- 5 ديسمبر: استشهاد القديسين بالاريانوس وأخيه ثيبورينوس في روما أثناء حكم الامبراطور دقلديانوس. ووفاة القديس غريغوريوس أسقف نيصص بآسيا الوسطي سنة 396م وهو الملقب بـ "عمود الكنيسة كلها" و"معلم المسكونة".
* الثلاثاء 27 هاتور- 6 ديسمبر: استشهاد القديس يعقوب المقطع سنة 420م وهو من أشهر الشهداء الفارسيين. ولد في مدينة السلوقية عاصمة الدولة الساسانية. وسمي المقطع بسبب تقطيع أعضاء جسمه عضوًا عضوًا أثناء تعذيبه قبل استشهاده في عهد الملك يزدجرد بن سابور.
* الأربعاء 28 هاتور- 7 ديسمبر: استشهاد القديس صرابامون أسقف نقيوس "حاليًا زاوية رزين أو زاوية البقلي مركز منوف بالمنوفية" في القرن الثالث الميلادي. ولد في أورشليم- القدس ثم حضر الي الاسكندرية وترهب في دير الزجاج. ثم رسمه البابا بطرس خاتم الشهداء 302- 311م أسقفا لنقيوس.
* الخميس 29 هاتور- 8 ديسمبر: استشهاد القديس بطرس بطريرك الاسكندرية الـ17 خاتم الشهداء سنة 311م. واستشهاد القديس كليمنت بابا روما الرابع 92- 98م في عهد الامبراطور تراجان.
* الجمعة 30 هاتور- 9 ديسمبر: نياحة القديس أكاكيوس بطريرك القسطنطينية المعاصر لمجمع خلقيدونية. واستشهاد القديس مقاريوس.
* السبت 1 كيهك- 10 ديسمبر: نياحة القديس بطرس الرهاوي أسقف غزة وهو معاصر للقديس يعقوب المقطع حيث جاء إلي مصر ومعه الجسد المقطع وأقام باحد اديرة البهنسا وتكريس كنيسة القديس الأنبا شنودة رئيس المتوحدين.
عيد الشهيد أبي سيفين
يحتفل الشعب القبطي اليوم بتذكار استشهادالقديس العظيم فيلوباتير مرقوريوس الذي يحمل اسمه ديران للراهبات بمصر القديمة وسيدي كرير بالاضافة لعدد كبير من الكنائس، ولد أبي سيفين عام 225م في مقاطعة "سيكطس" رومانيا حاليًا، وسمي باسم "فيلوباتير" وهو أسم يوناني معناه "محب للآب"، كان والداه وثنيين لكنهما أعتنقا المسيحية عن طريق رؤية سماوية.
واعتمدا الوالدين وصار اسم الأب نوح والزوجة سفينة، في إشارة إلى نجاتهما، اما فيلوباتير اعتمد باسمه، وألتحق بالجيش في سن السابعة عشر، وكان يتسم بالشجاعة حتى أعجب به رؤساءه وقادته وأكلقوا عليه لقب مرقريوس، وهو اسم احد الكواكب ويرمز للنصر والجلال.
وفي حرب البربر أمر الأمبراطور الجيش بالهجوم عليهم وكان من ضمن الجيش البطل فيلوباتير مرقريوس وبينما كانت المعركة في أشد مراحلها، ظهر الملاك للقائد مرقوريوس في شبه رجل منير يرتدي ملابس
بيضاء وفي يده سيفًا وخاطبه قائلاً: يا مرقوريوس عبد يسوع المسيح أني أرسلت اليك لأساعدك وأقودك للنصر فخذ هذا السيف من يدي وحارب به البربر وعندما تغلب أذكر الرب الهك، وبالفعل انتصر جيش مرقوريوس، وقام الملك بتكريمه ومنحه ألقابًا ونياشيت وعينه القائد الأعلى للقوات الرومانية.
وظهر له الملاك مجددًا وأخبره بأنه سوف يتم تعذيبه وينال الشهادة على اسم المسيح.
واستدعاه الأمبراطور ومدحه وتوجه هو وكل أعوانه للمعبد لتقديم القرابين للآلهه ظنًا منه انها سبب النصر، ولكنه رفض وانصرف دون تقديم البخور للإلهة، وصاح مجاهرًا أنا مسيحي، فأمر الأمبراطور بأن يجرد من ملابسه ويربط بين أربعة أوتاد علي أرتفاع ذراع من الأرض وان يضرب بدبابيس حادة ووقف ينظره متعجبًا من صبره واحتماله للآلام واخذ يستهزأ به قائلا: أين هو إلهك؟ واين شجاعتك وقوتك في الحروب؟ وأمر أن يمزقوا جسده بأمواس حاده وأن يشعلوا تحته جمرًا ليحترق ولكن سرعان ما انطفأت النار بسبب سيول الدماء النازفة بغزاره من جسده ، ثم ألقوا به في السجن وكان علي وشك الموت وكان يلتقط انفاسه بصعوبة شديدة، وإذ بالسجن أضاء بنور شديد وظهر له ملاك الرب وقواه ولمس جراحه وشفاه من كل ألم حتي نهض ووقف يسبح ويمجد الله.
فغضب وأمر بإحضار أسياخ حديدية محماة لتوضع تحت القديس وأن يسلط علي جانبيه مشاعل نارية متوهجة واثناء التعذيب فوجئ الجميع بانتشار رائحة زكية عطرت المكان كله بدلاً من رائحة الدخان.
وأعلن الجمع الحاضر الايمان بالرب يسوع ونالوا اكاليل الشهادة، فصعق الامبراطور وامر ان يعلق القديس في شجرة منكس الرأس وأن يربط في عنقه حجر ضخم حتي يختنق ويموت سريعًا ولكن ظل القديس قويًا يحتمل العذابات، وألقوا به في السجن، وظهر له الملاك وقواه وشفاه، وأمر بإحضار سوطًا مثبتًا في أطرافه أربعة قطع حديدية وان يجلدوه به حتي يتناثر لحمه وينزف دمه.
وأخيرًا عندما فشلت كل المحاولات، أمر بأخذه الي قيصرية الكبادوك لتؤخذ رأسه هناك بحد السيف.
وبينما كان القديس شاخصًا إلى السماء ظهر له السيد المسيح له قائلاً: "ياحبيبي مرقوريوس .. قد صعدت صلواتك وطلباتك اليّ.. فتعال الآن لتستريح مع الأبرار وترث اكليل الحياة. إن أسمك سيكون شائعًا في كل المسكونة كما ستظهر قوات كثيرة في البيع التي ستبني علي اسمك .
فتقدم السياف وضرب رأس القديس ضربة حادة فصلت رأسه عن جسده فنال اكليل الشهادة علي اسم المسيح.. وكان ذلك في الساعة الثالثة من النهار في يوم 25 هاتور الموافق 4 من شهر ديسمبر عام 250م وكان يبلغ من العمر 25 سنة.
لماذا يصوم الأقباط 43 يومًا قبل عيد الميلاد؟
بدأ مسيحيو مصر يوم 25 نوفمبر الماضي صوم الميلاد الذي يسبق الاحتفال بعيد الميلاد المجيد. يوم 25 ديسمبر عند الكاثوليك و7 يناير للأرثوذكس وهو عيد بدأ الاحتفال به في القرن الرابع الميلادي ومعه بدأ صوم الميلاد. الغرض من هذا الصوم ـ كما تقول الكنيسة ـ تذكار مراحم الله بالجنس البشري وتذكر الأيام الشقية التي سبقت مجيء المخلص والخطيئة التي كنا مستعبدين لها وعتقنا منها يسوع المسيح وإعرابا عن حبنا وطاعتنا للمولود من القديسة العذراء مريم وتهيئة النفس لاستقبال الكلمة المتجسد- المولود يسوع- كما استقبل موسي النبي عليه السلام كلمة الله في لوحي الشريعة بعد صوم 40 يوما.. أما الثلاثة أيام الباقية من صوم الميلاد فهي تخص المصريين فقط وهي تأتي تذكارا لنقل جبل المقطم عندما صام المصريون ثلاثة أيام ووقفوا بقيادة الأنبا ابرام بن زرعة أمام جبل المقطم الذي كان جاثما علي القاهرة وأخذوا يرددون "كيرياليسون" أي "يا رب أرحم" وقد استجاب الرب لتوسلاتهم وتزلزلت الارض فيما كان الجبل يتزحزح.. حتي أن المعز لدين الله الفاطمي قال كلمته الشهيرة :"كفي لئلا تنقلب المدينة".
الثابت تاريخيا أن صوم الميلاد بدأ في الغرب أولا حيث انتشر فيما بين القرنين الرابع والسادس للميلاد الحديث عن صوم يسبق الاحتفال بعيد الميلاد مدته أربعون يوما ويسمي "أربعينية الميلاد" وكان الصوم فيه ثلاثة أيام أسبوعيًا الاثنين والأربعاء والجمعة وكانت فرنسا بالتحديد وخصوصًا بلدة تورس.