كتب: عماد توماس
منذ اختيار المستشار الدكتور طارق البشرى من قبل المجلس العسكري الØاكم ÙÙŠ مصر كرئيس للجنة صياغة وتعديل بعض مواد الدستور المصري، ÙˆØالة من الجدل الشديد انتابت المصريين بين مؤيد ومعارض، Ùالمؤيدين يعتبرونه Ùقيها قانونيًا وله إسهامات Ùكرية ويØظى بتاريخ مهني مميز، Ùقد شغل منصب نائب برئيس مجلس الدولة، ورئيس الجمعية العمومية لقسمى الÙتوى والتشريع عدة سنوات.
أما المعارضون لاختياره Ùيرونه اØد كوادر تيار الإسلام السياسي، بل واØد المروجين للمرجعية الدينية، وهو ما يتناقض مع الدولة المدنية الØديثة التي يشدو إليها عدد كبير من المصريين، وأبدت بعض جمعيات Øقوق المرأة قلقها من اختيار البشرى Ùلم يظهر للرجل من قبل اى بوادر عن مساواة الرجل مع المرأة. وكما يرى المعارضين أن اختيار البشرى مغازلة من القوات المسلØØ© للإخوان المسلمين لإرضائهم، وهو ما دعي البعض أن يتذكر Ù†Ùس السيناريو الذي Øدث
بعد ثورة أو انقلاب 1952 عندما تØال٠الجيش مع الإخوان ثم بعد ذلك استغنى عنهم
المØايدون يرون أن اختيار البشرى سيكون Ùقط لتعديل بعض المواد الخاصة بالانتخابات الرئاسية، وبالتالي Ùلن يكون هناك تطرق إلى المادة الثانية من الدستور، كما لا يتوقع كثيرون أن يصيغ البشرى مع لجنته بعض العبارات التي تØول من ØªØ±Ø´Ø Ø§Ù„Ù…Ø±Ø£Ø© والقبطي للرئاسة-مثلما جاء ÙÙŠ برنامج الإخوان المسلمين منذ عدة سنوات.
البشرى وموقÙÙ‡ من الكنيسة القبطية
ÙÙŠ أكتوبر الماضي، كتب البشرى سلسلة مقالات مطولة بصØÙŠÙØ© "الشروق" القاهرية، تØت عنوان " الإدارة الكنسية .. بين الجماعة الوطنية ونظام الملة " ÙˆÙÙ‰ هذه المقالات راوغ البشرى Ùيها Øتى يصل إلى Ùكرة أن الكنيسة "دولة داخل دولة" باعتبار أن الكنيسة لا تنÙØ° Ø£Øكام الزواج والطلاق التي تتعارض مع شريعتها أو أن الكنيسة تقوم بتعداد أتباعها عن طريق كشو٠الاÙتقاد بعيدا عن الجهاز القومي للتعبئة والإØصاء
ÙÙÙŠ Øكم المØكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة بإلزام الكنيسة الأرثوذكسية والبابا شنودة باستخراج ØªØµØ±ÙŠØ Ø²ÙˆØ§Ø¬ لشخص مسيØÙŠ مطلق. اعتبر البشرى : "عدم تنÙيذ الكنيسة Øكما نهائيا، خروج على الدولة قضاء وقانونا بما تمثله الدولة من تعبير عن الجماعة الوطنية، وهو خروج على الشرعية السائدة ÙÙŠ المجتمع، بمعنى أن القول السابق من شأنه أن يخرج الكنيسة بإرادتها من الخضوع للدولة الممثلة للجماعة الوطنية".
ÙÙŠ تعليقه، على أزمة دير "أبو Ùانا" –الذي تعرض رهبانه إلى الاعتداء من قبل بعد الإعراب- يقول البشرى : "لم تجر العادة أن تØاط الأرض الزراعية بأسوار Øجرية. ولكنه نوع من «Ø§Ù„Ø¥Ùراط ÙÙŠ الØرص على الخصوصية»ØŒ نسميه كذلك متبعين طريقة Ø£Øمد لطÙÙŠ السيد إمام مؤتمر سنة 1910 من وصÙÙ‡ التشدد القبطي ÙÙŠ مواجهة الجماعة الوطنية بأنه «Ø¥Ùراط ÙÙŠ التضامن» وكلا التعبيرين ÙŠÙيد العزلة".
وكان عليه إن يسأل ما الذي يجعل الرهبان يطلبون تعليه السور إن كانوا آمنين Ùيه ولم يتعرضوا لاعتداءات، وهو Ù†Ùس التساؤل Ø§Ù„Ù…Ø·Ø±ÙˆØ Ù…Ø§ الذي جعل المصريين جميعا ÙÙŠ هجمة البلطجية الأخيرة أن يخرجوا بالشوم والسكاكين ويغلقوا أبواب منازلهم ØŸ
الجماعة الوطنية ونظام الملة
ÙÙŠ Øديثه عن الجماعة الوطنية، يدس البشرى السم ÙÙŠ العسل، Ùهو يرى أن تصريØات المسئولين عن الكنيسة القبطية بمصر ÙÙŠ الآونة الأخيرة، ÙˆØ§Ù„ØªØµØ±ÙŠØ Ø¨Ø¹Ø¯Ù… الخضوع للقوانين وللقضاء المصري إلا ما كان مواÙقا لما تراه الكنيسة رأى المسيØية ÙÙŠ كل Øالة، إن من شأن ذلك على مدى زمن ما إن يخرج جماعة من المصريين من مجال الجماعة الوطنية العامة، كما أن الاستشهاد ÙÙŠ هذه التصريØات الانعزالية بÙقه الشريعة الإسلامية، إن ذلك من شأنه أن يعيد نظام الملة إلى سابق عهده، وهو يخرج عن Ù…Ùهوم المواطنة الذي نرÙعه عبر أجيال مضت وتجيء ونقيمه على أسس نظرية وشرعية يقوم بها الاندماج الØياتي بين المصريين جميعا.
