دخــــــــول الملك .!!
نبيل المقدس
٥٥:
٠٩
ص +02:00 EET
الخميس ٦ ابريل ٢٠١٧
نبيل المقدس
كان هدف يسوع القيام برحلته الأخيرة بدءً من أريحا حتي الوصول إلي مدينة أورشليم التي تبعد عنها بحوالي 20 ميلا , لكي يتمم عمل الفداء فيها كما هومكتوب في القديم . ويحكي يوسيفوس المؤرخ اليهودي الأصل , والذي إعتنق المسيحية أن الأنبياء في القديم إعتادوا علي عادات يستخدمونها في أحوال معينة , فمثلا لو وجد نبي أن الناس لم يتأثروا بكلامه ولا يقبلون الرسائل التي يريده أن يوصلها لهم , فغالبا يلجأ إلي القيام بأمور غريبة عنهم لكي لا يفشل في توضيح رسالته . وهناك أمثلة كثيرة جاءت في العهد القديم منها ( إر 13 : 1 – 11 ) , ( حز 4 : 1 – 3 ) , ( حز 5 : 1 – 4 ) .. وهذا ما طبقهُ يسوع , لأنه يعلم تماما قسوة وعناد اليهود لذلك تعمد أن يدخل أورشليم راكبا جحش ,كملك ممسوح ومرسل من الله .. فتحقق ما قيل في القديم زكريا 9 : 9 [اِبْتَهِجِي جِدًّا يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ، اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ، وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ.] ففي زمانه كان الملك المنتصر يدخل المدينة راكبا جحش رمزا للتواضع , وأن هذا النصر لجلب الهدوء والسلام لشعبه .
أكيد دخول يسوع أورشليم كان عجيبا , بالرغم أنه يعلم تماما بالمؤامرة التي كانت تنتظره , لكن تفكيرنا البشري يري أنه كان عليه دخول أورشليم بطريقة سرية ومتخفيا ليتجنب أي مؤامرة تحدث ضده, لكنه دخلها علنا وبجرأة واضحة .. ورأته الجموع والفريسيين ورؤساء اليهود. فقبل دخوله المدينة أحاطه جمهور بيت عينيا حيث كان يُوجد وساروا معه في مظاهرة كبيرة , فسَرَتْ أنباء للجموع الذين في داخل اورشليم للحج فتلاقوا مع الجمهور الآتي , مكونين مظاهرة عظيمة , وكان يسوع في وسط الجماهير مرحبين به هاتفين له كملك عظيم منتصر " أوصنا .. أوصنا .. مبارك الآتي بإسم الرب ..!"
حزن يسوع علي أورشليم , وبكي عليها لأنه عرف الدمار الذي سيأتي عليها , ونظر إلي الهيكل قائلا : سيأتي يوم لا يبقي من هذه الحجارة حجر لا ينقض .. وهذا ما حدث فعلا ففي عام 70 م طفح كيل غضب الرومان ضد عناد اليهود وثوراتهم , فإتخذ الرومان سياسة القوة والتحطيم فدمروا أورشليم ودكوا الهيكل , وهنا نؤمن أن المسيح كنبي , قد عرف يقينا أن سياسة العنف تنتهي حتما بالخراب .. فالأمة التي لا تقبل أعمال الله فيها , سوف تنهار أحلامها وتفشل فشلا سريعا.
كان يسوع في الأيام الأخيرة له بعد دخوله أورشليم يتصرف مع رؤساء اليهود والكتبة بتحد عظيم .. حتي أن تبادر إلي فكر التلاميذ أن يسوع بدأ التخطيط لإستلام المُلك , لكنه أظهر لهم وللمرة الثانية أن هدفه الصليب. فدخل الهيكل ليتم تطهيره وإستخدم القسوة والعنف ضد الصيارف وباعة الحيوانات , وجالبي الضرائب . كان عمل يسوع جريئا جدا , إذ أعلن الحرب السافرة , والتحدي البالغ المكشوف رغم أن المؤامرة كانت مدبرة ضده , ولم يستطع رؤساء اليهود أن يمسكوه لأن كل الشعب كان متعلقا به , وأدرك يسوع أن ساعته قد إقتربت , وكل تعليم منه كان يزيد أعداءه بغضا وغضبا .
هكذا ينبغي أن تكون شجاعتنا كسيدنا , فلا نخجل من رسالته بل ينبغي أن نظهر للجميع لمن نحن ؟ ومن هو الذي نخدمه !؟
(أوصنا أوصنا
نشدو نرفع اسمك
ونفتخر بشخصك أوصنا في الأعالي)2
ونعلي مجدك
أوصنا في الأعالي
وكل سنة وانتم طيبين