الأقباط متحدون - دماء شهداء البطرسية ترسم مستقبل الوطن والكنيسة
  • ١٠:٥٠
  • الاثنين , ١٩ ديسمبر ٢٠١٦
English version

دماء شهداء البطرسية ترسم مستقبل الوطن والكنيسة

سليمان شفيق

حالة

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ١٩ ديسمبر ٢٠١٦

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

سليمان شفيق
كما كانت تفجيرات كنيسة القديسين بالاسكندرية نهاية عصر وبداية أخر.. فأن دماء شهداء البطرسية سوف ترسم مستقبل الوطن والكنيسة ، وبعيدا عن الصدمة وردود الافعال المرتبكة للجميع ، ومحاولات البعض الاخر الرقص علي اشلاء الشهداء ، لقد سقطت أقنعة كثيرة ، ولكن اكثر من ادرك خطورة الحدث وتأثيراتة الرئيس عبد الفتاح السيسي ، الذي اسرع بتوجية الرئاسة بأصدار بيانا ـ غير مسبوق ـ بأعلان الحداد ثلاثة ايام ووصف من دفعوا حياتهم ب "الشهداء" ،في الوقت الذي انتظرنا ست ساعات لكي يصل للمتحدث الرسمي للكنيسة بيانا مرتبك بة خطأ في التاريخ ويصف الشهداء في البيان ب "الضحايا " قبل ان يتذكر في اخر البيان ويصحح ويصفهم بالشهداء ،  وايضا بشكل غير مسبوق اقام الرئيس جنازة رسمية "عسكرية " من أمام النصب التذكاري في رمزية ودلالة علي ان شهداء البطرسية .. كما لوكانوا ابطال حرب ، او حائزين علي قلادة النيل ، في رسالة الي اصحاب فتاوي الظلام التي تحاول ان تفرق بين المصريين ، علي العكس ادي الارتباك للقيادة الكنسية الي حجب المشاركة في صلاة الجناز عن الشباب وقصرها علي "بطانة موظفي المقر" ، ونحمد اللة ان صاحب القداسة لم يكتب لةاحد هؤلاء الموظفين عريضة طويلة مسطرة باسماء بعينها لشكرها .
 ولا ننسي في هذا السياق زيارة الفريق اول صدقي صبحي وزير الدفاع لطفل من المصابين  والانحناء لة وتقبيل يدة ، في الوقت الذي تركت القيادة الكنسية المسئولة عن الجنازة الشباب في احتقان ادي الي خلاف بينهم وبين الامن ادي الي احتجازهم عدة ساعات ،ولولا ستر اللة تدخل العقلاء .. لحدث مالا يحمد عقباة .

لم يكتفي الرئيس بالحداد ..بل شارك الإثنين الماضي في تشييع الشهداء ال 24 الذين سقطوا جرّاء التفجير الإرهابي الذي استهدف الكنيسة يوم الأحد اثناء القداس الألهي . وقال السيسي (إن منفذ العملية الإرهابية فجر نفسه داخل الكنيسة بحزام ناسف وأضاف : "إنّ العزاء لكل المصريين، والمصاب مصابنا كلنا، وإحنا حاجة واحدة، واللي بيحصل ده.. عارفين الإحباط، عارفين اللي غلبوا في المصريين، غلبوا فينا، يعلموا في الاقتصاد مفيش فايدة، يعملوا إرهاب مفيس فايدة، يعملوا بلبلة مفيش فايدة.. 75 كنيسة دمروها لكم مفيش فايدة برضه.. لا.. أولاً إحنا مش هنسيب تارنا، وبصراحة بقى الحكومة

والبرلمان لازم نتحرك بشكل أكثر من كده، لأن القوانين المكبلة القضاء مش هينفع كده، ولازم تعالج الإرهاب بشكل حاسم)
نجحت الرئاسة في ادراك الخطر الناجم عن الكارثة ، تم التصديق علي اعدام حبارة ، وتزامن ذلك مع حبس النيابة العامة للضابط كريم مجدي وامناء الكمين الذي عذبوا ـ وفق تقرير الطب الشرعي ـ المرحوم مجدي مكين ، ولم يتعرض الامن لكل وقفات الشموع امام دار القضاء العالي التي اقامها شباب ماسبيرو والوقفات الاخري التي حدثت امام البطرسية ، ناهيك عن الاسراع بالكشف عن هوية "الانتحاري" والبدء في أعادة بناء البطرسية ، واجتماعات متتاية للجنة الامن القومي والرئيس ، في الوقت الذي لم نسمع عن اي اجتماع لاي لجنة من لجان المجمع المقدس لاستيعاب الازمة وادارتها والرد علي اسئلة الشعب حول هل تعلن الكنيسة الحداد ؟ ام سوف تقيم قداس احتفالي في الاعياد القادمة، وبدون دواعي الحرج قام اباء المجمع بعقد اكثر من لجنة واصدروا بيانات للرد علي كتاب المطران بفنوتيوس من قبل ، مع كامل تقديسي للاباء الموقرين هل الشهداء اقل شأنا من قضية "تناول المرأة اثناء الدورة الشهرية " مع احترامي لجميع الاراء هل "دم الدورة أهم من دم الشهداء " ؟ اكرر اعتذاري وتأكيدي انني لست طرفا في تلك المعركة ولكني طرفا اصيلا لازالت رائحة دماء الشهداء لا تغادرني ، وايضا انا طرفا مع شباب الكنيسة ـ خاصة اتحاد شباب ماسبيرو ـ ومهما اختلفنا معهم او اتفقنا هل عرف اي اب من الاباء مسألة احتجازهم ؟

القضية في أهمية الابوة والقدرة علي استيعاب الغضب وقراءة علامات الازمنة ، وان هناك كتلة حرجة من الشباب الكنسي يذكروني بقول المسيح " فلما نزل الي البر راي جمعا كثيرا فأخذتة الشفقة عليهم ، لانهم كانوا كغنم لا راعي لهم "، تلك الكتلة الحرجة الشبابية الذين خرجوا بالكنيسة للوطن وتحملوا "السبي" في الوطن ودفعوا دماء امام الكافة  علي الهواء بالصوت والصورة ، وتواطئ كثيرين وغضوا البصر من أجل المعركة ضد الاخوان ، والان يقوم البعض من الاعلاميين  انصار القيادة السياسية او القيادة الكنسية ب" شيطنة" تلك الكتلة الحرجة وطردهم خارج الحلبة ، واخشي ما اخشاة ان عدم استيعاب تلك الكتلة الحرجة يدفعها الي التحول الي كرة لهب تحرق نفسها وتحرقنا .

ابائي اقبل اياديكم وانحني لكم تبجيلا وتقديسا ، رجاء محبة انظروا حولكم لان ابواب الجحيم وان كانت لا تقوي عليها ولكنها قد تقوي علينا وعليكم .. اكرر احذروا كرة اللهب ، احذروا غضب المحبين .