عورات الإخوان التى فضحتها تفجيرات البطرسية!
مقالات مختارة | صلاح عيسي
السبت ١٧ ديسمبر ٢٠١٦
منذ اللحظة الأولى التى تطايرت فيها شرارات التفجير الإرهابى الذى دمر قاعة الصلاة بالكنيسة البطرسية، صباح الأحد الماضى، أدركت جماعة الإخوان وحلفاؤها أن هذه الشرارات سوف تمسك بتلابيبهم، وتفضح الادعاءات الكاذبة التى ينصبون بها على الدول الأوروبية حين يقدمون أنفسهم إلى الرأى العام فيها، باعتبارهم جماعة سياسية مدنية، وأحد فصائل تحالف شعبى عريض، يضم كل القوى والتيارات الديمقراطية المصرية، يواجه الانقلاب العسكرى الذى استولى على السلطة فى مصر فى 30 يونيو 2013، وأن هذه الشرارة سوف تؤكد للجميع الحقيقة التاريخية التى تقول إن جماعة الإخوان - منذ تأسست عام 1928 - هى جماعة دينية فاشية طائفية معادية للديمقراطية، وأن ادعاءهم بأنهم يناضلون فى مصر هذه الأيام، دفاعاً عن حريات الرأى والتعبير والتنظيم والاعتقاد، والتزاماً بمبدأ الأمة مصدر كل السلطات، هو مجرد دجل سياسى ودينى من أعلى طراز.
من بين مظاهر هذا الدجل أن شرارات الانفجار ما كادت تتطاير حتى اندفعت الأبواق الإعلامية الناطقة باسم جماعة الإخوان تدير الأسطوانة المشروخة التى تعودت بثها فى أعقاب كل عملية إرهابية يثبت بعد ذلك أن الذى قام بها هو عضو من أعضائها، أو إرهابى فاضل ينتمى إلى إحدى الجماعات الإرهابية الحليفة أو الصديقة، وهى أسطوانة تؤكد عادة أن الطرفين لا علاقة لهما بما جرى من عمليات إرهابية، لأنهما جماعات مدنية سياسية، تفضلان أكل المهلبية - والديمقراطية - بالجوز واللوز، وليستا - والعياذ بالله من الجماعات الإرهابية التى تفضل أكل الملوخية بالأرانب والتقلية، وتنتهى هذه الأسطوانة إلى أن الجماعة، إبراءً لذمتها ومساهمة منها فى الحفاظ على الأمن العام، تعلن أن مصادرها السرية علمت أن جهاز الموساد الإسرائيلى هو الذى دبر ونفذ هذه العملية، كما فعل فى حادث تفجير مقهى «وادى النيل»، الذى وقع فى الثمانينيات، بهدف إلقاء الشبهة على جماعة الإخوان الشريفة العفيفة، والإيقاع بينها وبين نظام الحكم الشريف للرئيس العفيف حسنى مبارك.
فى هذه المرة، وفى أعقاب كل عملية من مئات العمليات الإرهابية التى جرت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، لم يصمت إعلام جماعة الإخوان الشريفة العفيفة عن إدانة معظمها فحسب، أو ينكر صلته بها فقط، ولكنه تطوع - كذلك - ككل إعلام مؤمن ومصلٍ ويعرف أن الكذب يقود صاحبه إلى النار، بأن يضع فأس المسؤولية عن ارتكابها جميعاً فى عنق ما يسميه «النظام الانقلابى الحاكم فى مصر»، فالذين يستشهدون من ضباط وجنود وأفراد القوات المسلحة والشرطة فى سيناء وفى غيرها يقتلون عمداً ومع سبق الإصرار والترصد برصاصات زملائهم، وبتعليمات من قادتهم، بهدف إطالة أمد الحرب ضد الإرهاب فى سيناء، لكى يجد النظام مبرراً لاستمراره فى الحكم ولفرض هيمنته على السلطة.
ووصلت البلاهة بالذين أعادوا بث هذه الأسطوانة المشروخة فى أعقاب تفجيرات الكنيسة البطرسية إلى حد اتهام الرئيس عبدالفتاح السيسى بالتواطؤ مع البابا تواضروس الثانى، لتفجير الكنيسة، بهدف معاقبة الأقباط على تمردهم.. وهو اتهام يعكس مستوى التخلف العقلى الذى وصل إليه تفكير قيادة الإخوان فى الخارج، على نحو جعلها عاجزة عن ابتكار أكذوبة مقنعة، فكل الدنيا تعرف أن من مصلحة النظام الحاكم فى مصر أن يسود الاستقرار، وأن يتراجع الإرهاب، لأن ذلك وحده هو الذى ينهى مشاكل مصر الاقتصادية، ويشجع المستثمرين - والسائحين - على العودة للسوق المصرية، فليس للنظام إذن مصلحة فى أن يخطط للقيام بعمليات إرهابية ضد مواطنيه، وكأنه يحرضهم على التمرد ضده، بل إن صاحب المصلحة فى ذلك هو الذى خطط لإسقاط الطائرات التى تقل السائحين، بهدف إيقاف السياحة، وهو الذى لا يكف عن تحريض المصريين العاملين فى الخارج على عدم تحويل مدخراتهم من النقد الأجنبى إلى الداخل، حتى بعد تعويم الجنيه.
صاحب المصلحة فى ذلك هو الذى يصدق أكاذيب الجماعة الشريفة العفيفة التى لم تُضبط يوماً متلبسة بارتكاب جرائم إرهابية والعياذ بالله، ولم تقتل رئيساً للوزراء، وتحاول اغتيال ثلاثة من رؤساء الحكومات، ورئيساً لمجلس النواب، وهو الذى يصدق ادعاءها الكاذب بأنها لم تدعُ يوماً - والعياذ بالله - إلى التعصب الدينى أو الفتنة الطائفية، ولم تخرج جماهيرها فى عام 1947 تهتف فى الشوارع: «اليوم يوم الصهيونية.. وغداً يوم النصرانية»!.
تلك هى بعض عورات جماعة الإخوان، التى فضحتها تفجيرات الكنيسة البطرسية أمام حلفائها فى الغرب، وذلك هو بعض الوهم الذى آن للإخوان أن يدركوا أن الغرب قد أفاق منه وكشف أكاذيبهم بشأنه!
نقلا عن المصري اليوم