الأقباط متحدون - دعونا نتبع المسيح الثائر
  • ١٤:٣١
  • الاثنين , ١٢ ديسمبر ٢٠١٦
English version

دعونا نتبع المسيح الثائر

أوليفر

مساحة رأي

٥٢: ٠٣ م +02:00 EET

الاثنين ١٢ ديسمبر ٢٠١٦

دعونا نتبع المسيح الثائر
دعونا نتبع المسيح الثائر

Oliver كتبها
سلاماً لقلبك المتوجع و نفسك التي يعتصرها الأنين.سلاماً لعقلك الذي يكاد ينفجر من كثرة الأسئلة التي بلا إجابة .سلاماً لآلامك الجسدية التي تجعلك تجد الموت أهون من حياة كهذه.سلاماً لك و في داخلك ثورة فياضة تدفعك دفعاً للصراخ و الصياح و الأنين .سلام لك. مسيحك معك يثور مثلك. فلنر معاً كيف يثور و كيف نتعلم منه الثورة.

 صوتنا الصارخ يختلف عن بقية الأصوات المزمجرة. صوت المسيحي الصارخ هو صوت إلي الله و لكن الناس أيضاً تسمعه و تهتز من تأثيره فالصوت الذي يرج أبواب السماء يزلزل الضمائر أيضاً . لذلك متى صرخت فإعلم أن صوتك صاعد إلي فوق أولاً  ليستمد قوة تمكنه من إختراق القلوب الحجرية. فإنتبه لا تصرخ هباءاً .

صرخة المسيحي ليست أعصاب متوترة بل روح ملتهبة و قلب معتصر و محبة نازفة و حكمة تنتقي ما يليق من القول و الفعل.صرخاتك جبارة فإستخدمها بقوة الجبار السماوي و ليست بقوة حنجرية قصيرة النفس.

لا ينجرف المسيحي حيث الفوضى.لأن إلهه إله ترتيب ليست عنده عشوائية. لا يقف مع المتزاحمين بغير هدف.لأنه يدرى ماذا يفعل و ليس ممن صلبوا المسيح  بمزاحمتهم الجاهلة فقال عنهم إغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون. لا تصرخ مثل أولئك الجاهلين لئلا تصير في ثورتك ضد المسيح. ثورة المسيحي محتفظة بلغة المسيح في ثورتها. لا أقول المسيحي لا يثور  لأنه بالحقيقة يثور و لكنه يبقي محتفظاً بلغته الراقية و محبته الدافقة .يثور و هو متمسكاً برجاءه. لا تسيطر عليه مفردات اليأس أو الرفض بغير منطق لا ينزلق إلي الإهانات و التجاوزات لأنه مثل يسوع المسيح يطلب التغيير للأفضل.إن أجمل الثورات هي التي تستصحب المسيح ثائراً معك  ضد الظلم و التفرقة و العنف.فإهتف كيفما شئت أيها المسيحي لأن مسيحك يفرح بشجاعتك لكن فقط إياك أن تنسي أن تستصحب مسيحك معك أينما ذهبت و كلما هتفت.

المسيح ثائر حقيقي
من يشبه المسيح هو المسيحي الحقيقي . لا يتسلط عليه شيء. تصرفاته مقصودة و ليست إنفعالية لا إرادية بل هو يحكم نفسه فيما  يحكمه قانون المحبة في كل شيء.يسعي للخير و السلام و يرحب بالعطاء لا الأخذ. يملأ كيله بوفرة و كرم مع الجميع .لا يفرز لنفسه أعداء بل بحكمة الروح القدس يريد و يسعي لكي يربح الجميع.