ويضي٠"البشرى" : لقد بذلنا الجهود ليتسع الÙقه الإسلامي لاستيعاب Ù…Ùهوم الجماعة الوطنية بالمساواة الكاملة بين مكوناتها، Ùإذا جاء اليوم ÙÙŠ تصريØات هؤلاء المسئولين ما يعيد نظام الملة.
ÙÙŠ اØد مؤلÙاته، يؤكد "البشرى" على أن أسس المساواة والمشاركة تأتى من داخل الÙقه الإسلامي"
وأن "مصر دولة إسلامية " .
التØول من العلمانية للإسلام السياسي
ÙÙŠ اØد Øواراته يقول طارق البشرى، أن Ù„Øظات تØوله كانت بعد هزيمة 1967 التي جعلته ÙŠÙكر ويسأل Ù†Ùسه، عن مسلماته وعن أسباب الهزيمة، وبدأت قراءاته وأÙكاره تختل٠Ùبعد أن كان الاهتمام بالأدب العربي ثم الأدب الأجنبي ÙˆØ§Ù„Ù…Ø³Ø±Ø ÙˆØ§Ù„Ù‚ØµØ© Ùقد اهتمامه بالمتابعة الأدبية ÙˆØ£ØµØ¨Ø ÙŠØ´Ø¹Ø± بأنها لا تغذيه ولا تجيب على الأسئلة التي ÙÙŠ ذهنه وبدأ يسأل Ù†Ùسه
كي٠تكون إرادتنا السياسية ملكًا لنا، Ùوجد أن ذلك يمكن إن ÙŠØدث من خلال الجانب العقيدي والتاريخي والØضاري وبدا يترك العلمانية، ÙÙÙŠ رأيه أن العلمانية Øينما تقول له استقل سياسيًا واقتصاديًا تÙقده الهوية وإرادة الاستقلال، من هنا بدا له أن الÙكر العلماني ÙÙŠ مأزق لأنه يؤدي إلى تجريد الإنسان من هويته المرتبطة بعقيدته ÙˆØضارته، بالإضاÙØ© إلى أنها مناقضة لقيم الديمقراطية لأن الديمقراطية ÙÙŠ النهاية تكوينات شعبية لها استقلالية ذاتية-بØسب رأيه.
Ù…Øاولة Ù„Ùهم الواقع والØاضر
ÙÙ‰ مقال بالشروق تØت عنوان "Ù…Øاولة Ù„Ùهم الواقع والØاضر" نشر منذ Øوالى عام – تØديدا 26 Ùبراير 2010ØŒ تØدث Ùيه "البشرى" عن اختيار رئيسا للجمهورية قال Ùيه " من الصعب جدا على المصريين أن يجدوا من بينهم من ÙŠØµÙ„Ø Ø±Ø¦ÙŠØ³Ø§ للنظام المرتجى، وبغير إدراك أيضا لأن القوى السياسية التى Ø³ØªØ²ÙŠØ Ø§Ù„ÙˆØ¶Ø¹ القائم وتغيره، هى ذاتها التى سيخرج من ثناياها من يعبر عن الوضع الجديد ÙˆÙŠØµÙ„Ø Ù„Ø±Ø¦Ø§Ø³ØªÙ‡ØŒ وبغير إدراك لبديهة سياسية وهى أن من ينتصر هو من سيتولى".
سيرة ذاتية
يبقى أن نذكر، أن الدكتور طارق البشرى، ولد ÙÙŠ 1 نوÙمبر 1933 بØÙŠ الØلمية بالقاهرة ÙÙŠ أسرة البشري التي ترجع إلى Ù…Øلة بشر ÙÙŠ مركز شبراخيت ÙÙŠ Ù…ØاÙظة البØيرة ÙÙŠ مصر.
تولى جده لأبيه سليم البشري، شيخ السادة المالكية ÙÙŠ مصر - شياخة الأزهر، وكان والده المستشار عبد الÙØªØ§Ø Ø§Ù„Ø¨Ø´Ø±ÙŠ رئيس Ù…Øكمة الاستئنا٠Øتى ÙˆÙاته سنة 1951ØŒ كما أن عمه عبد العزيز البشري أديب.
تخرج ÙÙŠ كلية الØقوق بجامعة القاهرة سنة 1953ØŒ عين بعدها ÙÙŠ مجلس الدولة واستمر ÙÙŠ العمل به Øتى تقاعده سنة 1998.