أبواب الجحيم لا يمكن أن تقوى عليها
سامية عياد
السبت ٢١ يناير ٢٠١٧
عرض/ سامية عياد
هناك خطة إلهية للكنيسة لتحقيق ملكوت الله ولن تستطيع قوى الشر أن توقفها أو تعطلها ، هذا ما تظهره لنا رؤى القديس يوحنا الرائى عن الكنيسة إذ كشف الله له من خلالها عن أمور تخص حاضر ومستقبل الكنيسة ..
القمص إبراهيم القمص عازر كاهن كنيسة الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس بنى سويف فى مقاله "سفر حياة الكنيسة" حدثنا عن أحدى هذه الرؤى التى رأى فيها يوحنا سفرا مكتوبا ولكنه مختوم وملاك ينادى بصوت عظيم "من هو مستحق أن يفتح السفر ويفك ختومه ؟" فبكى يوحنا ، بكاء مرا ، حتى جاءه واحد من الشيوخ قائلا : "لا تبكى هوذا قد غلب الأسد الذى من سبط يهوذا ، أصل داود ، ليفتح السفر ويفك ختومه السبعة" ، معنى هذا أن الله له خطة ومقاصد نحو كنيسته التى تحققت بمجىء السيد المسيح له المجد فتبدد الحزن والبكاء وتحول الى فرح وسرور.
لقد صار واحد منا بلا خطية أخذ جسدا وصار بالحقيقة إنسانا ، اختبر حياتنا وقبل ضعفاتنا وارتضى أن يكون ابنا للإنسان ، حتى أنه مات على الصليب ، هو الله سر الحياة ، ملكه ليس أرضيا أو زمنيا بل روحى أزلى و أبدى ، جاء الرب يسوع الملك ، وبالصليب حطم الشيطان ، جرده من سلطانه ، فصار كأسد زائر ، لكنه ضعيف ومهزوم ، فى قيامته غلب الموت والخطية وأبطل مشورة الشرير ومقاصده، وحقق مقاصده نحو الكنيسة وأولاده .
الكنيسة هى سفارة السماء ، منها وبها يبدأ ملكوت الله ، الكنيسة سر الملكوت ، تحتضن العالم ، تصلى لأجله ، تكرز بالحياة ، تحارب بسيف الكلمة كل شر ، وتحرر بالروح القدس المسبيين ، وتطرد برائحة المسيح الذكية كل فساد الخطية ، تهيىء العالم وتعده للقاء العريس على سحاب السماء ، الكنيسة هى سر الحياة، لذلك فسهام إبليس موجهة بقوة نحو الكنيسة ، هو لا يهدأ ولا يمل ولا يكل ، من الداخل يحاول الشيطان أن يجعلنا نحيد عن أهدافنا وننشغل عن أبديتنا وخلاص نفوسنا ، ومن الخارج يوجه سهام القتل والاضطراب ، لكن فى النهاية لا يقدر أن يوقف خطة الله أو يعطلها فالله فى وسطها ، وأبواب الجحيم لا يمكن أن تقوى عليها...