الأقباط متحدون - في مثل هذا اليوم.. الإعلان عن استقلال اليونان
  • ٠٧:٠٧
  • السبت , ٢٥ مارس ٢٠١٧
English version

في مثل هذا اليوم.. الإعلان عن استقلال اليونان

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٢: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ٢٥ مارس ٢٠١٧

تمثال فارس لذكرى ثيودوروس كولوكوترونيس في نافبليو-اليونان
تمثال فارس لذكرى ثيودوروس كولوكوترونيس في نافبليو-اليونان

في مثل هذا اليوم 25 مارس 1821.. استقلال اليونان

اليونان هي دولة تقع في جنوب شرق أوروبا، على الرأس الجنوبي لـشبه الجزيرة البلقانية. يحدها شمالاً كل من بلغاريا، جمهورية مقدونيا وألبانيا، تركيا ومياه بحر إيجة شرقاً، مياه البحر الأيوني والبحر الأبيض المتوسط غرباً وجنوبا. تملك اليونان إرثا حضارياً عريقا، يعود تاريخه إلى آلاف السنين إلى الوراء. يعتبر المؤرخون الغربيون اليوم أن بلاد اليونان هي مهد الحضارة الغربية...

عام 1821 كانت اليونان جزءٌ من الإمبراطورية العثمانية عدا الجزر الأيونية والتي كانت تحت سيطرة الفينيسيين وبعدها الفرنسيين وفي عام 1815 وقعت بيد البريطانيين.

بدأت بذور الثورة اليونانية بالظهور من خلال نشاطات "أخوية الصداقة" ، وهي منظمة يونانية وطنية سرية تأسست عام 1814 م في أوديسا الواقعة اليوم في أوكرانيا. وفي تلك الفترة كانت رغبة الاستقلال متفشية بين اليونانيين بجميع طبقاتهم وفئاتهم، بعد أن تم شحن مشاعرهم الوطنية لفترة طويلة من الزمن بفضل جهود الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية التي كانت تعمل على تعزيز روح القومية الهيلينية أو اليونانية في نفوس أتباعها، وقد كانت الكنيسة حينها الحصن الأخير للغة اليونانية والمسؤول الإداري عن اليونانيين أمام السلطان العثماني.ومن العوامل التي ساعدت أيضاً على اندلاع الحرب، النمو الاقتصادي في اليونان والتأثر بالأفكار الثورية الغربية التي ألهبت في نفوس اليونانيين الغيرة على قوميتهم ووطنهم.واندلعت شرارة الحرب في شهرمارس عام 1821 عندما قام أليكساندروس إبسيلانتيس زعيم الفيليكي إتيريا بعبور نهر بروت اتجاه مولدافيا الرومانية والتي كانت حينها مقاطعة عثمانية، وكانت برفقته فرقة صغيرة من 4.500 محارب يوناني. وكان أليكساندروس يأمل بأن تحض تحركاته الريفيين الرومانيين للتمرد على الأتراك، ولكن بدلا من ذلك قام الرومانيون بمهاجمة الأثرياء من بني جلدتهم فاضطر ألكسندروس ورجاله للفرار سريعاً من أمام وجه العثمانيين.

ولكن في نفس تلك الفترة انتفض اليونانيين ضد الحكم التركي في شبه جزيرة بيلوبونيس شمال خليج كورنثوس والتي تشكل جزء كبير من مساحة البلاد، كذلك امتدت الثورة إلى عدة جزر يونانية، وعندما وصلت أنباء الثورة إلى السلطان أمر بشنق بطريرك القسطنطينية الأرثوذكسي غريغوريوس الخامس المقيم في أسطنبول بعد أن اتهمه بالفشل بضبط المسيحيين اليونانيين في طاعة السلطات العثمانية، وذلك بحسب المهمة التي كان من المفترض أن ينفذها، وتم ذلك مباشرة بعد احتفال البطريرك بقداس عيد الفصح عام 1821 وأعدم وهو مرتدٍ كمال زيه الديني، وإكراماً لذكراه تم إغلاق بوابة المجمع البطريركي منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا.

التفت بعدها مجمعة من يونانيي إسطنبول حول البطريرك الجديد في إدانة التمرد، وفي تاريخ 25 آذار/مارس 1821 (يوم عيد الاستقلال في اليونان)، قام جيرمانوس مطران باتراس برفع علم الثورة في دير آيا لافرا بالقرب من كالافريتا هاتفاً "الحرية أو الموت"، لتصبح كلماته تلك الشعار الذي تبناه الثوار في السنين اللاحقة.

بدأت حدة المعارك تتصاعد شيئاً فشيئاً متسببةً بمجازر من قبل الطرفين، ففي جزيرة شيوس قتل العثمانيون 25.000 يوناني، بينما قتل اليونانيون 15.000 من الأربعين ألف تركي المقيمين في شبه جزير بيلوبونيس.

وفي 13مارس عام 1821 بعد إثنا عشر يوماً من بدء حرب الاستقلال، رفع أول علم رسمي للثورة فوق جزيرة سبيتسيس بيد لاسكارينا بوبولينا المترملة مرتين وأم لسبع أولاد والتي كانت فائقة الثراء واشتملت أملاكها على الكثير من السفن، وفي 3 نيسان/أبريل من نفس العام أعلنت جزيرة سيبتسيس ثورتها تبعتها جزيرة هيدرا وجزيرة بسارا لتجمع الجزر الثلاث قوةً اشتملت على 300 سفينة.بعد ذلك قامت بوبولينا بأخذ ثمان من سفنها لتنضم إلى القوى اليونانية الأخرى في حصار نافبليو المدينة الساحلية الحصينة في شبه جزيرة بيلوبونيس، ولكنها عادت فهاجمت مونيمفاسيا وساهمت في حصار بيلوس وتمكنت بعدها من توفير وجلب المؤن للثوار عبر البحر لإكمال حصارهم لنافبليو حتى سقوطها. تعتبر لاسكارينا بوبولينا بسبب إسهاماتها تلك في الثورة بطلة قومية في اليونان فهي واحدة من أوائل النساء التي لعبن دوراً محورياً في مسيرة ثورة الاستقلال، وبحسب رأي العديد من المؤرخين فأنه لولا بوبولينا ولولا سفنها لما تمكنت اليونان من نيل استقلالها أبداً، ولكن مايجهله الكثيرون حول لاسكارينا بوبولينا أنها كانت من أصول ألبانية...!!

الكلمات المتعلقة