زاخر: ساويرس علامة مهمة في تجربتنا السياسية والاقتصادية وإن كره المتعصبون وأعداء النجاح
محرر الأقباط متحدون
الثلاثاء ٣ يناير ٢٠١٧
كتب – محرر الأقباط متحدون
قال الكاتب كمال زاخر، مؤسس التيار العلماني القبطي، أن تجربة نجيب ساويرس لابد وأن يتم تحليلها بموضوعية، فهو رجل أعمال قبطي صعيدي، اقتحم كل الدوائر الحمراء المحيطة بكل صفة من الصفات الثلاث، ونجح فيما سعى، ليكسر الصورة النمطية التي رُسمت لرجل الأعمال، وللقبطي، وللصعيدي..
وأضاف زاخر عبر حسابه الرسمي بالفيسبوك، ففي النقطة الأولى قدم ساويرس أعمالاً ناجحة نقلت المجتمع المصري من الثورة الصناعية (التي لم تكتمل عندنا حتى اللحظة) إلى ثورة الاتصالات، عبر عدة مشروعات كان أخرها موبينيل التي دشنت شبكات المحمول، ثم أسس قنوات أون تى فى، وقدم من خلالها إعلامًا جسورًا عبر كتيبة إعلاميين من الشباب الواعي، وخلخل استبداد السلطة حينها، ولم يفرض رأيه على طرحهم، وتنوعهم.
وأستطرد، وفي الثانية شكّل ساويرس وأسس حزبًا سياسيًا له رؤية واضحة لم يختبئ فيه خلف قبطيته، ولم يحبس نفسه في الذهنية (الذمية) وانطلق ليصبح أهم حزب في الساحة السياسية، وصار له الأغلبية بالبرلمان، وواجه نظامي مبارك والإخوان بجسارة، كان ثمنها فادح، حتى إلى النفي الاختياري، وقدم كوادر سياسية متميزة، وإن تعثرت التجربة بفعل عدم التدقيق في اختيار القيادات، وحوصرت التجربة من كثيرين، عبر أساليب تقليدية، ما بين الموائمات والتوازنات والالتفاف والخيانة.
وأضاف، وفى الثالثة لفت الأنظار إلى محافظات الجنوب المهملة منذ عرفنا الدولة الحديثة والتي صارت معها منفى للمغضوب عليهم، ولا تتلقى حتى الفتات الساقط من موائد الحكومات والأنظمة المتعاقبة، ومنها ورث قيمة التحدي والمواجهة، وإن كان قد ورث معها "العناد" وصلابة "الدماغ".
وبقدر النجاحات كانت الإخفاقات، لكنه يبقى علامة مهمة في تجربتنا السياسية والاقتصادية، وإن كره الفاسدون والمتعصبون الأحاديون والحاقدون وأعداء النجاح.
وأختتم زاخر كلماته بسرد أبيات شعرية تقول:
فَيا عَجَبًا لمن رَبَّيتُ طِفلاً -- أُلقَّمُهُ بأطرافِ البَنانِ
أُعلِّمهُ الرِّمايَةَ كُلَّ يومٍ -- فَلَمّا اشتَدَّ ساعِدُهُ رَماني
وكم عَلَّمتُهُ نَظمَ القَوافي -- فَلَمّا قال قافِيَةً هَجاني
أُعَلِّمُهُ الفُتُوَّةَ كُلَّ وَقتٍ -- فَلَمّا طَرَّ شارِبُهُ جَفاني