"أمنجة الأحزاب" لن تؤدي إلا إلى إضعاف النظام السياسي
سليمان شفيق
٠٧:
٠١
م +02:00 EET
الاثنين ٢٠ فبراير ٢٠١٧
سليمان شفيق
في عصر مبارك كان جهاز أمن الدولة يؤسس احزاب ، ويجند رؤساء احزاب ، والاحزاب التي تستعصي علية يحدث الانقلابات داخلها ،الامر الذي ادي الي انهيار الاحزاب والنظام .. وللاسف مازلنا نعاني من جراء ذلك حتي الان ، وبعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو كنت أظن اننا شفينا من هذا المرض ولكني فوجئت بأن قادة بعض الاحزاب هم الذين يستقوون بالامن الوطني ويدعونة للتدخل ولا يخجلون من اعلان ذلك كرأسمال أمني لهم !!
وبالطبع هذا الكلام غير المعقول جعل سياسي واكاديمي ورجل دولة بارز مثل د. اسامة الغزالي حرب يقول "ان المصريين الاحرار ليس حزبا سريا ويعتبر نفسة في حماية الامن المصري ، وليس ضد الامن المصري" ، مضيفا، "نحن لانسعي فقط لحل أزمة المصريين الاحرار ، وانما نسعي لاحياء التجربة الديمقراطية في مصر" واستطرد الغزالي :" أن اتهام البعض لساويرس بأنة ضد الدولة اتهام خسيس لان الجميع يعلم انة يدعم مصر ولكن الذين اسقطهم الشعب في 25 يناير يريدون الانتقام من الثورة ، ولذلك يحدث ما يحدث في المصريين الاحرار حاليا
، وكان المهندس نجيب ساويرس قد اكد في المؤتمر: أنة ليس ضد الدولة ، وتساءل : "من المستحيل ان اكون ضد الدولة لاني اكثر المحبين لمصر " ، وعدد ساويرس مواقفة الوطنية المؤازرة للدولة ، جاء ذلك كرد فعل لما يشيعة الطرف الاخر في الصراع من ان ان اجهزة الدوله معهم في مواجهة ساويرس !!.." ، وكرر نفس الرسالة دصلاح فضل عضو مجلس الامناء ايضا ، تلك الرسائل التي تؤكد علي ان بعض صغار رؤساء الاحزاب من ليس لهم خبرة كافية بالعمل السياسي يريدون الزج بأجهزة الدولة التي تكافح ضد الارهاب في معارك جانبية ليس لهم فيها ناقة ولا جمل ، كما انني اعتقد ان بعض صغار الضباط السابقين والذين شاء القدر ورؤوس الاموال ،وارتباك النظام السياسي،ان نجدهم في صدارة المشهد في السلطة التشريعية وفق اتفاقات تحتية ، هؤلاء الصغار جميعا يشكلون جماعات مصالح استفادت مرتين : مرة من أموال ساويرس للوصول لمجلس النواب وصدارة الحزب ومرة اخري بأرتباطات مصالح مع بعض أنصار النظام القديم واستخدام ذات منهج الحزب الوطني "المنحل" في الترويج "كذبا" بأن الدولة في صفهم ، وكأنهم لازالوا في اقسام البوليس القديمة قبل 25 يناير ، هؤلاء يسيئون للدولة وللاحزاب والنظام ، ويتصرفون برعونة مثل "الفيل الذي يدخل محل خزف" ولا يدرون ان دولة السيسي تختلف تماما عن دولة مبارك ، وان كان الدستور قد ادرك هذا المرض مبكرا ورفض ان يكون للرئيس حزب ، كما ان الرئيس يتعامل مع كل الاحزاب علي مسافة واحدة .. لكن الانتهازية "اعيت من يداويها ".
لايفوتني الا ان اشيد بنقد نجيب ساويرس لذاتة ، وأعتذارة عما اخطأ فية من اختيارات لرجالة في الحزب ، واتمني ان يستفيد من تلك الاخطاء ويعلم بأنة ليس بالمال وحدة تبني الاحزاب ، وان الاحزاب تدار من الشارع ومن الجماهير ، مثل هؤلاء الذين وقفوا معة في ازماتة دائما ، كما اود ايضا ان اوجة رسالة الي أجهزة الامن التي تضحي يوميا بدم ابنائها في الدفاع عن الوطن ضد الارهاب :" أعلنوا موقفكم من ما يروج عن لسانكم ،دفاعا عنكم اولا وعن الديمقراطية ثانيا .
ان مايحدث في المصريين الاحرار يؤكد ان الامراض الحزبية القديمة والتي سبقت الثورتين 25 يناير و30 يونيو ، فيروس كامن في الاحزاب ، وكان الله في عون السيسي الذي استلم اشلاء دولة ، ومماليك يتسلقون جميع الاحزاب ويلتصقون ببعض الاحزاب ويتسابقون علي محاولة الزعم بأنهم رجال الامن والدولة وللاسف استطاع هؤلاء "الاغاوات" علي راي الرئيس الراحل السادات ان يجهزوا علي ماتبقي من احزاب ما بعد 25 يناير ، أن "أمنجة الاحزاب" لن تؤدي الا الي مصادرة الفضاء العام ، وانسداد الافق الامر الذي ادي الي انهيار نظام مبارك ،
ولكن جماهير شعبنا العظيم قادرة أن توقف التردي ، ونصيحة لهؤلاء "الامنجية " من أستخدمكم سوي يستغني عن خدماتكم بعد أن تنتهي مهمتكم ، ولن تفلتوا من العقاب الادبي من الشعب الذي ينسي كل شئ الا "الخيانة" .
ولكن الذي لم ينتهي هي الرسالة التي تم ارسلها من مقر مجلس الامناء بشارع خيرت وعلي بعد خطوات من مقر الداخلية العريق