الأقباط متحدون - الأنبا مكاريوس عن بدء الصوم الكبير : من غلب حنجرته غلب كل الأوجاع
  • ٢٣:٢١
  • الاربعاء , ٢٢ فبراير ٢٠١٧
English version

الأنبا مكاريوس عن بدء الصوم الكبير : من غلب حنجرته غلب كل الأوجاع

محرر المنيا

أقباط مصر

٤٣: ٠٨ م +02:00 EET

الاربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٧

الأنبا مكاريوس
الأنبا مكاريوس

محرر المنيا
استخدم الآباء في حديثهم عن ضبط النفس في الصوم من جهة الطعام تعبير "حنجرة " .. فيصفوا المحب للأكل بـ (الحنجراني) ويقول القديس مكسيموس: "غلب الحنجرة فقد غلب كل الأوجاع "..

والسبب في ذلك هو أن الطعام بما فيه من شهوة وشهية ولذّة وتذوق ينتهي تأثيره عند الحنجرة, إذ أن جميع الأنواع تتساوى بمجرد اجتيازها الحنجرة .. فإذا استطاع الانسان ضبط نفسه خلال هذه الرحلة القصيرة من "حلمات التذوق في اللسان" حتى يبتلع الطعام, فإنه يستطيع اجتياز تجربة شهوة الطعام..

يقول أحد الآباء للشره: " يا حنجراني.. خير لك أن تضع في جوفك جمر نار من أن تضع فيها أطعمة الرؤساء ..." أما إذا قال البعض أن المهم في القيمة الغذائية بغض النظر عن مذاقة الطعام، فإن ذلك يجعلنا نؤكد أن العديد من الأطعمة غير الدسمة مفيدة وبها قيمة غذائية كبيرة، وأن الكثير من القديسين كانوا يعيشون على البسيط من الطعام طوال العام وليس في مواسم الأصوام فقط.. وكان الطعام ألذ من الشهد في أفواههم.. بل كان اسم يسوع
بالنسبة لهم طعام حياة تقتات به نفوسهم وأجسادهم معاً. هو يكون لهم ينبوع ماء حياة حلواً (أبصالية الثلاثاء)

ولاشك أن الصائم عندما يحين موعد طعامه, فإنه يستلذ بأى طعام ويتناوله بشكر.. أما غير الصائمم فهو يتنقل بين أطعمة كثيرة دون شبع حقيقي, فكل من يأكل من طعام العالم لا يشبع وكل من يشرب أيضا يعطش " كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضاً " (يوحنا6:4).

ونقرأ عن القديس مرقس الترمقي أنه عندما أعيي بسبب الجوع والعطش أعطاه الملاك بعض من مزروعات الأرض يقتات بها فكانت لذيذة ومشبعة, كما كتب عن القديس يوحنا ذهبي الفم أن مدة إقامته في البطريركية كان طعامه ماء الشعير والدشيشة، وكان طعامه بمقدار، فنسى الشهوة. ويقول أحد القديسين: "ما ألذ وأطيب خبز الصوم لأنه معتوق من خمير الشهوات"..

الكلمات المتعلقة