بروفايل: عصام الحضري.. أسطورة تجاوزت الأزمات

 

"بطل مصر".. "أيوة يا حضري".. "حضري.. حضري".. هكذا هتف المصريون باسمه، بعد مباراة المنتخب الوطني لكرة القدم، وفريق بوركينافاسو، والذي تأهل بعده الفراعنة لنهائي كأس الأمم الأفريقية، ويعلق المصريون آمالًا كبيرة على "السد العالي" -كما يلقبونه- في المباراة المقبلة. 

ولد عصام الدين كمال توفيق الحضري، في دمياط في 15 يناير عام 1973، ويبلغ من العمر 44 عامًا، وبدأ حياته الكروية في نادي دمياط المشارك في دوري الدرجة الثانية في مصر وكان سببا رئيسيا لتصعد ناديه إلى دوري الدرجة الأولى قبل أن يسعى النادي الأهلي لضمه لصفوف فريق كرة القدم، واستمر به حتى أزمته مع نادي سيون السويسري. 

لعب "الحضري" خلال مسيرته الرياضية لثمانية أندية، فبدأ مع دمياط من عام 1993ـ حتى 1996، ثم انتقل للأهلي حتى عام 2008، ثم حاول الاحتراف في نادي سيون، ولكن تجربته لم تكن موفقة، ولم تستمر سوى عام ملئ بالمشاكل، بعدها عاد للقاهرة ولعب مع الإسماعيلي لمدة عام (2009-2010)، ثم عام أخر مع الزمالك (2010-2011)، ثم عامين لنادي المريخ (حتى 2013)، وفي نفس العام انتقل إعارة للاتحاد السكندري، ثم لعب لنادي دجلة حتى 2014، ثم عام للإسماعيلي حتى 2015، وبعدها انتقل لوادي دجلة حتى الآن. 

يُعتبر "الحضري"، وفقا للأرقام أفضل حارس مرمى في مصر وأفريقيا، حيث حصد 38 لقبًا، بينها 8 مع الأهلي، و4 كأس مصر، و3 كأس السوبر المصري، و3 دوري أبطال أفريقيا، و3 كأس السوبر الأفريقي، و4 كأس أمم أفريقيا، كما يعتبر أكثر حارس مرمى المنتخب مشاركة دوليًا برصيد أكثر من 150 مباراة، وعلى الصعيد الشخصي فقد حصل ستة مرات على لقب احسن حارس في إفريقيا. 

عام 2008، تعاقد الحضري للاحتراف مع نادي سيون السويسري، دون موافقة ناديه -الأهلي في ذلك الوقت- مستغلًا المادة 17 من لوائح الفيفا التي تتيح للاعب الذي تجاوز عمره الثامنة والعشرون ان يفسخ عقده من طرف واحد بشرط استيفائه مدة الحماية القانونية والمقدرة بعامين من تعاقده مع ناديه بشرط إبلاغه كتابيا برغبته في فسخ العقد قبل 15 يوما من تاريخ انتهاء الموسم الكروى.

 

أثار الأمر انقسامًا كبيرًا في جماهير الكرة المصرية، وقامت الفيفا بفرض عقوبة علي الحضري قيمتها 900 ألف يورو والإيقاف لمدة 4 شهور بداية من أغسطس القادم ومنع سيون من قيد اي لاعب جديد لفترتين قيد متتالين نظرا للاضرار التي تسببوا فيها للنادي الاهلي ورحيل اللاعب في منتصف الموسم الكروي وبدون اذن ناديه.

 

عقب عودته للقاهرة قدم "الحضري" اعتذارًا للأهلي، وحاول العودة لصفوف الشياطين الحمر، إلا أن طلبه قوبل بالرفض، وقد توسط "سمير زاهر" لدى الرئيس مبارك ليتدخل في الأمر ويضغط على مجلس إدارة النادي لقبوله مرة أخرى، ورُفض هذا الطلب أيضًا، وعقب تألقه في بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليًا في الجابون، جدد الحضري طلبه مرة أخرى، ولكن بطريقة لطيفة حيث قال إن الأمر متروك لمجلس إدارة القلعة الحمراء. 

لم تكن مسألة تعاقده مع "سيون" هي الأزمة الوحيدة التي حصدها الحضري من تجربة احترافه، حيث ظهرت معه زوجته "صابرين"، بعد سفره بشهر واحد بدون حجاب، الأمر الذي استغله البعض ضد اللاعب، واعتبروه "إساءة للإسلام"، كما دخل الإسلاميون على الخط وطالبوها بتغطية شعرها.  

 

مؤخرًا كشف اللاعب أنه عندما تعرف على زوجته لم تكن مرتدية الحجاب، ثم ارتدت الحجاب بعد أداء مناسك العمرة لفترة، ثم عادت وخلعته، معربًا عن استيائه من النقد الذي تم توجيهه لزوجته، مؤكدًا: "لا أرد على أحد، ربنا سبحانه وتعالى من سيحاسبني، وأنصح الجميع بعدم التدخل في أمور شخصية لا تخصه، أنا من سيحاسب".