تشريد الأسرة بكلمة من فم الرجل
د. رأفت فهيم جندي
الاربعاء ١٥ فبراير ٢٠١٧
د. رأفت فهيم جندي
في واقعة تعدى زوج على زوجته في كندا، مثل الزوج امام القاضي وأقر بأنه مذنب واتفق المحامي مع وكيل النيابة أن يكون عقابه أخف ما يمكن بقضائه ساعات في خدمة المجتمع حيث أنه ضحية للبيئة التي نشأ فيها وللثقافة التي رضعها منذ صباه بأنه يحق له ضرب زوجته، وعندما سأله القاضي عن علاقته بزوجته وأنها لا بد لها أن تكتب خطابا لكي يكون في إمكانه العودة اليها أجاب القاضي بأنه طلقها وانتهى الأمر، وعندما تساءل القاضي عن حكم المحكمة الذي يثبت الطلاق؟ أجابه بأن الأمر لا يحتاج لمحكمة حيث أنه قد قال إنها "طالق" فإذا بمن في المحكمة يضجون بالضحك من قوله انه تم طلاقها بمجرد كلمه منه.
قلت له معاتبا برفق عندما قص علىً هذا أنه لا يجب أن يقول هذا الأمر مرة أخرى لأنني شخصيا سأضحك أذا قيل لي هذا بالرغم من نشأتي في مصر التي بها هذه الثقافة فما بالك بمن نشأ في كندا.
في بداية التشريع الإلهي والبشرية في حالة طفولة روحية شرع لهم موسى ألا يكون هناك طلاق بدون ورقة مكتوبة (كتاب طلاق) لإعطاء الفرصة للزوج لمراجعة نفسه بما يتبع هذا أن بذهب الزوج للكتبة والقضاة لأثبات هذا الطلاق وكان هذا تغييرا من مرحلة الهمجية البشرية لمرحلة الطفولة الروحية ووقتها كان ممكنا للزوجة ان تطلق زوجها أيضا.
والمسيحية شرعت أنه لا طلاق الا لعله الزنى ولا تعدد ازواج ايضا، وبالتأكيد البعض يعاني من هذا ولكن المسيحية تطلب التحمل بما يقال عنه في التعبير المسيحي "حمل الصليب" والكثير جدا من العائلات مرت وخرجت من مرحلة انعدام الوزن، كانت ممكنا ان تنتهي بالطلاق في حالة غضب وبتشريد الاسرة لو كان الطلاق سهلا، ويسرا لا عسرا.
كل ما طلبه السيسي من شيخ الازهر أن يذهب بالتشريع لمرحلة الطفولة الروحية التي امر بها موسى شعبه ان من طلق أمراته فليعطها كتاب طلاق وليس بكلمة تطلق الزوجة، وهذا ما تفعله كل المجتمعات المتحضرة بالقوانين المدنية التي ليست لها علاقة بالكنيسة، وهذه المجتمعات أيضا لا تعطى الطلاق الفوري بل يلزم مدة سنة كاملة منذ الانفصال حتى تعطى الطلاق للطالب سواء رجلا ام أمرأه.
السيسي شرح في طلبه عاقبة التطليق الشفوي في مجتمع يعج بالمشاكل نتيجة التطليق مع ضعف شديد أو انعدام لوجود شئون اجتماعية ترعى الأطفال فما كان من علماء الازهر الا انهم أصروا على ان يبقوا على ما هم عليه.
تحية لعلماء الازهر الذين لم يطاوعوا الرئيس بالموافقة على طلبه عكس ما هم مقتنعون، وأيضا رحم الله أطفال الشوارع في مصر من علمائهم الذين يصرون على تشريدهم.