تعلموا منى لأنى وديع ومتواضع القلب
سامية عياد
٠٧:
١١
ص +02:00 EET
الخميس ٢ فبراير ٢٠١٧
2/2/2017
عرض/ سامية عياد
فيض من الاتضاع .. اتضاع الله .. الذى لا يمكن أن توصفها الكلمات ، فهو الإله الذى ارتضى أن يترك عرشه السماوى ويخلى ذاته من مجد الألوهة ليصير فى الهيئة كإنسان من أجل خلاص الإنسان الذى سقط ..
هكذا حدثنا نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "أعياد الميلاد فيض من اتضاع الله" ، فقد ارتضى أن يولد فى قرية بيت لحم وارتضى فى اتضاعه أن يهرب من وجه هيرودس الملك وهو الإله القادر على كل شىء فهرب من وجه الشر الى مصر ، ارتضى أن يقبل طقس الختان رغم إنه مصدر كل طهارة لكنه أكمل الناموس واضعا لنا مثالا لكى نتبع خطواته ونطيع الوصية "أكملت ناموسك عنى" ، ارتضى أن يدخل الهيكل طفلا صغيرا بعد أربعين يوما حسب شريعة اليهود وقبل شهادة سمعان الشيخ عن شخصه وهو الإله المسجود له من رؤساء الملائكة ، ارتضى طقس التعميد من يد يوحنا المعمدان مؤكدا أنه يليق بنا أن نكمل كل بر .
والاتضاع ليس ضعفا بل منهج حياة لذلك تكلم الرب يسوع قائلا : "احملوا نيرى عليكم وتعلموا منى ، لأنى وديع ومتواضع القلب" ، أن الاتضاع هو رأس كل الفضائل وأن ما يقتنيه يمكنه نوال نعمة كل الفضائل ، ويمكن أن نتعلم الاتضاع بطرق عديدة كما يعلمنا الكتاب المقدس ، نتعلم الاتضاع عندما ننظر الى الرب يسوع واتضاعه ، عندما نقبل ونحتمل مضايقات الآخرين ، عندما نتعلم من أى إنسان وأن كان بسيطا ، وعندما لا تهتم بالمكان ولا الزمان بل يكون اهتمامك الوحيد بخلاص نفسك ، الاتضاع لن يجعلك خاسرا ولكنه يمنحك مجدا وكرامة .
عندما نتعلم الاتضاع نتعلم الحب وسنقبل أن نضع أنفسنا لأجل الأخرين أيضا "بهذا قد عرفنا المحبة أن ذاك وضع نفسه لأجلنا ، فنحن ينبغى لنا أن نضع نفوسنا لأجل الإخوة"..