ترامب ... والدول السبعة !!
نبيل المقدس
الثلاثاء ٣١ يناير ٢٠١٧
نبيل المقدس
بدأ ترامب عمله كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية , بإصدار قرارات مفاجأة تساعده علي محاربة الإرهاب الذي تفشي وإنتشر في كثير من الدول , وخصوصا الدول العربية تحت شعار الربيع العربي , حتي وصل هذا الإرهاب داخل أمريكا علي صورة أحداث دامية و تهديدات ورعب لمواطنيها ,و بعد أن فرض الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قيودا على الهجرة من سبع دول يغلب على سكانها من المسلمين , وجدت الكثير من العائلات نفسها غير الطلاب والمهندسين وأطباء من شتى أنحاء الشرق الأوسط ممن جعلوا الولايات المتحدة وطنهم أنهم قد يضطرون إلى التخلى عن حياة مستقرة .
إتسعت دائرة ردود الفعل الدولية الغاضبة من قرار الرئيس الأميركي ترمب بحظر دخول مواطني سبع دول إسلامية (إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن ) إلى الولايات المتحدة , فقد نددت الكثير من الدول بالقرار بوصفه غير قانوني وغير عادل، بينما إعترضت هذه الدول السبعة عليه , لما قد يكون له من "تبعات". علينا أن نضع خطين تحت كلمة " تبعات " حيث تشير هذه الكلمة من وجهة نظري إلي تهديد واضح من الجماعات المتطرفة التي تنتمي لهذه الدول السبعة , ضد الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.. فليس معني أن ترامب يحد من دخول مواطني هذه الدول السبع إلي امريكا او يمنع منحهم البطاقات الخضراء لهم , أنه يقضي علي الإرهاب الذي قد يبدأ بعنف علي الأراضي الإمريكية . وأنا هنا لا أقصد أن هذه التهديدات صادرة من حكومات هذه الدول السبعة , بل اقصد المتطرفين المنتمين لها و الذين في الغالب ينضمون إلي المجموعات الإرهابية مثل داعش وطالبان وبوكو حرام وحماس وجبهة النصرة , تحت حماية وإدارة الجماعة الإخوانية الدولية .. !
نسي الرئيس ترامب أن الكثير من عناصر هذه العصابات الإرهابية تتكون من عناصر ذوي الجنسيات من جميع الدول , ومنها عناصر جذورها أمريكية وعناصر أخري أتت إليها من دول أخري إسلامية منذ 100 سنة فأكثر .. وأكيد يوجد البعض منهم ينتمون إلي هذه المجموعات الإرهابية عن طريق توصيل الدين الإسلامي لهم بطريقة خاطئة كما يقول شيوخهم . اقصد هنا أن العناصر الإرهابية موجودة فعلا في الأراضي الأمريكية لكنها في حالة سكون يُطلق عليهم بالخلايا النائمة, وتستيقظ وتنشط هذه الخلايا بأوامر من رؤسائها في الوقت المناسب .
نسي أيضا الرئيس ترامب أن هناك بلدان في آسيا تُعتبر منبع للعناصر الإرهابية , مثل اندونيسيا وماليزيا و أذربيجان وأوزبكستان و باكستان، وبنجلاديش .. وغيرها , فقد تم إكتشاف الكثير من هذه العناصر الإرهابية تنتمي إلي هذه الدول ... أليست هذه الدول التي تحوي هذه العناصر الإرهابية ينطبق عليها ما تم تطبيقه علي الدول السبعة ؟.
مهما عمل الرئيس ترامب إجراءات صارمة ضد هذه الدول السبعة سوف لايحد من العمليات الإرهابية , فهي عقيدة راسخة في عقول وقلوب هذه العناصر المتطرفة . كان علي السيد ترامب أن يكشف أولا العناصر النائمة والموجودة في داخل الولايات المتحدة .. وأن يكشف مَنْ يُسلح هذه العناصر ومَنْ يقوم بالتمويل وتغطية مصاريفهم المستمرة والتي تُقدر بالمليارات من الدولارات ؟ . كذلك هناك مشاكل صراع في الشرق الأوسط ترتبط بالديانة والعرق والأرض.. أولها وأهمها مشكلة فلسطين .. ويليها نقل السفارة الإسرائيلية إلي اورشليم " القدس " .. اتصور ان حل مشكلة فلسطين حلا عادلا سوف يقلل من الإرهاب بنسبة 60% . اما الـ 40% الباقية متوزعة علي مناطق اخري , منها مُرتبط بالدين كجماعة بوكوحرام حيث تهاجم قصدا وتقتل وتأسر وتغتصب كل مَنْ هو مسيحي بالإضافة إلي هدم الكنائس وحرقها .. هذه الجماعات أكثر قسوة من الجماعات الأخري التي تتصارع علي الحكم والسلطة.
في الوقت الذي إتخذ فيه ترامب هذه القرارات .. تمت عملية إرهابية في ولاية كيبك بكندا .. وفيها هاجم إثنان مسجدا خاص بمسلمي الشيعة .. وكما سمعنا من الإعلام أن أحد الإثنين ليبي الجنسية ... هذا الحادث الإرهابي هو ما يثبت كلامي أن علي ترامب أن يكشف ويتتبع أولا العناصر الإرهابية " الخلايا النائمة " الذين يمرحون علي الأراضي الأمريكية في أمن وسلام.
أما قرار منع تصاريح الدخول إلي الأراضي الأمريكية , لبعض البلدان الإسلامية فهو قرار تأخر كثيرا .. وكان المفروض تتخذه الإدارة الأمريكية السابقة برياسة أوباما .. لكن كان واضحا أن هذه الإدارة ترفض قصدا القيام بهذا القرار الجريء .. وإستقبل الكثير من الإرهابيين المطرودين من بلادهم بسبب إرتكابهم حوادث إرهابية في بلدان الخريف العربي , واولها مصر العظيمة التي أفشلت خطتهم القذرة بثورة 30 يونيو .
تأخر هذا القرار .. وإصداره في هذه الأونة ربما يسبب في زيادة العمليات الإرهابية داخل الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها .. للإنتقام والضغط علي الرئيس ترامب لكي يتراجع عن هذه القرارات .. لكن واضح أنه ذا قلب حديد .. ونحن نأمل أن لا تنعكس هذه القرارات علي الشعب الأمريكي .. وجميع الدول ..
هل حان الوقت لكي تتكاتف جميع الأمم وتترك المنازعات وتهتم في كيفية وأد الإرهاب ؟.. أم نحن فعلا نقترب إلي اليوم الأخير من الحياة الأرضية , لأن الإرهاب وإستمراره وتوغله يشير إلي تملك الإبليس الأرض وأصبح سيدها ..؟ أي أن الحياة علي الأرض أصبحت لامحال ..!!