هل نمصر مصر كلها وليس فقط الجزيرتين؟

أسجل نفسي اول شخص يطالب المذيع احمد موسى بمليون جنيه حيث انه سبق وأعلن في برنامجه "على مسؤوليتي" في ابريل الماضي انه سيعطى مليون جنيه لمن يثبت ان الجزيرتين مصريتان وها انا أقدم له الاثبات بحكم المحكمة الإدارية العليا الصادر يوم الاثنين 16 يناير 2017 

هذا الحكم نهائي، ولكن الحكومة المصرية تحارب لآخر نفس وتريدهما سعوديتين لذلك تأخذ القضية للمحكمة الدستورية العليا لكي تثبت ان القضاء الإداري لا يحق له الحكم في هذه القضيةّ!

ما هو السر وراء أن تحارب الحكومة المصرية مصرية الجزيرتين؟ وان ترسلها لمجلس النواب قبل حكم المحكمة الإدارية العليا؟ هناك سر كبير لا نفهمه وكل ما قيل مجرد تخمينات ولقد قال السيسي أن هذا الاتفاق يرجع لأيام مبارك منذ عام 1991، وهناك امور لا تعلموها.... فما هي هذه الأمور التي لا يجب للشعب المصرى ان يعلمها؟ وفقط ان يثق بالحكومة والرئاسة ويترك الجزيرتين للسعودية!

ولو ارادت السعودية ان تذهب للقضاء الدولي فنحن نعلن من الآن أننا لا نثق في هذه الحكومة ولا فيمن ترشحهم للذهاب لمحكمة العدل الدولية. 

ولقد كتبت من قبل أن مصر قد اغتصبت من الأساس منذ الغزو العربي لمصر منذ 1400 سنة، واضاعوا هويتها ولغتها وحضارتها بل وأطلقوا عليه لقب "فتح" وليس "غزو"! وعندما اشتد القحط بالجزيرة العربية في عام الرمادة، أرسل الخليفة عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص والى مصر رسالة يطالبه بمضاعفة الخراج (الجباية) من قمح مصر، وعندما أجابه بأن هذا سيؤدى الى خراب مصر أرسل اليه عمر بن الخطاب ثانية يحثه على السرعة قائلا " أخرب الله مصر في عمار المدينة وصلاحها" 

لقد استولت السعودية من قبل على هوية الشعب المصرى، فهناك احتفال التقديس برأس السنة العربية القمرية ورؤية القمر والهلال الذي كان معبودهم في الأساس "اللات"، ونسى الشعب المصرى تقويمه المصرى ولغته المصرية القديمة وتاريخه الذي لا يعلمون عنه سوى انهم احفاد الفراعنة، هذا بخلاف ما صدرته لنا السعودية من جلابيب وقباقيب ونقاب وحجاب وفتاوى منذ أيام السادات حتى الآن وتركت لنا حاليا السلفية الوهابية بحزب ضد الدستور المصرى يبرطع في مصر بلا لجام ويثير الفتن والقلاقل بدون رابط لأن السعودية أمرت، فمن يعترض؟ 

الشعب المصرى بأجمعه تهلل من حكم الإدارية العليا ولم يتبقى سوى بضعة افراد "مصريين" ومصرين على سعودية الجزيرتين ومغتمين بحكم المحكمة بأن الجزيرتين مصريتان!

اطلب من الرئيس السيسي أن يخرج على العلن وأن يقول كل ما عنده من أسباب، وأقول له مقدما انه لو كان هناك أدني شك في مصرية الجزيرتين فما كانوا سيعودون لمصر في اتفاق كامب ديفيد من اسرائيل التي تأخذ ولا تعطى.

مع عودة الجزيرتين أطلب من كل مصري أن يراجع كل ما اكتسبه من السعودية من عادات وان بلفظها مثلما لفظت المحكمة الإدارية العليا استشكال الحكومة على مصرية الجزيرتين. فهل نمصر مصر كلها وليس فقط الجزيرتين؟