الأقباط متحدون | اختطاف الثورة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٥٣ | الجمعة ١١ فبراير ٢٠١١ | ٤ أمشير ١٧٢٧ ش | العدد ٢٣٠١ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

اختطاف الثورة

الجمعة ١١ فبراير ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: د.حمدي الحناوي
لا بد أن نتوقع محاولات لاختطاف الثورة من جانب أطراف عديدة، لا من جانب الإخوان المسلمين وحدهم. والوقت الآن ليس مناسبا لمهاجمة أى طرف، لأن هذا يفتح بابا لمعارك جانبية تفتت القوى الشعبية. نحن الآن فى حاجة إلى تفهم الموقف بشكل عام، والمحافظة على قوة الدفع التى أجبرت النظام على التراجع، إلى أن يتحقق العبور العظيم، من مرحلة تمثل شيئا من العصور الوسطى، إلى مرحلة جديدة تنتمى للعصر الحديث.
نخشى اختطاف الثورة، واختطاف الثورات يتم فى لحظة غفلة، لكنه لا يتم بيد ملثمين مجهولى الهوية، بل عبر مناورات نرى فيها المختطفين يتقمصون دور قادة الثورة ومحركى الأحداث. والمناورة عادة تكون فى الخفاء، أما حين تجرى وقائع الثورة كلها فى الشارع، فلا بد أن تكشف كل قوة فيه عن وجهها. ونحن نرى بالفعل كل الواقفين هناك. لا يوجد فى الشارع مكان لقوى سرية، وقد يستطيع فصيل أن يتفوق على غيره، وهذا ليس اختطافا بل تفوق مشروع. ومن يخشى تفوق قوة ما، فعليه أن يخرج إلى الشارع، وألا يترك غيره يستأثر به.
لم يحاول أن يستأثر بالشارع حتى الآن سوى أولئك الذين نزلوا إليه بغرض القتل، لترويع الشباب وإخراجهم من الميدان. وقد فشلت المحاولة وأعطى فشلها شرعية كاملة للثوار، واضطر النظام للتوقف عن مطاردتهم، وبدأ يسترضيهم، بعد أن اكتشف متأخرا أن العنف يزيدهم إصرارا. وبنظرة واقعية نلمح الآن توازنا فى القوى بين الشعب والدولة. وهذا التوازن هو مصدر الخطر، لأنه يبطئ حسم المعركة، ويسمح لأى قوة ثالثة أن تتدخل وهنا يحدث الاختطاف.
القوة الثالثة الجاهزة هى الجيش، وقد أعلن من اللحظة الأولى أنه لن يضرب المتظاهرين، وهذا هو بعينه مصدر الخطر. فنحن نعطيه الأمان، وحين يقفز إلى السلطة معلنا أنه مع الثورة، لن يقاومه أحد، وسيستطيع بعد ذلك أن يلملم جراح النظام ويعيد بناءه بصورة أخرى. والضمان الوحيد لكى لا يحدث هذا أن يخرج الناس بقوة أكبر، وعزيمة أقوى، وتصميم أكثر، لإنهاء حالة التوازن القائمة، وحسم الموقف لصالح الثورة.
لا أشعر بأى خوف من الإخوان، فالنظام هو الذى صور لنا أنه كان سدا فى وجههم، وما زال يريدنا أن نصدق ذلك. لا أدافع عن الإخوان، ولست من السذاجة بحيث أصدق محاولتهم لإقناعنا بحسن نواياهم. لكنهم كسبوا قلوب الناس حين كان النظام يواجههم بالاعتقال والتعذيب ويضعهم فى موضع الضحايا. أما الآن فهم فى وضع آخر، يواجهون اختبار القدرة على تقديم حلول للمشكلات الرئيسية. وشعار الإسلام هو الحل لا يقدم حلا فعليا لأى مشكلة.
المبادئ الصورية تنهزم الآن فى الشارع، ولا يسع الإخوان وغيرهم إلا أن يخططوا لما بعد الثورة. وصورة مجتمع ما بعد الثورة نراها الآن فى لحظة الميلاد، مجتمع حر لا يتحدث فيه المواطن همسا ولا يمشى على استحياء، ويتوحد الجميع دون تمييز على أساس الدين، وتشارك النساء مع الرجال فى إعادة البناء. وقد تفكك النظام القديم بالفعل، وبقيت دفعة صغيرة ليسقط ما تبقى من هياكله. وحين يكتمل سقوطه، يبدأ التنافس بين مختلف القوى لتقديم أوراق اعتمادها، وسيقف الإخوان فى الطابور كغيرهم. والمجتمع هو الذى سيقرر قبول أو رفض أوراقهم.
وضمان حسن الاختيار ألا يقف أحد موقف المتفرج، بل يشارك بإيجابية. وحينئذ، وفى مناخ الحرية، سوف تسود إرادة المجتمع، وسيخسر من يحاول فرض وصاية عليه. ولن ينتصر سوى من يقدم حلولا عملية مقبولة لمشكلات الفقر والتخلف، واجتثاث بقايا العصور الوسطى.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :