الأقباط متحدون | شهداء ثورة 25 يناير.. أرجو قبول اعتذاري
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٨:٢١ | الخميس ١٠ فبراير ٢٠١١ | ٣ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠٠ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

شهداء ثورة 25 يناير.. أرجو قبول اعتذاري

الخميس ١٠ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: القس فيلوباتير جميل عزيز
ربما نسى كثيرون أن يوم الأربعاء 9 فبراير يمر أربعون يومًا على شهداء مذبحة كنيسة القديسين، على أن السماء لا يمكن أن تنسى هؤلاء؛ فإنضمام عددًا كبيرًا من شهداء ثورة الشباب العظيم في الخامس والعشرين من يناير، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينسينا شهدائنا!!

وددت فقط إنعاش ذاكرة القارئ ببعض الذكريات الأليمة التي مرت بالمصريين بصفة عامة والأقباط بصفة خاصة، وأرجو أن يتسع صدر القارئ ليتأمل معي هذه الذكريات. فهل يمكننا أن ننسى أحداث شهداء "الكشح" وشهداء "نجع حمادي"
وشهداء كنيسة "العمرانية"،.. والقائمة تطول من شهداء هذا النظام؟! فقد مر المصريون على اختلاف طوائفهم وعقيدتهم بحالة من حالات الاضطهاد الرهيبة طيلة ثلاثين عامًا هي عمر الرئيس "مبارك" في سدة الحكم، وقبلها فترة ليست بقليلة للحزب الوطني في عهد الرئيس الأسبق!!!

نحن مع تهدئة الأوضاع في ظل نظام جديد لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يصيغ ترتيبه الرئيس "مبارك" وبعض رموز نظامه مثل الدكتور "فتحي سرور"
صاحب بدعة سيد قراره، أو "صفوت الشريف"... أو غيرهم من الشخصيات.
فالمشكلة يا سادة ليست في الأسماء فقط، بل تكمن المشكلة الأساسية في طريقة التفكير والمنهج والأساس الذي يمكن أن يُبنى عليه التغيير المنشود، والذي قدَّم من أجله خيره من شباب "مصر" الشرفاء دماؤهم الذكية.. فهل يمكن أن يثق الشارع المصري بعد كل ما تكشف ويتكشف يوميًا من أمور فساد؟ هل يمكن أن يثق الشعب المصري في مجلس لا يمثل الشعب بأي حال من الأحوال حتى لو تم تنفيذ الطعون؟ فجميعنا يعلم أن الطاعن والمطعون في عضويته هم من رجال الحزب الوطني، وتلك كانت لعبة "أحمد عز" الرهيبة بأن يرشِّح في الدوائر أكثر من مرشح للحزب الوطني!!! إذن الخارج من المجلس حزب وطني والعائد إليه حزب وطني!!!

هل يمكن أن يثق أحد في رجال الحزب الوطني ومنهم "عبد الرحيم الغول" بعد الحكم القضائي بإعدام "الكموني"، وجميعنا يعلم علاقة "الكموني" الوثيقة بـ"الغول" وبـ"أحمد عز" شخصيًا؟ فهل يمكننا أن ننسى ملحوظة في غاية الأهمية، وهي أن "أحمد عز" قام بتقديم واجب العزاء للكنيسة، وسافر لتهدئة الأوضاع في "نجع حمادي"، ولم يفعل الرجل نفس الأمر مع شهداء كنيسة القديسين في "الأسكندرية"!!!

هل يمكن أن يثق أحد الأقباط في الحزب الوطني ورئيسه بعد كل ما يفعله محافظو "المنيا" و"الإسكندرية" و"الجيزة"، وغيرهم في تعطيل بناء الكنائس، بل وإصدار قرارات هدم لكنائس قائمة بالفعل في شكل مباني خدمات؟!!! بل واستخدام جحافل الأمن المركزي لقتل وترويع الأقباط في مواقف كثيرة، مما أنشأ توحُّد وتعاطف وتلاحم رائع بينهم وبين إخوانهم في الوطن من المسلمين، وصارت المقولة القوية أن "جميعنا مضطهدون"!!!

لعل البعض يتعجَّب كيف أكتب هذه الكلمات بعد أن خرجت في مظاهرات الأربعاء الحزين بعد خطاب الرئيس الشهير الذي أكَّد فيه أنه لن يترشَّح؟!!! فقد أردت بكلماتي هذه أن أقدِّم اعتذارًا لشباب الثورة على اندفاعي للخروج مدفوعًا بمشاعر عاطفية وغير محسوبة، فقد ظننت أنه خروج يدعو للتهدئة، وفوجئت فيه بأنه كان خروجًا منظَّمًا يستهدف تأييد الرئيس وإجهاض الثورة، وكذلك لتغطية إعتداء عناصر الحزب الوطني على ثوار ميدان "التحرير"
الأوفياء!!!

فأنا أؤكِّد وأعلن أني مع مطالب ثورة 25 يناير بكل ما فيها من طلبات مشروعة.. وهذا رأيي الشخصي بكوني مواطن مصري وليس بصفتي رجل دين!!! فأنا نادم جدًا على خروجي في هذه المسيرة المشبوهة، ولديَّ شهادة أتصوَّر أنها يمكن أن تكون نافعة حول الخيول والجمال التي خرجت!!! وأرجو أن يتقبل شهداء الثورة العظام وشبابها اعتذاري!!!

هذا الموقف الشخصي لي ليس جديدًا، فكاتب المقال كتب قبلاً مقالًا تحت عنوان "الأقباط بين مطرقة الحزب الوطني وسندان الإخوان المسلمين"، تحدَّثت فيه بمنتهى الموضوعية عما حاق بالأقباط من مظالم في عهد الرئيس "مبارك"، ووقتها دفعت ثمن موقفي هذا من ست سنوات!!!! فأنا لست مع وجود النظام السابق بكل رموزه من الرأس وحتى أصغر شخص في الحزب الوطني!!! فقد عانينا كثيرًا- مسلمين وأقباط- من هذا النظام وهذا الحزب!!!

فنحن نريد تغييرًا حقيقيًا يقودنا إلى دولة مدنية يسود فيه القانون بشكل واضح.. تغييرًا يتفق مع مطالب الغالبية العظمى من الشعب المصري العظيم..
لا يكون فيه مجال يتسع لظهور أي مركز من مراكز القوة التي أطاحت بها ثورة الشباب العظيمة




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :