الوهابية والنكسة الأخلاقية
فاروق عطية
الأحد ٢ ابريل ٢٠١٧
فاروق عطية
نتيجة للهزيمة المفاجئة للجيش المصري في السادس من يونيو 1967 وخروج العمالة المصرية للعمل بالخليج العربي خاصة دولة البداوة السعودية، وتشبعهم بالثقافة الوهابية البدوية اللاأخلاقية والمنافية للقيم المصرية الأصيلة المغروزة في الجينات المصرية من آلاف السنين، وعودتهم محمّلين بقيم تطرفية متشددة لا يُقِرها الدين ولا الأعراف، وبثّهم هذه الثقافة المتخلفة بين الشباب خاصة في القري والعشوائيات والأحياء الفقيرة للمدن حيث تسود البطالة والجهالة. انتشرت هذه الثقافة في غياب الوعي العام وبتشجيع من الديكتاتورية العسكرية الفاشية التي تحالفت مع هذه الفاشية الدينية المتنامية رويدا رويدا، حتي انتشرت بين جميع طبقات الشعب من شبابه لشيوخه، ومن أمييه لمتعلميه ولا أقول مثقفيه لأننا نعيش عصر اللا ثقافة، من هنا كانت النكسة الأخلاقية التي نعيشها اليوم.
الرجولة التي كان الشعب المصري يتحلي بها منذ فجر التاريخ تلاشت واختفت. كان للمرأة عندنا حُرمة لا يمكن المساس بها أو الاعتداء عليها خاصة في صعيد مصر. وجدناها تتبخر بلا مقدمات، واستباح رجال الصعيد هتك عرض امرأة قيطية مسيحية مسنة تبلغ من العمر أكثر من سبعين عاما، بتعريتها كما ولدتها أمها وتجريسها في طرقات قرية أبو الكرم مركز أبو قرقاص"محافظة المنيا" وقاموا أيضا بنهب وحرق سبعة منازل، بسبب شائعة لا صحة لها عن علاقة غرامية لإبنها مع امرأة مُسلِمة أراد زوجها أن يطلقها دون أن يدفع مؤخر صداقها ونفقتها فأشاع هذه الفرية. صرح الرئيس أن الدولة ستعيد لها كرامتها بمحاسبة المتورطين في هذه الجريمة وأن العدالة يجب أن تأخذ مجراها، لكن قضاؤمنا الشامخ المتأخون المتوهب حكم بحفظ التحقيقات في القضية، وبراءة الجاني لتشكُك القاضي في صحة اسناد التهمة إلي المتهم، مما حدي بالجاني التهديد برفع قضية رد شرف يطالبها بدفع مبلغ مليون جنيها.. !!
مسكينة المرأة المصرية في عصرنا اللاأخلاقي المتوهب الفكر، خاصة لو كانت قبطية مسيحية، فقد أصبحت معرّضة للذبح في وضح النهار في حي يعج بالحركة، أو حتي لوكانت تقبع في منزلها وبين أطفالها، يرتكب الجاني جريمته دون خوف من العقاب فسوف يجد من المتطوعين الوهابيين من يدعي أنه مريضا نفسيا أومصاب بالجنون.
- في الساعة الثالثة والنصف يوم 26 مارس في عز الحركة وتواجد عشرات المارة تعدي ممدوح رمضان طه عبد الله العامل في مخبز بالوراق "36 عاما"، علي السيدة ماري جميل مسعد أثناء سيرها في شارع عبد المنعم رياض بالوراق عائدة من أحد البنوك وراجعة إلي منزلها، بسكين كان يخبئها في ملابسه محاولا ذبحها، وأصابها بجرح قطعي بالرقبة يتجاور طوله 16 سم وبعمق كاد أن يصل إلي الأحبال الصوتية، وتمكن أحد المارة مشكورا يدعي محمد ممدوح من المعاونة في نقل السيدة المصابة إلي المستشفى، وتمكن رجال مباحث قسم الوراق من القبض علي المتهم. وصرح محامي المجني عليها أنه يستبعد أن يكون المتهم مختلا كما يحاول أقاربه تثبيت ذلك حيث أن المتهم مرتب الفكر والكلام، ذكر أنه تعدي عليها لأن شعرها أصفر ولابسة صليب في رقبتها، وحدد بالضبط ميعاد الاعتداء وميعاد القبض عليه، كما أنه يعمل بمخبز ويتعامل مع الزباين حسابيا دون أخطاء.
https://www.facebook.com/nagat.habashi/posts/1481708301841446
ـ ذكر الإبراشي في برنامجه حادث آخر لسيدة مصرية قد تعرضت للذبح في منزلها وأمام بنتيها منذ عدة أيام سابقة لحادث الوراق. اقتحم شاب منزل سيدة قبطية وتهجم عليها في محاولة منه لذبحها أمام أسرتها بمنشية ناصر، الأمر الذي تسبب في إصابة أهالي المنطقة بالرعب وتخوفهم من أن يكون الاعتداء على المسيحية محاولة لإشعال الفتنة. وقالت السيدة المعتدي عليها أن شاب يسكن بجوار منزلهم حاول ذبحها، معربة عن قلقها من تكرار هذا الحادث مع إحدى بناتاها. كما أعرب شقيق المجني عليها عن استيائه من هذه الواقعة خاصة بعد ترديد أن المتهم مختل عقليا، قائلا: "من ساعة الحادثة ديه وأنا قاعد في البيت وخايف أنزل، مش عارف أأكل نفسي ولا أأكل أولادي". وقال زوج السيدة المعتدى عليها، إنه فوجئ بأحد الجيران يتصل به، ويخبره أن أحد الأشخاص اقتحم منزله أثناء تواجد زوجته وطفلتيه، وذبح قرينته، وفر هاربًا، لافتًا إلى أن الأهالي تمكنوا من الإمساك به، وتسليمه إلى رجال الشرطة.
http://www.paresnews.com/egypt-news/183275.html.
وليست القبطيات المسيحيات هن فقط المتعرضات للأذي نتيجة الفكر الوهابي المتنامي، بل كل النساء. فنظرة الوهابيين للنساء نظرة ينكرها العرف ولا يقرها الدين. ينظرون للمرأة علي أنها الأقل شأنا، وأنها ناقصة عقل ودين، ولا تصلح لشيئ إلا لمتعة الرجل وتلبية رغباته المحمومة، ولا حق لها في الا عتراض حتي لوكانت مريضة أو مجهدة. إعتبروها عورة يجب تغطيتها، وصوتها عورة لا يجب سماعه إلا للمحارم. وعند مخالفتها لأي من ذلك وجب تأديبها بالضرب والإهانة. ونتيجة لهذه النظرة الدونية للمرأة:
ـ شهدت مدينة حلوان، جريمة بشعة، حيث أقدم زوج على قتل زوجته أمام أطفالها، وذبحها من رقبتها كالشاه وقطع أطرافها داخل عقار في شارع إسماعيل فتحي المتفرع من شارع رشدي. عند سماع الجيران صوت استغاثة السيدة، توجهوا إلي مصدر الصوت، عثروا على السيدة غارقة في دمائها، ومقطعة الأطراف وسط صراخ أطفالها الثلاثة حولها. أبلغوأ الأمن الذي صرح بعد المعاينة واجراء التحريات، أن السيدة تدعي سعاد أمين ربة منزل 39 سنة، وأن الجاني هو زوجها سيد علي إبراهيم 36 سنة مسجل خطر، ومعروف عنه القيام بأعمال البلطجة، وأن زوجته هي التي تنفق على منزل الزوجية وأطفالهما الثلاثة. في يوم الواقعة، عاد الزوج للمنزل، فلم يجد زوجته، وعند خروجه للبحث عنها تقابلا على سُلّم العقار، فعاد بها إلى المنزل، وسألها أين كانت، فكانت إجابتها: لا دخل لك بي، مما أدى إلى حدوث مشاجرة بينهما، قام على إثرها الزوج بإرسال ابنته الكبرى إلى منزل والدته، وحبس الطفلين الصغيرين في إحدى الغرف، وعاد إليها يتهمها بعدم طاعته، وكثرة ترك الأطفال عند والدته، والخروج من المنزل، رفضت الزوجة هذه الإهانة، وتحول الأمر إلى مشاجرة، قام على إثرها بالاستعانة بسلاح أبيض كان بحوزته، وذبحها وقطع أطرافها، وطعنها عدة طعنات في البطن، وفر هاربًا، في ذلك الوقت حضرت ابنته الكبرى إلى المنزل، فوجدت والدتها غارقة في دمائها وهي تأن وتستغيث بالأهالي الذين كانوا في طريقهم إليها. وتمكن رجال الأمن من القبض على الزوج، وبحوزته السلاح المستخدم في الجريمة.
http://www.light-dark.net/t973064
ـ على طريقة فيلم التجربة الدانمركية، شهدت منطقة القومية بالزقازيق يوم الخميس 30 مارس حوالي الساعة 10م، حادثا مؤسفا. لهث العشرات من الشباب خلف فتاة ترتدى ملابس قصيرة تظهر أنوثتها، كانت عائدة من حفل زفاف شقيق صديق لها بنادي الشرقية، وفور مشاهدتهم لها، بدأوأ مضايقتها والتحرش بها لفظيا، وحاول أحدهم التحرش بها جنسيا وشدها من يدها، وأثار بعض الشباب نحوها فتجمع المئات منهم حولها، فجرت لمحاولة الهروب وجرى خلفها الشباب، فاستغاثت بالأهالي المتواجدين الذين أدخلوها أحد الكافيهات لحين وصول الشرطة، فتجمعوا أمام الكافية مما سبب أزمة مرورية بالمنطقة. وعند وصول قوات الشرطة وجدت تجمعات عديدة من الشباب. وعند ركوبها سيارة الشرطة، تجمع الشباب ناحية البوكس، فقامت الشرطة بإطلاق أعيرة تحذيرية في الهواء. وقبضوا على 6 شباب تعرفت الفتاة على أحدهم (المتحرش بها)، ويدعي" أحمد .أ.أ" مقيم بالحناوي قسم أول الزقازيق، وتم حجزهم للعرض على النيابة العامة، وصرف الفتاة من القسم، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 2252 إداري قسم ثاني الزقازيق لسنة 2017.
لوحظ في خُطَب الجمعة اليوم التالي لهذه المهزلة في غالبية مساجد مصر، التأكيد علي ضرورة لبس الحجاب والفصل بين الجنسين في المدارس ومكاتب العمل ووسائل المواصلات، الم يخطر علي بالكم ثمة علاقة بين ما حدث في الزقازيق وبين فحوي هذه الخُطَب ؟ إن ذلك يذكرني بسياسة إضرب ولاقي ..!!
حتي الأطفال الأبرياء لم يسلموا من سفالة من فسدت أخلاقهم وتدنت سلوكياتهم لأدني من سلوكيات الحيوان، بل حين نقارنهم بالحيوان فنحن نظلم ونتجني علي الحيوان.
ـ وصل التدني الخلقي أن يغتصب شاب مكتمل الفحولة (35 سنة) طفلة لم تُكمل عامها الثاني (عام وستة شهور). حدث ذلك بقرية «دملاش» التابعة لمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، يوم الجمعة 28 مارس وفي وقت السجود لصلاة الجمعة. كانت الطفلة جنا تلعب في مدخل بيتها ويفصلها عن الشارع بوابة حديدية. شاهدت إحدي الجارات من شرفة منزلها المتهم وهو يفتح البوابة يصطحب الطفلة، ويتجه بها إلي حجرة يخزّن بها علف المواشي ملاصقة لمنزله، أخبرت والدة الطفلة بما رأت. اتجهتا إلى منزل المتهم للسؤال عن الرضيعة فقالت لهم والدة المتهم «لا يوجد أحد هنا»، وعندما اقتحما المنزل شاهدا الطفلة بدون ملابس وتنزف دماءً ومغطاة ببعض القش فبدأت والدتها في الصراخ خوفًا على ابنتها، ونقلت طفلتها إلى المستشفى لإسعافها. تلقى مدير أمن الدقهلية إخطارا بتحرير الأم «نهى. ص»، 29 سنة ربة منزل ومقيمة بناحية قرية دملاش محضرا، تتهم فيه «إبراهيم. م» 35 سنة عامل ومقيم بنفس القرية بالتعدي جنسيا على طفلتها والتي تبلغ من العمر 18 شهرا، مما أدي إلى إصابتها بنزيف حاد في المهبل نقلت على إثره إلى المستشفى لتلقي العلاج. و تمكن رجال المباحث من القبض على المتهم أثناء اختبائه فى مقابر القرية، الذي اعترف أنه استدرج الطفلة أثناء لهوها بمدخل منزلها، إلى إحدى الغرف المجاورة لمنزله، ونضي عنها البامبرز وتعدى عليها جنسيًّا. وفي المستشفى قام طبيب الجراحة بعمل اللازم لوقف النزيف وإعادة الأنسجة بعملية دقيقة لما كانت عليه.
http://akhbarelyom.com/newdetails.aspx?id=334388
ـ في يوم 28 مارس روى مواطن يدعي محمد عطا عَمّ لثلاث أطفال وخال للطفل الرابع، ببرنامج "الحياة اليوم"، على فضائية "الحياة"، تفاصيل الاعتداء الجنسي على الأطفال الأربع "أولاد أشقائه"، مشيرًا إلى أن إحدى شقيقاته أيقظته من النوم، وأخبرتنه بأنها شاهدت شخصًا يصطحب نجلها، ويدخل به منزلًا غير مأهول حديث البناء "في قرية الشيخ علي الشرقي مركز دشنا محافظة قنا". وعند البحث داخل هذا المنزل وجد الشاب يمارس الجنس مع الطفل، وأضاف خلال حواره، أن أهالي القرية تجمعوا قبل الفتك بالمتهم، والذي تمكن من الهرب، ذكر الطفل أن الجاني يداوم اغتصابه مع الأخوة الثلاث وتهديدهم بالقتل. ذهب بهم الراوي لطبيب متخصص في الجراحة العامة وجراحة الأطفال الذي أكد الاعتداء الجنسي على الأطفال، وتم تحرير محضر بالواقعة.
http://www.light-dark.net/t973187
المجرم الحقيقي في كل هذه الأحداث المؤسفة ليس الجناة أنفسهم فقط، فقد سبقهم من بث ثقافة الكراهية للآخر المختلف عنهم في الدين أو المذهب وتبرئة المذنب إذا كان من نفس عقيدتهم. الشريك الأكبرفي كل هذه الجرائم كل من تستر ومن لم يتصدي وآثر الصمت، فخطر المجرم قد يكون محدودا ولكن خطر الوهابية المتفشية ومن يعتنقها ممدودا ومستمرا لقتل المجتمع بأثره.