اليوبيل الذهبي لحرب 5 يونيو 67
د. ممدوح حليم
الجمعة ١٦ يونيو ٢٠١٧
د. ممدوح حليم
كانت نتائج حرب 5 يونيو كارثية بالنسبة لمصر، وفي مجمل هذه الخسائر تراجعت مصر عن المكانة الرائدة في الشرق الأوسط والعالم العربي والأفريقي على كافة الأصعدة بعد أن كانت مكانتها مرموقة.
وطبقا لما جاء في إحدى البرامج التي أذاعها التليفزيون المصري فقدت مصر نحو 40 ألف شهيد من خير ضباط وجنود مصر خلال أيام الحرب الأولى.
لقد صدرت أوامر بالانسحاب وعاد الجيش الصري سيرا على الأقدام بعد تدمير معداته ومدرعاته ودباباته.
وكان المشهد مأسويا.
كما دمر سلاح الطيران بالكامل جراء هجوم الطيران الإسرائيلي على كافة المطارات الحربية المصرية، ومن ثم صارت القوات المتواجدة في سيناء فريسة سهلة للطيران الإسرائيلي.
انكسر النظام الناصري في هذه الحرب وبدا جمال عبد الناصر كسيرا بعدها، واعتبر المحللون هذه الحرب بمثابة نهاية المشروع الناصري وإن مات جمال عبد الناصر بعدها بسنوات قليلة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، اتجهت إمكانات مصر الاقتصادية إلى ما عرف وقتها بإزالة آثار العدوان ولدعم المجهود الحربي وصار الشعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، ومما لا شك فيه أن كل ذلك أثر بشدة على الخطط التنموية التي انتهجها النظام الناصري، ويذكر أن تلك الفترة لم تشهد ارتفاعات في
الأسعار لحرص الدولة على الدعم وعلى التسعيرة الجبرية ، كما أن الاقتصاد المصري كان وقتها بخير.
اختفى الزهو المصري في هذه الحرب وتجرع الشعب مرارة الهزيمة وبدأت موجات كبيرة من الهجرة لبلاد المهجر خاصة من الأقباط، والحق أن الشعب ظل متماسكا، وعاد الجيش إلى مرحلة الجدية والانضباط إلى أن تم العبور عام 1973
إن نتائج هذه الحرب المباشرة وغير المباشرة كثيرة. فقد توالت الأحداث بعدها، ولم تكن أغلبها في صالح مصر، كما أن نتائج الحرب لم تظهر بصورة فورية بل تدريجيا، وقد تضافرت النتائج إلى تدهور أحوال مصر لنصل إلى ما وصلنا من تدهور ثقافي وتعليمي وأخلاقي واقتصادي.
وإذا كان الأمر لا خلاف عليه، فمن المؤكد أن حرب 5 يونيو عام 1967 هي نقطة البداية في كل ذلك.
(انتهت السلسة)