مشاهد من الأحد الدامي.. خمس دقائق فصلت البابا عن الاستشهاد.. وقصص مسعفي طنطا: انفجار رحم سيدة وخروج جنينها من أصعب المشاهد.. وسيدة فقدت الذاكرة بعد موت جميع أسرتها
أخبار مصرية | البوابة
الثلاثاء ١١ ابريل ٢٠١٧
بعدما تحول عيد الفرح إلى بركة من الدماء، وبدلا من أن يفترش الشعب سعف النخيل لاستقبال المسيح، استقبلوه على أشلاء ودماء الشهداء، وقد حرصت البوابة على نقل الأحداث من هناك في عدد من المشاهد هزت الإنسانية وكشفت عن وجه إرهاب قبيح لا يرتوي على دماء أبرياء ويتغنى بيتم الأطفال، وتشرد أسر بلا عائل، وأجنة تصرخ من هول الانفجار، "البوابة القبطية" رصدت أهم المشاهد وأصعبها والتي جاءت كالتالي:
المشرحة من أصعب المشاهد
أمام المشرحة التابعة لمستشفى طنطا التعليمي، أصعب المشاهد والتي لا تحتمل هي تضارب المشاعر ما بين الغضب والحزن الشديد اللذين يخيمان على الوجوه وردود الأفعال، خارج المشرحة تجمهر المئات من أهالي طنطا مسلمين ومسيحيين يبحثون عن الوجوه الغريبة يشتبكون مع الصحافة والإعلام ويمنعون التصوير، ويصرخون كأنهم يعلنون أن الفاعل الجبان ليس منهم وغريب داخل على مدينة يسودها الحب والهدوء صارخين "فين الحقيقة" ابحثوا عن الجاني، واكتبوا عن إرهاب أسود حول أفراحنا إلى جنائز، يتم أولادنا وكسر نفوس شبابنا، وعلت الصرخات واحدة تلو الأخرى "فين الحقيقة".
والهتافات التي هزت محافظات وميادين لم تعد مجدية وغير مقبولة فبعد أن هتف أحدهم "مسلم مسيحي إيد واحدة" بدأت الاشتباكات اللفظية وعلى هتاف الآخرين مش عايزين الهتافات عايزين نعرف الحقيقة" ولم تعد هناك هتاف تعلو فوق تساؤل: كيف دخلت العبوة الناسفة إلى صحن الكنيسة، وتزداد الاشتباكات ممتزجة بالصراخ على دماء بعد أن قرروا أن يقفوا أمام الله مصلين في كنيسة مارجرجس.
ويعتصر قلبك من الألم حين تقع عينك علي كاهن الكنيسة الأب دانيال، جالسًا يبدو هادئًا وشاردا في وقت واحد لا يحتمل قلبه، دماء فلذة كبده التي لطخت تونية الفرح "لباس ابيض مطرز يرتديه الكاهن أثناء الصلاة داخل الكنيسة فقط" فقد كان يخدم في القداس ويصلي صلوات عيد الفرح وخلال حملة للمبخرة والصلاة تأتي الفاجعة لتصيب يده بشظية.
وما بين وجع يده والذي لا يقارن بفقدانه فلذة كبده تغلبه دموعه ويخونه جسده الذي بدأ يرتعش بعدما أجهش في البكاء فقد استشهد الدكتور بيشوي، ويتمت حفيدته التي لم تبلغ عامها الثاني.
وتتوالي المشاهد أمام المشرحة بطلها الدموع والصراخ، والغضب الذي بدا واضحًا على وجوه لن تهدأ الا بمعرفة الحقيقة لا تقبل كلمات التعزية، ويصبون غضبهم علي الجميع لم يعد يفرق عندهم كبير أو صغير، ولا حتي رجل الدين الذي قبل ان يفتح فمه بكلمة، رد أحدهم: "ارحمونا تعبنا من كلامكم تعبنا من الصبر خلاص كفاية كل شوية تقولوا لنا ديه النهاية والتمن دمنا كفاية كلام، كفاية كذب علينا، كفاية تطييب وتطبيل".
تائهون داخل المستشفيات
بمستشفى الأمريكان خرج أحد طاقم التمريض من حجرة المصابة المتغيبة عن الوعي، مناديًا على أسرتها أو من يعرفها، وللأسف الشديد لم يكن هناك من يستطيع أن يتعرف عليها، وفي حالة من الهرولة والفزع يذهب كل لمتابعة ذويه، وبقيت المريضة بحجرتها فاقدة للوعي يدخل البعض في محاولة للتعرف عليها، ويرجحون أن تكون هي من تبقى من عائلتها ويشكرون على فقدانها للوعي، والذي أنقذها من هول صدمة اليتم والوحدة، وإلى أن غدرنا المستشفى بقيت المصابة وحيدة، يحيط بها بعض من خدام الإغاثة يحملون عبوات العصير وآخرهم المأكولات يتعاونون مع طاقم التمريض في تسديد الاحتياجات والتبرع بالدماء.
وعلى أسرة المستشفى لم يعد هناك جسد كامل فمنهم من فقد أحد أطرافه أو حتي أصبعه، غير مدركين لشيء حولهم يفتحون عيونهم ما بين لحظة وأخرى ويبدو عليهم الفزع ثم يذهبون في رحلة من النوم تحت تأثير مخدر العماليات، ومشرط أطباء وطاقم وقف علي قدمًا وساق، منقذًا لهم.
وتعد مستشفى طنطا التعليمي من أكثر المستشفيات التي استقبلت حالات، وتشربت أرضياتها بالدماء، وقد فتحت أبوابها بمعاونة طقم من الفنين لتقبل التبرع بالدماء، ونجحوا في توفير نسبة كبيرة من الدماء بعد أن لاقى اقبال شديد من الأهالي.
رجال سيارات الإسعاف الجنود المجهولين
وقد روى عيسى الشيخ مشرف قطاع الإسعاف بالغربية، قلبي قصة أبشع من التفجير وعدد الشهداء، أم ينفجر رحمها ويخرج جنينها ليس للحياة ولا خضع لمساعدة الأطباء، بل خرج متأثرًا بالانفجار ليلحق بوالدته والتي كانت في انتظاره.
فقال الشيخ: غلبتني دموعي وأنا أحمل تلك السيدة وبشاعة منظر خروج جنين من بطن أمه متأثرأ بانفجار رحمها، فلأول مرة في حياتي أشاهد هذا المنظر البشع، وأخذتني الحيرة هل سيتم تتميم عملية الوضع أم ستظل تحمل جنينها للأبد، وكيف علي أن أحملهما.
وأثناء نقل الشهيدة ازدادت الصرخات، وسمعت أحدهن تقول "بقت حامل بعد 12 سنة انتظار"، فلأول مرة في حياتي اشاهد مثل هذا المشهد البشع، ورغم سواد اليوم وبشاعة الحالات لكن سيظل عالقًا في ذهني هذا المنظر الأبشع على الإطلاق.
وأضاف الشيخ: كنت أول من وصل الي موقع الجريمة من سيارات الإسعاف، وبالقرب من الكنيسة اخترق انفي رائحة الدخان، والزحام وفور وصولي صرخ الأهالي بتوجيهي إلى أماكن الجثث وقد زعرت من هول المنظر من كم الجثث والأشلاء والمصابين، وعليه وجت إشارة إلى غرفة العمليات التابعة للإسعاف إلى إرسال قوي وإمداد حتى نتمكن من نقل الحالات وفي أقل من ثلاث دقائق دخلت أكثر من خمسون سيارة إسعاف للمكان.
وتابع: بقيت بمسرح الجريمة منذ أول سيارة حتى خرجت أخر سيارة، انتقلت بعدها لتسلم جثث الشهداء بحضور المشرف العام.
ومن جانبه قال أخر: هزني رجل في أواخر الستينات من عمره "مبتور" فقد أحد أطرافه مطروح علي الارض، عندما أقتربت إليه فوجئت به يرفض ويقول "أنا حالتي مش مهمة شوفوا أخواتي حالتهم أخطر" بالرغم من ان حالته خطيرة وصممت على نقله.
قال هاني محمدي أحد رجال سيارات الإسعاف: تأثرت كثيرًا خلال نقلي لحالة الي المشرحة قد هشم رأسه تمامًا ولم تعد هناك ملامح له، وأشار فور تلقينا بالبلاغ ذهبنا الي الموقع ولم يكن هناك سوي صوت صراخ شديد وكل من في المنطقة يخروجون من منازلهم مهرولين، فور وصولنا وفتح باب سيارة الإسعاف جاء الأهالي بحالتين من الشهداء واثنين من المصابين، قمت بنقلهم علي الفور لمستشفى طنطا التعليمي، ملمحًا ان معظم الحالات كانت تعاني من بتر في الأطراف، وتفوح منهم رائحة الدخان.
وأضاف محمدي أن تجميع الأشلاء كانت أصعب مهمة على الإطلاق، بالرغم من أن هذا عملي ومن المفترض أنني لا أهتز من تلك العمليات إلا أن كم الأشلاء الكبير والمتنوع أصابني بحالة من الغثيان والحزن على إرهاب يدمر الإنسانية.
لعبة القدر تنقذ الكهنة وتودي بحياة الطفل كيرلس
الروايات القدرية التي تسمعها داخل الكنيسة والتي روتها السيدة "م – ع" حيث قالت قبل الانفجار أنتابت والدت القس بيشوي نوبة سكر، مما جعلها تسقط على الأرض فتجمع المصليين حولها، وبعد أن أقترب ابنها الكاهن منها علم أنها "غيبوبة سكر" فطالب المصليين بالهدوء والرجوع إلى أماكنهم، وحمل والدته بمعاونة ثلاثة من الكهنة، وغادروا صحن الكنيسة وبعدها بدقائق معدودة حدث الانفجار ونجت الام وولدها وثلاثة كهنة آخرين من الانفجار.
بينما استكمل الأب دانيال الصلاة وأثناء حمله للبخور ليتم الطقس الكنسي ليطوف بالكنيسة، ليجتاز مكان الانفجار بأمتار معدودة تلحق بيده شظية فتسقط الشورية "المبخرة" من يده وينجو من الاستشهاد.
بدأ قداس "الفرح" في تمام الساعة السادسة صباحًا بكنيسة مارجرجس، وفي تمام الثامنة جمع الخدام كل الأطفال واتجهوا بهم الي بكنيسة ملحقة سميت باسم القديس الطفل "ابابوب" لعمل خدمة خاصة بالأطفال ليحتفلوا بطريقة مبسطة، ولكن الطفل كيرلس البالغ من العمر خمس سنوات يرتدي تونية الشمامسة ويظل بالكنيسة، منتظرًا الانضمام لصفوف الشهداء بعد أن استشهد جراء الانفجار.
مشهد "الكنيسة" غلب عليه الزحام ورائحة الدماء والملابس السوداء
خارج أسوار الكنيسة والتي تتوسط أربعة شوارع تجمهر الشعب بشارع علي مبارك حيث الباب الرئيسي واتشحت السيدات بالسواد، وتوافد أهالي الشهداء لاستلام 25 دعوة لكل عائلة لحضور الصلاة أمام الباب الامامي، وبدأت فرق كشافة الكنيسة في النداء على اسم الشهيد فيقترب ذويه لاستلام الدعوات من الداخل، ويزاحم الاخر وسط مشدات واشتباكات مطالبين بحضور توديع الشهداء.
وتراص البعض الآخر على الأرصفة مسلمين ومسيحين، وبين لحظة وأخرى تصرخ عجوز ترتدي خمار تجلس وسط سيدات يبدو من ملابسهن انهن مسلمات جئن منددات بالإرهاب باكيات يقولن "ينتقم منكم يا بعدة – تتحول افراحكم لمياتم – ما يحرمكم ربنا من نفس الكاس".
وتتوافد وسائل الاعلام والكاميرات أمام الكنيسة، لتنقل الأحداث، وتنظم وقفة منيرة صامتة حمل فيها المتظاهرين "الشموع" ويسود المكان حالة من الصمت والذهول يقطعها صوت المشادات ومحاولة الدخول للكنيسة.
داخل الكنيسة وداخل كردون الدماء يقف عم "مجدي" أحد عمال الكنيسة مذعورًا حاملًا بيده بعض الاشلاء الصغيرة، ومنديل تشربت الدماء ومعادن العبوة الناسفة، يتحدث تارة ويصمت تارة يشير بيده مذعورًا علي الاشلاء التي التصقت بسقف الانفجار، الكنيسة وآثار الدماء على الجدران.
ويروي مجدي "شفت كل حاجة بعيني، زجاج الكنيسة كله وقع من شدة الانفجار وفي لحظة واحدة تحول النور الي ظلام وصوت الصراخ كان بيهز الجدران والناس بتخبط في بعض ومش عارفين يجروا علي فين، كله بيخبط في بعضه، ولما الدنيا نورت شوية ويارتها ما كانت نورت، ولا كنا شفنا الشفناه".
ويزيد عامل الكنيسة ودموعه تغلبه والزعر ينتابه ولا تستطيع ان تتابع إشارات يده والتي تتجه في كل مكان بسرعة شديدة ليقول: "بصي الأشلاء كان لازقة هنال وهو يشير إلى سقف الكنيسة، والنجف" ويفاجئني بصرخة: " الكرسي المرقسي "كرسي مخصص للبابا داخل كل كنيسة" اتفتفت ملوش أي أثر مبقاش موجود، الانفجار كان هنا بالقرب من الهيكل، ويصرخ ثانية الشمامسة.. الشمامسة كلهم راحوا وتغلبه دموعه ويتساءل "ازاي دخلت القنبلة على حد تعبيره لغاية هنا إزاي".
وبعد أن يهدأ قليلًا يقول: "ساعدت رجال الأدلة الجنائية في جمع الأشلاء الصغيرة وبقايا القنبلة، كل حتة في الكنيسة به أشلاء ودم ملأ الكنيسة كلها مبرهن على كلامه ببقع الدماء التي تغطي الأرض والسقف والجدران".
طقس الكنيسة بأسبوع الآلام يمنع الصلاة على الشهداء
بالدور الأرضي يجتمع أهالي الشهداء في انتظار وصول جسامين ذويهم لمسواهم الأخير بماكن خصص لدف الكهنة وأساقفة الكنيسة ملحق بمارجرجس، وداخل سرداب توافد كل من معهم دعوات لحضور صلاة ليست "جنائزية" وفق الطقس الكنسي فهذا الأسبوع مخصص لقراءة نبوات صلب المسيح واجترار الآلام التي لاقها المسيح في طريق الصليب.
واجتازت كنيسة مارجرجس في الآلام قبل أن يحل أسبوع الآلام والذي كان يفصلهم عنه ساعات قلية وربما دقائق معدودة، فمن المقرر وبعد الاحتفال بعيد "الفرح" السعف، ان تختتم الصلاة بصلاة "الجناز العام" وهذا يكون علي كل الاقباط الذين يتوفون في هذا الأسبوع، وبعدها تتشح الكنيسة بالسواد.
وقد ترأس الأنبا بولا أسقف طنطا وتوابعها صلاة "البصخة" صلاة يومية خلال أسبوع الآلام كل يوم يتم فيه إحياء ذكرى أيام المسيح الأخيرة والمؤلمة، على الجثامين.
ما بين طنطا والبطرسية قصص متشابها وأحداث متباينة ونتائج واحدة
أكد عماد سمعان، شاهد عيان وخادم بالكنيسة إنه وصل الي الكنيسة في ساعة مبكرة من الصباح، وشاهد بعينه التشديدات الأمنية التي توجد حول الكنيسة، ووجود عدد من رجال الشرطة والمؤمنين للصلاة، مشيرًا الى إنه تم إغلاق الأربعة شوارع التي تطل عليها الكنيسة.
وأضاف: مررت علي البوابة الإلكترونية التي تكشف عن المفرقعات وهكذا كل المصليين، وعذا علي عكس ما حدث بالبطرسية فلم يكن هناك أمن بالخارج ولا بوبات إلكترونية.
وأضاف سمعنا أن كنيستنا بها كاميرات مراقبة في كل مكان ومن المؤكد انها ستسجل من فعل هذا العمل الإرهابي، بينما تجاهلت الكنيسة البطرسية ورفضت وضع كاميرات للحفاظ علي حرية المصليين، ولجأت أجهزة الامن وقتئذ الي كاميرات مثبتة علي سور الكاتدرائية للتحقق من الانتحاري.
انتهز الانتحاري الذي استهدف البطرسية صفوف السيدات والتي كانت ملاصقة للباب الأول الذي دخل منه وراح ضحية الانفجار 28 شهيد بهم رجل واحد، بينما اجتاز منفذ أو العبوة الناسفة مارجرجس طنطا كل الحواجز والجدران ليصل إلى صحن الكنيسة وبالقرب من الهيكل والذي يقع في المقدمة، ليستهدف بذلك صفوف الشمامسة من الرجال، لتكون محصلة الشهداء 28 معظمهم من الرجال.
من طنطا إلى الإسكندرية
بينما تسارعت قوات الأمن ونظر المجتمع علي حادث تفجير طنطا، في التاسعة وخمس دقائق، يحتفل البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مرنمًا مع شعب الكنيسة المرقسية بالإسكندرية " في الطريق فرشوا الاغصان" بهذا اللحن تعالت أصوات الحضور، وهو لايعلم أن شعب كنيسة طنطا "في الطريق فرشوا دماء شهدائهم"، وفور استقباله للخبر خلع عنه سترة الفرح "بيضاء مطرزة بالذهبي والاحمر" واتكأ على عصا الكرازة منحنيًا تحت ألم الدم.
ولم تكن دماء شهداء طنطا هي الأخيرة فينما عيون الجميع متجه الي كنيسة مارجرجس، كان الخطر يهدد رأس الكرسي المرقسي البابا تواضروس، بعد أن فجر انتحاري نفسه أمام الكنيسة المرقسية ليستشهد 17 من الأبرياء.
وقال مصدر مطلع رفض ذكر اسمه لـ"البوابة" أنه قد فصل بين البابا والاستشهاد أقل من خمس دقائق، حيث إن الانتحاري كان يستهدف راكب البابا والذي كان من المقرر أن يكون خارج من البابا المخصص للسيارات والذي استهدفه الانتحاري في البداية إلا أن شيء ما عطل البابا تلك الدقائق التي لا تتعدي اليد الواحدة.
وأكد أنه اللحظة التي وصل الانتحاري فيها كان البابا قد فرغ من الصلاة وغادر غالبية الشعب الكنيسة، وتوجه الانتحاري للباب الآخر وهو أقرب إلى باب السيارات إلا أنه تم منعه للمرة الثانية، ولم ينجح سوى في محاولة الدخول من الباب الأخير ولكن البوابة الإلكترونية كشفته.
وأناب بابا الإسكندرية الأنبا دانيال أسقف المعادي، لتشيع جثامين شهداء الأسكندرية والتي أقيمت بدير مارمينا بمريوط:
وقال خلال كلمته إنه عندما حكم اليهود علي استفانوس بالرجم، رأي ما لم يستطع أححد أن يراه رأي سموات مفتوحة والمسيح، مشيرًا أن هؤلاء الشهداء كانوا صائمين وحضروا الصلوات وتناولوا من يد قداسة البابا ولحقوا بموكب المسيح بعد هذا الاحتفال.
فالمسيح دخل بهذا الموكب لأورشليم ليصل إلى الصليب وهم حملوا معه الصليب لينالو المجد هؤلاء الشهداء مع محبتنا لهم لكن نؤمن أنهم اشتركوا في هذا ودخلوا مع المسيح في أمجاد السماء.
نتأثر لفراقهم ولكن انظروا كم من المجد الذي صار لهؤلاء الشهداء ونحتاج أن ندون صفحات هؤلاء الشهداء.
وتغيب البابا عن الصلاة لم يمنعه من إرسال رسالة للشعب قال فيها: "قال القديس بولس الرسول: "لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهًا بموته" كلمات اختبرها هذا القديس، وها نحن نعيشها مع وداع أبنائنا الأحباء الشهداء من الكنيسة المرقسية بالإسكندرية".
وأضاف في الرسالة التي قرأها النبا دانيال علي مسامع الشعب: "في يوم عيد وفرح واستقبال المسيح الوديع بالسعف والورود والتسابيح مع الألحان استعدادًا لبدء أسبوع الآلام الخلاصية، وبعد أن حضروا صلوات التجنيز العام، تهيأوا للرحيل يرحلوا فعلا كماتقول كلمات الوحي الإلهي ؛ "ما هي حياتكم إنها بخار يظهر قليلًا ثم يضمحل" ويستقبلم المسيح ضابط الكل في الأحضان السماوية بكل الفرح بعد أن أكملوا حياتهم الأرضيّة، نياحًا لهم. وعزاءً أيضًا لأبناء الشرطة الوطنية والذين ضحوا بأنفسهم من أجل مصرنا الحبيبة؛ هؤلاء حراس جبهتناالداخلية، وصاروا في عداد شهداء الوطن الغالي.
نصلي من أجل المصابين والجرحى وكل الذين تأثروا بهذه الأحداث الجسام وليحفظ الله مصر بلادنا وكل أهلنا فيها من كل الشرور، واثقين في مستقبل مشرق وغد افضل لكل البلاد والعباد.