ثورة المسيح كانت ضد كل أشكال الموت و الضعف و الفساد في الإنسان و في المجتمع و في السلوك و المبادئ.فإنهض يا سفير المسيح و شارك إلهك في مواجهة الموت و الفساد محتفظاً بنفس وداعة المسيح المحب و نفس طريقته في الثورة حتي الصليب فما أجمل أن تبدأ الثورات بيدين مثقوبتين حتي تتصاعد علي الصليب ثم تجني ثمار التضحية الكبري و تهزم المستحيلات كلها و يكون إكليلها القيامة و النهضة. ثورة المسيح بغير خسائر أو إصابات.لكن مكاسبها أبدية لا يمكن حصرها.ثورة المسيح درساً كاملاً ليس فيه شائبة.فإن أردتها ثورة فلتكن مثل مسيحك إتبع خطواته الإصلاحية و أنظر كيف به تجددت الخليقة.تحسنت أوضاع الأرض و شعوبها.إخضع لدستوره الذي وضعه علي الجبل تارة و علي الصليب تارة أخري.هذا هو الدستور العادل الذي يكسب الكل فإسع إليه ليسود.و إبدأ به بنفسك.فلا ثورة ناجحة تبدأ بالآخرين.

المسيحي الحقيقي كالمسيح. يفهم لغة الضعفاء فيرفق بهم. و لغة المحتاجين فيمد إليهم اليد . و لغة المضطربين فينعشهم بالرجاء و السلام. إنه إبن  إله الناقصين. لا يتوقع منهم الكثير بل يساعد و يعضد فيصنع من الضعفاء جيشاً من المؤهلين للعمل. في يده يتحول الخائرين إلي مقاومين. و المهانين إلي أصحاب كرامة. هو يتكلم بصوت كثيرين غير منحصر في نفسه. يري مشاعر الناس كما يسمعهم. يري طموحاتهم كما يري تقصيرهم. يأخذ بيدهم غير مستهين بالناقص أو الضعيف. ينشر الفهم أينما حل . يضع أمام الجميع مائدته .و يفهم لغة الناس.يبسط حماية للذين خارت قواهم و يتكلم بلسانهم بأوفر حكمة.

المسيح هو السياسي الوحيد الذي لم يتلوث بالسياسة. و المسيحي الحقيقي لا يتلوث أيضاً باللغة الهابطة السائدة بل تكون له لغة مسيحه لأنها مبهرة حتي للمعتجرفين فلا تظن أن الثورة تحتاج إلي إنتحال لغة هابطة بل في ثورتك قدم للمجتمع لغة المسيح فينهض بلغتك الجميلة المؤثرة.ليس هذا خيال أو عالم مثالي بل وصية أن لغتك تظهرك و أن لسان المسيح ينطق فيك و أن كلامك يكون مصلحاً بملح فإنتبه لما تهتف و تصرخ و تنادي.

المسيح ثائر بالحق. ينتقد الخطأ فيربح الخاطئ. لا يحتقر الذين يبكتهم. بل في سلامه و وداعته يجعل الأعداء حياري إذ لا يجدون فيه علة واحدة. ما أجمله حين يثور لا يطيح بمن يقدر أن يطيح بهم بل يقودهم بقدرته إلي الحق أو يدعهم يفهمون رسالته حتي لو لم يقبلونها فيكون قد وصلهم صوته الثائر و تتبرأ منهم النعمة . ما أجمل هذا الثائر الإلهي علي خطايا العالم. المسيح يريد التغيير. بل يصنعه. بل يعين الجميع علي مشاركته في تغيير العالم. إنه يعيد العالم إلي رتبته الأولي. حيث يسترد المظلوم حقه المسلوب. و يسترد المكسور كرامته. هنا التغيير الأسمي الذي يصنعه المسيح الثائر . ما أجمل التغيير حين يتم بقلب حانى و نفس تهدف إلي الخلاص و ليس الإنتقام.ما أجمل الثائر و هو يحمل صليباً لا سيفاً فيغلب بصليبه حاملي السيوف.المسيح يريد التغيير من الداخل و من الخارج. من الفروع و من الجذور. لا يكتفي بالقشور بل يصلح القلوب و المشاعر أيضاً. من مثل المسيح يريد تغييراً كهذا؟؟
 
https://www.facebook.com/Oliver-the-writer-1326669357366514/?ref=aymt_homepage_panel

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع