الراعى مسئول عن رعيته

عرض/ سامية عياد
مبدأ كتابيا هاما أرسى الله له فى رسالته لملاك كنيسة برغامس كما جاء فى رؤيا يوحنا هو أن الراعى مسئول عن خطاياه الخاصة وخطايا شعبه أيضا أمام الله ، فكل راعى مسئول عن رعيته ..

نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح وشمال افريقيا فى مقاله "وأنت متمسك بإسمى" حدثنا عن هذا المبدأ الذى يؤكد مسئولية كل مدبر عمن هم تحت رعايته ، وخطاياهم تحتاج لتوبة منه ، ولذلك يكتب الوحى الإلهى فى سفر اللاويين كيف كان على رئيس الكهنة أن يقدم ذبيحة عن خطاياه الخاصة وذبائح عن خطايا شعبه العامة أيضا، أن خطية الرعية لا تنفصل عن حياة الراعى ، وأن تهاونهم يحتاج لتوبة ، لأن تأديبهم ليس فقط يؤلمهم بل يؤلم أيضا الراعى ، كما أن توبتهم هى سبب فرحة للراعى "فتب وإلا فإنى آتيك سريعا وأحاربهم بسيف فمى" .

وتتمثل خطايا الرعية التى يحاسب عنها الراعى كما جاءت فى رسالة الله لملاك الكنيسة هى: العثرة فأحيانا كثيرة لا نقع نحن فى الخطايا بل نكون سببا لعثرة الآخرين ، وهذا أمر يحزن الرب "ويل للذى تأتى منه العثرات" ، عدم الطهارة فالبعض يتساهل فى الوصايا بدافع المجاملة فعلينا أن نعلم أن المجاملات لا يجب أن تكون على حساب السلوك الإيمانى الصحيح ، الانحراف عن الإيمان السليم والتأثر بالبدع وهنا لابد أن نتعلم من كلمة الله المحيية لأن الرب يتكلم عن نفسه بصفته "الذى له السيف الماضى ذو الحدين" ، "أحاربهم بسيف فمى" ، والسيف هو كلمة الله المكتوبة فى الكتاب المقدس ، وتأتى مسئولية الراعى أن يعلم رعيته وعلى الرعية أن تستجيب.

من يعمل بهذا المبدأ له الحياة الأبدية كما وعد الله ملاك كنيسة برغامس "يأكل من المن المخفى" وهو إشارة الى كلمة الله المتجسد على المذبح من خلال سر الإفخارستيا ، كما أن لنا حياة جديدة فى العلاقة مع الله لا يدرك نقاوتها ولا إكليلها إلا الذى ينالها...